مادت بي الأرض من التعب والإرهاق... وظننت أن الفرج ضرب من الخيال... يا الله لقد توهمت أن عُدَّة الزواج هي المشكلة العويصة... ومتي توافرت هان كل شيئ... ولم أكن أدري أن أم المشاكل لم تبدأ بعد! معضلة كبري بحق أن تقف أمام قرار مصيري بدون حراك... لا تلوي علي شيئ... وليس بمقدروك فعل أي شيئ... خاصة إذا كنت معدوم الخبرة... ناقص التجربة... غير مكتمل الإحساس بالكينونة... مضَيْتَ ما انقضي من حياتك كله تقريبا في عزلة عن الجنس الآخر... قد يكون ذلك خيرا ونعمة... فباب قلبك موصد بقفل يكاد من الصدأ ألا يُفْتَح... حتي لو أردت... ولكن هاهو ذا اليوم الموعود قد حضر وشرَّف وأصبحت أمام واقع حي ملموس لا فرار منه إلا إليه... إلا إذا كنت شخصا غير سوي! أو يكون الحل والخلاص أن تعيش عيشة أهلك وجيرانك وأهل بيئتك وعليك والصالونات! وما لها الصالونات لقد نشأ من ورائها أسر عريقة وعائلات كبار ولها سمعتها التي تجوب المشرق والمغرب وتملأ الدنيا بصيتها الواسع... لكن يا ربي لم يكن ذاك يوما ما آمله وأرجوه... يارب لقد تمنيت أن أكون مختلفا... غير تقليدي... فلست أنا من تعميه مرآة الحب عن عين الحقيقة... ولست ممن يقع في أَسْر العادات والتقاليد البالية التي يتولد من رحمها البروووود القاتل والتعود المقيت... يارب ألا يوجد ما يُمَثِّل الأرض الوسطى بين الأمرين ويحقق المعادلة المتناهية في الصعوبة... وبينما أنا في تلك الحيرة البالغةإذ بصاحبي يسخر مني بدعوى أن الزواج كالبطيخة لا تعرف لونها ولا تستشعر طعمها إلا عندما تُفْتَح... ولكني كنت دائما وأبدا رافضا تلك المقولة العبيطة البلهاء والتي فيها من الاستسهال الشييء الكثير... لكني في المقابل أومن بالمقولة الأكثر عقلا وإيمانا (الجواز قسمة ونصيب)... وإن كان أغلب من ينطقها بعقلية من يؤمن بنظرية البطيخة! وظللت هكذا... حتي قابلته ونظر في داخلي وغاص في مشاعري حتي فهمني أكثر من نفسي! وأشار إلي قلبي وطلب مني إغلاقه لحين إشعار آخر وأن أنهمك في العمل... ونبهني إلي تصفية نيتي... فربنا رب قلوب... ونوايانا هو أعلم بها منا... ومرت الأيام والشهور حتي قاربت علي العام... وفي كل يوم يمر أشعر بأن الله يدخر لي الخير... حتي قابلتها قدرا في طريقي... وقتها لا أدري ما حدث لي... خليط عجيب من حسابات العقل و أحاسيس القلب... عقلي يشير إليّ هي هي... وقلبي ينبض بقوة وكل شرايينه تنطق هي هي... ولم أجد إلا وقدماي تحملني إليها... وأنا جد معذور... فالملاك أمامي... طهارة ونقاء وبراءة... يا إلهي: أهذا معقول؟! أهذا في زماننا؟! إحساس عجيب ورب الكعبة! لا يعرفه إلا من تذوق لا من عرف... فوالله لو خيروني بينها والألماس لاخترتها بلا شك... فهي عندي خير من كل الناس... لم تر عيني غيرها... وصرن كلهن كيانات مكرورة أما هي فصارت درة منثورة... لقد وجدت ضالتي وجدت نصفي وجدت روحا طاهرة تسير علي الأرض... وأخشي ما أخشاه ألا أجد لي في قلبها مكانا... فأسرعت بلا تردد حتي أغنم بقلبها قبل أن يسرقه غيري... ولا أعلم أنها موعود ربي لي أنا وحدي... فقد وجدَتْني كما وجدتها... ويا للعجب!!! عندما تختار لك الأقدار ما يناسبك تجد الكون كله يفتح الطرق لك... فتراك تسير مَلَكَا وتخطو مَلِكَا... كل من يسمع باسمها تنزل عليه سحائب الود والتقدير والإعجاب لشخصها وينالني من ذلك جانب كبير... ولِمَ لا... فالطيبات للطيبين و الطيبون للطيبات ... تحزن فقط عندما تشعر أنها قد أحزنت غيرها وهي لا تعرف حتي معني الأذية... لذا فكل الناس عنها راضية مرضية... مَرِضَتْ يوما فأظلمت الدنيا حقيقة في عيني... صارت الحياة بلا طعم ولا لون... بل بلا حياة... ولِمَ لا... وهي الحياة... وقتها... نظرتُ أمامي فلم أجدها يمَّمْتُ نظري حولي فوجدتُ الناس لم تر عيني أحدا برغم الكثرة... المسألة ليست عددا... المسألة أصلها مجرد إحساس... حسدني الناس قلت لهم: يا غلاظ يا معدومي الإحساس... الله مبطل حسدكم... فموتوا بغيظكم... فنحن في معيته وعنايته منعَّمون... يا حياتي : أنتِ... الحنان... الطيبة... التضحية...الوفاء... البسمة الصافية... القلب الذي يسع العالم... الكل قبلها في المغنم... الكل بعدها في المغرم... لو تنقلب دنياي همَّا على هَم... أحبك... ولو نزفت عيوني بدل دمعها دم... ومهما كان العمر يجري ... سأظل أحبك يا عمري... ويظل قطار العمر يسير ونحن داخله نعاني أحيانا وأحيانا نسعد... ككل البشر... ولكن حياتي معكِ ليست ككل حياة... فأنتِ حياتي... و بكِ أكون. ________________________ =إهداء إلى زوجتي في عيد ميلادها لا أجد كلمات توفيها حقها ولو امتلكت بحار الشعر ومحيطات البيان... دمتي لي عونا على مصاعب الحياة و مصاحبةً لي في طاعة الله. زوجك وحبيبك. #بسن_القلم