من المعروف أن مدينة المنصورة تتضمن العديد من المستشفيات الكبيرة وعلى رأسها مستشفى الطوارئ لاستقبالها أكبر عدد من الحالات والحوادث ، ولكن يبدو أن المستشفى بحالة للعلاج قبل المرضى !! قامت منصورة نيوز بالتوجه الى مستشفى الطوارئ فكانت بوادر الفوضى واضحة على أرصفة المستشفى ، حيث كان الباعة الجائلين الذين امتد تواجدهم داخل مستشفى جامعة المنصورة بجوار مستشفى الطوارئ ، وكان المنظر الأكثر غرابة هو البائعين داخل المستشفى وعدم وجود أمن على البوابة ، ومن جهة أخرى القمامة الموجودة بمدخل المستشفى حتى ثلاجة الموتى . بعد ذلك توجهت عدسة منصورة نيوز إلى مستشفى الطوارئ واقتحمت المستشفى بعد معاناة نظرا لوجود حراسة أمنية مشددة على البوابة ، وبمجرد الدخول إلى صالة الاستقبال حيث غرف الكشف والفوضى تنتشر فى كل ركن بها ، ومن ثم إلى غرفة الأشعة فى ممر مزدحم بالمرضى منتظرين دورهم لعمل الآشعة ، فقالت إحدى المنتظرين : "وش رجلى مكسور وبقالى ساعة واقفة عليها .. أبوس ايديكم دخلونى" . ونظرا لكثرة المنتظرين بدأ الممرض يحول من يأتى الى غرفة الأشعة العادية بالدور الأول ، وعلى ذلك انتقلنا للدور الأول ، ومنذ الصعود على السلم تستقبلنا رائحة كريهة ، وعند الوصول كان المنظر مفزع ، فالمرضى ملقيين فى كل مكان على الترولى وعلى الكراسى المتحركة ، أما المنظر الأكثر دهشة هو وجود أحد المرضى على التورلى أمام دورة المياة ، يكاد يكون داخل دورة المياة ذاتها ، وعند النظر اليه صاح الممرض"انتوا بتبصوا على ايه خليكم فى حالكم". ومن ناحية أخرى طابور المرضى أمام غرفة الأشعة العادية ، حيث الحالات الحرجة المنتظرة فلا يوجد إلا جهاز واحد للأشعة نظراً لعطل باقى الأجهزة. فى الحقيقة ليس المرضى فقط هم الموجودون امام غرفة الأشعة ، كان هناك شكائر أسمنت يجلس عليها المرضى فى انتظار أدوارهم ، وتقول مريضة "دوخونى من الصبح بيطلعونى وينزلونى". وبعد صراع أمام غرفة الأشعة تمكنت عدسة منصورة نيوز من الدخول الى قاعة الأشعة ، ولكن الحقيقة لايوجد فرق فى الدخول والانتظار بالخارج فكلاهما ينتظران ، هناك طابور آخر من حالات الحوادث والحالات الحرجة أمام جهاز الأشعة نفسه نظرا لعطل باقى الأجهزة، فجميع المرضى متكلين على هذا الجهاز يستخدمه كل مريض دون نظافة لما عليه من دماء وخلافه. أما غرفة التحميض بجوار الأشعة فهى العنوان الحقيقى للفوضى ، فالقمامة بها فى كل مكان، يقابل غرفة الأشعة حجرة كبيرة مخصصة فقط للمخلفات والأجهزة القديمة ، من الغريب هو تعزيز الأجهزة القديمة والأوراق والمخلفات فى غرفة بهذا الحجم وترك المرضى بالخارج يجلسون على الأرض وعلى شكائر الأسمنت. والمنظر الأكثر أسفا ً هو دورة المياة المقابلة لغرفة الأشعة ، مناظر مؤسفة والرائحة الكريهة تشع منه فى المكان كله. أما الخروج من مكان الأشعة كان على صراخ سيدة آتية فى حادث ، كل ماتقوله "ولادى .. ولادى" ، ورغم تألمها كانت تجلس منتظرة دورها. ويقول شاب باكيا ً على والده المريض "والدى عنده فشل كلوى وعشان احنا من قنا مرضوش يحولوه وكتبوله حقنتين ب400 جنيه" ، ذلك دفع بالشاب فى كل أنحاء المستشفى لتجميع حق الحقنتين ، وعند الدخول الى غرفة العلاج فكانت أكبر مثال للفوضى والاهمال. وأخيرا ً عند الصعود للدور الثانى حيث غرف الغسيل الكلوى كانت جولتنا سريعة ، حيث صاحت إحدى الممرضات : "إيه اللى مطلعكم هنا انزلوا تحت". وللأسف من خلال هذه الجولة السريعة جدا بمجرد النظر داخل الغرف كانت الفوضى تبدو واضحة عليها فمنظرها لا يسر، كل ذلك يضاف الى سعر التذكرة الذى وصل الى 5 جنيه . ومن كل ذلك سؤال يطرح نفسه موجه الى المسئولين .. على أى أساس أصبحت المنصورة مدينة الطب فى مصر والطب ينهار هكذا من سوء معاملة وفوضى وتلوث وعدم توافر الأدوية والاجهزة ؟!!