رغم بدء الجولة الاولى من الانتخابات التشريعية في مصر فمازال ميدان التحرير يواصل احتجاجاته على الحكم العسكري ويطالب بتسليم السلطة للمدنيين في حين خلا شارع محمد محمود تماما بعد أن شهد الاسبوع الماضي اشتباكات بين الشرطة والمحتجين. واقترح نشطاء لشارع محمد محمود اسما من ثلاثة أسماء هي "الشهداء" و"عيون الحرية" و"البطل أحمد حرارة." وميدان التحرير الذي كان بؤرة احتجاجات شعبية أدت الى خلع الرئيس السابق حسني مبارك في فبراير شباط الماضي يشهد يوم الاثنين تجمعات من ألوف المواطنين الذين يبدون لامبالاة بأول انتخابات برلمانية تشهدها مصر بعد مبارك ويرددون شعارات معادية للمجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يدير البلاد. أما شارع محمد محمود المتفرع من الميدان فانتزعت لوحته المعدنية وعلقت في مدخله لافتة كبيرة تقول ان اسمه أصبح "شارع عيون الحرية" في اشارة الى عيون محتجين فقئت بسبب طلقات خرطوش صوبها جنود وضباط شرطة بدقة الى وجوه المحتجين. وتبادل نشطاء مقطع فيديو لضابط يصوب طلقة في عين شاب ثم ضحك أحد الجنود وهو يحييه على مهارته قائلا ان الطلقة أصابت "عين الواد.. برافو يا باشا." ورصد نشطاء مكافأة لمن يقبض على ضابط الشرطة محمد صبحي الشناوي المتهم بقنص عيون الشباب في المواجهات التي جرت في الشارع بداية من يوم 19 نوفمبر تشرين الثاني وأسفرت عن نحو 40 قتيلا وأكثر من ألفي جريح. وأصدر المجلس الاعلى للقوات المسلحة بيانا عبر فيه عن الاسف والاعتذار عن سقوط قتلى. ولكن محتجا في ميدان التحرير حمل لوحة معدنية كتب عليها "شارع الشهداء.. محمد محمود سابقا" في حين حمل اخر لوحة كتب عليها "شارع البطل أحمد حرارة" في اشارة الى طبيب الاسنان الشاب الذي فقد عينه اليمني يوم 28 يناير كانون الثاني في ميدان التحرير وفقد عينه اليسرى في الاشتباكات الاخيرة التي جرت الاسبوع الماضي. ولا توجد اليوم أي حركة في شارع محمد محمود بعد وقوف شبان في مدخله من ناحية ميدان التحرير يمنعون الدخول كما أغلقت الشوارع الجانبية المؤدية اليه. والشارع يحمل اسم محمد محمود (1878-1941) الذي اعتقل مع سعد زغلول زعيم ثورة 1919 ولكنه حين عين وزيرا للداخلية ورئيسا للوزراء عام 1929 طبق سياسة عرفت باليد الحديدية وألغى العمل بالدستور. وكما غير اسم محطة لمترو الانفاق من "مبارك" الى "الشهداء" يرى البعض أن شارع محمد محمود سيتغير بتأثير الامر الواقع الى أي من الاسماء الثلاثة. وتزدحم جدران الشارع بكتابات ورسوم منها وجه الناشط مينا دانيال الذي قتل في أحداث ماسبيرو في أكتوبر تشرين الاول وصورة للاعلامي المصري يسري فودة وتحتها "لسان الثورة الفصيح." وكان الجيش المصري أقام يوم الخميس الماضي جدارا عازلا بارتفاع ثلاثة أمتار من الكتل الخرسانية على بعد نحو 200 متر من ميدان التحرير في شارع محمد محمود الموازي للشارع الذي توجد فيه وزارة الداخلية. وكتبت شعارات على الجدار منها "الحرية جاية" و"يسقط المشير" في اشارة الى محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة.