المستشفيات العامة تحولت إلى مصائد للموت تحصد أرواح المرضى ، ومن يفلت من الموت يصاب بعاهة مستديمة أو يدخل في غيبوبة تنتهي بالوفاة و بعض الأطباء يلقون بالمسئولية علي القضاء والقدر والبعض الآخر يلقي باللوم علي سوء الإدارة وضعف الإمكانات . الغرض من التحقيق هو لفت أنظار المسئولين عن الصحة لما يعانيه الفقراء والبسطاء الذين يبحثون عن العلاج والشفاء فيجدون أنفسهم وسط الجحيم .. إننا متاكدون أن هذه المشاهد توجد فى مئات المستشفيات الحكومية ولن نمل من كشف المستور حتى تنصلح الأحوال المعوجة . فمستشفى دكرنس من المستشفيات الحكومية التى عندما تطرأ قدمانا إياها نرى مشهدا ً ربما ليس بالغريب علينا فقد تعودنا على رؤيته على شاشات التليفزيون وصفحات الجرائد ولكن الغريب فى الأمر هو إستمرار هذا المشهد رغم قيام الثورة التى ظننا بعدها أن يختفى هذا المشهد أو على الأقل سيتغير ولو قليلا ً .. ففى المستشفى ستجد طوابير من المرضى ينتظرون الدخول عن المشاجرات المستمره بين المرضى و بعضهم بسبب تأخرهم فى الدخول وإنتظارهم لساعات طويلة أمام المستشفى ، وفى الوهلة الأولى لدخولك المستشفى تجد المرضى فى كل مكان على الكراسى ويفترشون الارض انتظارا لتوقيع الكشف عليهم حيث ان الخدمة الطبية والصحية فى مصر شهدت معاناة بالغة سواء فى ظل النظام السابق وحتى الأن والأحساس الذى يسيطر عليك حين تدخل هذا المكان هو ألا تعود له مرة ثانية !! فالمستشفى تعانى إهمال وقلة إمكانيات وعدم وجود رعاية للمرضى وربما لا يستطيع البعض منهم الدخول لتلقى العلاج ، و من جانبه قال "م.ف" أن معاملة الممرضات للمرضى غير آدمية فهناك اهمال من بعض العاملين عن القيام بعملهم و التحدث الى المرضى باسلوب غير راق و تفضيل بعض الممرضات للنوم ليلا بالاضافة للتكدس الموجود بالغرف كما أن الاهالى هم من يقومون بتنظيف أماكن إقامتهم وشراء مستلزمات المرضى بل واحيانا تطالبهم الممرضات بجمع القمامة . فالمشهد الأول عند دخولنا المستشفى : سيدة عجوز لا تجد من ينقلها إلى البوابة فتنادى الممرضة على الشباب "ساعدونا يا شباب و النبى" فيسرع الشباب للمساعدة و حمل السيدة العجوز حتى إيصالها إلى البوابة وتردد الممرضات بعبارات الشكر للشباب ، فهل من المعقول أن تخلوا بوابة المستشفى حتى من عناصر الأمن الذين يمكن الإستعانة بهم فى مثل هذا الموقف ؟ المشهد الثانى : استقبال المستشفى ، حين تطيل النظر إلى داخل غرف المستشفى تجد الملاءات ذات البقع الحمراء الداكنة نتيجة للدماء وسلة القمامة منقلبة وحولها القمامة على أول الغرفة و كأنها تقول للمريض " تمنياتى لك بأمراض أكثر بدلا من الشفاء العاجل" !! فلا يوجد سوى "شيزلونج" ليستريح عليه المريض إذا استدعى الأمر ذلك والطبيب لا يحتاج سوى يديه وسماعته وعينيه ليشخص الحالة التى تقف أمامه . المشهد الثالث : ممنوع التدخين منعاً للاحراج ، المشهد الاكثر إثارة للسخرية وسط هذه المشاهد فهو مشهد المدخنين الذين جلسوا يدخنون تحت والى جوار لافتة مكتوب عليها " ممنوع التدخين منعاً للاحراج " ! المشهد الرابع : منظر المراحيض و الحمامات المليئة بالقاذورات و القمامة و التى تعد سبب من اسباب اصابة المريض بحالة نفسية سيئة . المشهد الخامس : الطرقات ليست بالنظافة التى لابد من توافرها داخل المستشفى الذى يعالج فيه الإنسان و طاقم التمريض فهم يتجولون فى أرجاء المستشفى يتبادلون الحديث !! فبين فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسى الذى جاء من مقاعد المعارضة ، وبين الآن وبعد ثورة 30 يونيو وفترة الرئيس المؤقت عادلى منصور الذى جاء خلفاً لمرسى لتحقيق أهداف الثورة " عيش حرية وعدالة اجتماعية " .. يظل الوضع على ما هو عليه !! أين وزيرة الصحة من هذا ؟؟ و أين مدير المستشفى ؟؟ النجدة بالفقراء رحمة ً بهم من الأوبئة .. أيها المسئولين إلى متى سيظل هذا الوضع ؟!