أكدت السفيرة منى عمر، مساعدة وزير الخارجية الأسبق للشئون الإفريقية، أن المؤشرات الحالية توضح وجود توجه جديد بين الجانبين المصري والسوداني، لتهدئة الأجواء والقضاء على التوتر بينهما، وهو ما يعد إيجابيا للغاية. وأشارت إلى أن الرئيس السوداني عمر البشير، بدأ في اتخاذ خطوات جدية في هذا الشأن، وقد يكون ذلك ردا على تصريحات الرئيس السيسي بعدم محاربة مصر لأشقائها. وقالت مساعدة وزير الخارجية الأسبق للشئون الإفريقية، إن العلاقات بين الجانبين لا تحتمل حدوث أي شرخ بينهما، فهي في أعلى المراتب، وعلاقاتنا ترتبط بالقرابة وصلات دم. وفيما يخص تأثير التحول الإيجابي في العلاقات، على مفاوضات سد النهضة، عبرت السفيرة منى عمر، عن تمنياتها بحدوث ذلك، قائلة: "نرجو أن يكون هذا له تأثير إيجابي على سد النهضة". السودان لا يستطيع العيش بدون مصر وقال حلمي شعراوي، خبير الشئون الإفريقية، إن السودان لا يستطيع الحياة منعزلا عن مصر، حتى ونحن في أسوأ المراحل من العلاقات، نظرًا لما يربط بين الجانبين من أواصر. و
أضاف شعراوي، أن هناك صراعا سياسيا على السلطة في السودان، والنظام السياسي الحالي يواجه أزمة حقيقية وتهديدات كبيرة بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة الضارية التي يعيشها الشعب السوداني، والمتمثلة في مظاهرات الخبز. وأوضح شعراوي أن النظام السياسي السوداني، كان يتصور أن افتعال أزمات خارجية مع مصر، كفيل بالتغطية على الأزمة الاقتصادية، والتقليل من الغضب الشعبي وإلهائه عن أزمته الحقيقية، ولكن هذا لم يحدث، واستمر الغضب الشعبي، لذا قرروا التراجع عن تلك السياسة.
من جانبه أكد هاني رسلان نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية ورئيس وحدة السودان وحوض النيل، أن الأزمة بين مصر والسودان أوشكت على الانتهاء، موضحًا أن استقالة إبراهيم غندور وزير الخارجية السوادني، ليست لها علاقة بالأزمة بين مصر والسودان، ولكن يعزو الشارع السوداني حاليا استقالة غندور إلى عدم نجاحه في حل الملفات السودانية الخارجية. وتابع رسلان: "سحب الرئيس السوداني ملفات الدول المجاورة وإسنادها لآخرين، من بينها الملف التركي، الذي تم إسناده للدكتور عوض الجاز، مساعد الرئيس السوداني، والعلاقات مع الصين والهند وروسيا، كل ذلك أدى إلى تقديمه استقالته"