مشاهد حطامية ، ومبانى هالكة .. ذلك هو حال العديد من بيوت وقصور الثقافة فى مصر ، باتت شبيهة بمدافن "الصدقة" ، التى يكتفى مشيدوها بأن تكون مجرد "طوب أحمر" .. ولكن هناك بيوت أخرى تشبه مدافن الأغنياء الذين يريدون إبراز "غناهم" فى مقابرهم من خلال "الرخام و السيراميك" ، ولكن (اختلفت المظاهر ومن بداخلها ميتون) !! خيوط متشابكة وأطراف مترامية ، تضمنها هذا التحقيق الذى تعهدنا أمام أنفسنا أن نفتحه دون خوف أو تردد ، أدلة تشير جميعها إلى أن مصر ستسمر فى مثلث الجهل والفقر والمرض !! تبدأ الحكاية منذ مجئ وزير الثقافة الأسبق ، الدكتور صابر عرب ، أحد المحسوبين على فاروق حسنى ، ووزير الثقافة فى حكومة كمال الجنزورى ، ووزارة هشام قنديل ، وكذلك حكومة الببلاوى ، ذلك الرجل الذى تم تلقيبه ب (رجل كل العصور) ، متهم فى قضايا فساد مالى وادارى ، يمكن الاطلاع على بعض منها بمجرد البحث عبر أي محرك بحث على الانترنت ، فجملة "فساد صابر عرب" أشهر من النار على علم !! فوزارة الثقافة التى تحوز من ميزانية الدولة 4 مليار جنيه سنويا ، لا نعرف عنها أي شئ ، ولا نرى أي أثر لها ، حيث أننا لا نرى سوى تدهور الثقافة المصرية .. لجان المجلس الأعلى للثقافة يظل فيها أشخاص لمدة 20 عاما ً ، أحدهم يمنح نفسه جائزة رغم أنه رئيس اللجنة التى تمنحها !! لا تستعجب سيدى القارئ ، فهذا لا يعتبر شئ كبير عندما تعلم أن مشروع ميكنة الوثائق والمسح الضوئي كبد الخزانة المصرية 25 مليون زيدت 5 مليون جنيه ورسي العطاء فقط على الشركات الأمريكية ، وهنا مكمن الخطورة أن قوة خارجية اقتربت من احشاء الوضع الارشيفي لمصر ولم تعرض على مجالس نيابية ووقعت بشكل منفرد ورسي العطاء على شركة “اي بي ام” الامريكية وأسندت مهمة مجموعة “أليد سوفت” للدكتور محمد رضا الذي يمت بصلة قرابة لمجدي راسخ رجل الأعمال وصهر الرئيس السابق "مبارك" !!
تم تحرير محضر بشأن هذا الموضوع يحمل رقم 4221 لسنة 2011 ، و تم تحرير محضر آخر يحمل رقم 6299 لسنة 2011 ، ويدور حول اختفاء سجلات جرد المخطوطات ، وهنا الفضيحة بضياع مخطوطات منها رسائل الإمام الشافعي بخط يده والتي لا تقدر بثمن ، وهناك حريق القاعات ومخطوطات ذهبت بلا مسائلات ولا تحقيق وأهيل التراب على كل شيء وأشياء تتعلق بسياسة الانتدابات حيث لا ينتدب إلا المخلصين الذين يحملون الحقائب الخاصة ، وتعقيم الكتب بمادة الفورمالين المحرمة دوليا . كان حزب البديل الحضارى قد عقد مؤتمرا ً منذ بضعة أشهر ، تطرق فيه مسئول اللجنة الثقافية بالحزب لمشروع span data-scayt_word=""المكنز"" data-scaytid="1475"“المكنز” الذي كان يرعاه مفتي الديار السابق الدكتور علي جمعة ، حيث عقدت دار الكتب بروتوكولا ً معه برئاسة اديبة روميرو، ويحصلون من خلالها على 300 صورة واضحة لعناوين مخطوطات يختارونها، والكارثة أنهم من يختارون بلا أي دور منا بلا اي ممنوعات !! وقد حصلت المستشرقة على برديات مصر بالكامل من المسئولة ليلى جلال وكأننا نسلم بردياتنا ببساطة هكذا ، بينما النمسا مثلا لا تعطي بردياتها الخطيرة بتلك السهولة . كما تطرق لوضع المسكوكات ، والتي قدم بشأنها بلاغ للنيابة الإدارية يحمل رقم 15 لسنة 2014 من قبل أحمد عبدالباسط مدير عام البرديات حين تسلم هذه المسئولية لفترة قصيرة ، وهي مسكوكات ترجع للعصر الأموي ، وتحدث عن دكتور صبحي عاشور الذي كان موجودا في فترة صابر عرب وعبدالناصر حسن ووجدوا 22 جيجا مصور بها المستندات ومتوصل بالانترنت ويمكن أن ينقل لاي حد وهناك شبهة تواصل بينه وبين المستشرق الأمريكي جيري بكاراك "وله كتاب وجدوا بروفة موجودة بمكتب عاشور باسم" من كنوز مسكوكات دار الكتب فهناك شبهات انها نقلت وخاصة أن عاشور ادعى أنه نائب مدير دار الكتب وأن هناك بروتوكولا بينه وبين المستشرق!! والاستاذة اديبة اقرت انها معها والكارثة بالمخطوطات انه لم يتم جرد، وقال سلطان أنه التقى هشام قنديل والذي أعاد بدوره الورق لصابر عرب فأعاده لدار الكتب . رحل صابر عرب ورجاله باقون إقليم الدلتا ، رئيس هذا الاقليم هو الدكتور محمد رضا الشينى ، كان نائبا ً لرئيس هيئة قصور الثقافة فى عهد صابر عرب بعد ترقيته من منصب رئيس اقليم .. جاء وزير الثقافة الحالى ، الدكتور جابر عصفور وألغى كل القرارات السابقة ليعيد الشينى إلى رئيس اقليم الدلتا ، وكأنه لا يريد التخلص من رجال صابر عرب ، وإنما فقط يريد تغيير المراكز !! كان الشينى – عندما كان نائبا ً لرئيس هيئة قصور الثقافة – قد قام بترقية الكاتب محمد عبد الحافظ إلى رئيس اقليم القاهرة ، فجاء جابر عصفور الآن وقام بترقية عبد الحافظ إلى منصب نائب رئيس الهيئة ، لتتضح الخصومة والفجوة التى تسيطر على الوضع الآن ، وهي الخصومة التى بين رئيس الاقليم ونائب رئيس الهيئة ، وهو ما يؤثر على الفروع وقصور الثقافة ، ولا نخفى عليك – سيدى القارئ – أن الاقليم تأتيه ميزانية يقوم بصرفها على الانشطة وهذا أمر بديهى ، لكن ما يحدث داخل هذا الاقليم هو تقليل الانشطة لصرف ميزانية أقل ومن ثم توزيع الباقى على المسئولين !!
عندما وصلنا إلى هذه النقاط ، ظننا أن الفساد يكمن بمسئولى الاقاليم والفروع وأن لا ذنب لمن هو أعلى ، وكنا قد قررنا خوض اتجاه آخر فى هذا التحقيق ، فالشاعر سعد عبد الرحمن – رئيس هيئة قصور الثقافة ، قام بتعيين زوجته فى منصب رئيس اقليم ، وأن من يتحكم فى المشهد الآن كلهم من أبناء صابر عرب ، وهنا علينا أن نشير إلى "أباطرة تعيينات الثقافة فى عهد صابر عرب" وهو أن كل ما عليك أن تفعله للحصول على وظيفة بالثقافة هو أن تدفع 16.000 جنيه ، نعم – سيدى القارئ – فتسعيرة الثقافة هي 16.000 جنيه ليتم تدمير عقول أجيال كاملة ، حيث أصبحت قصور الثقافة مجرد مبانى هالكة لا تحوى بداخلها سوى بضعة قصص أوراقها مقطعة ، وعدد "كراسى" لا يكفى الموظفين ، ميزانيات يتم صرفها من الوزارة ولا تصل إلى قصور الثقافة ، حتى وصل الحال أننا وجدنا بيوت ثقافة تقوم بعمل حفلات كبيرة على مستوي محافظات مصر بمبلغ لا يتعدى ال 300 جنيه ، فقد أصبح ما يصل من ميزانية قصور الثقافة أقل بكثير من تكاليف زجاجات المياه المعدنية فى مكاتب المسئولين الكبار !!
يعتبر قصر ثقافه المحله الكبرى من اهم المعالم الاثريه لتلك المدينه التى حاذت بلقب ارض الكتان (ديدوسيا) فالقصر هو المنارة التى تضئ سماء مصر والعالم العربي لما يتمتع به من علوم وفنون وانشطه مختلفه مثل : الموسيقي و المسرح و فنون الخط والرسم ونادى الادب لتنمية المواهب الشعرية ونادى المرأة أيضا ، ولكن كل هذا لم يشفع لذلك الصرح العظيم من التعرض للسرقه والكثير من الازمات . ترجع القصة لعام 2009 عندما تركت السيده "عليه عبد الحى خليل" قطعة الارض التى تطل على الحد البحرى للقصر حتى تصبح فاصل بينها وبين القصر وسرعان ماجاءت الاطماع والاستغلال من قبل بعض رجال الأعمال المقيمين بمدينة المحلة واستطاعوا استخراج رخصة بناء على الارض وذلك بالتحايل على القانون ، وفى ظل الغياب الأمنى تم بناء العقار على قطعة الارض والذى يمثل اكبر مشكله تعوق القصر وتهدد بانهياره حتى يومنا هذا. "قمنا بعمل الكثير من المحاضر ورفع العديد من القضايا على اصحاب هذا العقار ولكن لا حياه لمن تنادى" كلمات توجه بها أجابر سركيس - مدير القصر .. فكيف يكون هذا هو حال قصر ثقافة المحلة الكبرى الذى تم تصنيفه من أفضل 4 قصور ثقافة على مستوى الجمهورية على لسان "صابر العرب" يكون مهدد بالانهيار ؟؟ شهر وبضعة أيام استغرقها إجراء هذا التحقيق ، أشخاص قابلناهم ، تحدثنا إليهم ، رأينا بأعيننا ، حصلنا على مستندات ، ولكن مع استمرار هذا الوقت ، كان هناك من يستمر فى فساده ، وتربحه من أموال عقول المصريين .