مستشفى المحلة .. الداخل مفقود والخارج مولود

بالرغم من أن المحلة تحظى بأهمية كبيرة لكونها قلعة الصناعة فى مصر والشرق الأوسط إلا أنها تحظى بنصيب الأسد من الإهمال المتعمد من الحكومه فى الخدمات العلاجية والصحية ، حيث يتزايد الصراع وتتأرجح المشكلة بين أطباء وممرضين وحكومة والضحية مريض "مش لاقى ياكل" !!
توجهت عدسة منصورة نيوز إلى مستشفى المحلة العام ونحن متوقعون منعنا من التصوير من قبل الأمن ولكن كانت المفاجأة الكبرى ..بوابات بلا أمن ، وكأن المستشفى تحقق المثل الشعبى الذى يقول "سداح مداح" .
"أنا بقالى يومين باجى ومش عارف أكشف بسبب الإضربات اللى عاملها الدكاترة .. يعنى الناس تموت ولا إيييه ؟! " .. بهذه الكلمات نطق أحد المرضي الموجودين فى المستشفى فور رؤيتنا ، حيث تحدثت سيدة آخرى قائلة ً "هم بياخدوا الدوا لنفسهم ولعيالهم ويخلونا نجيب العلاج من برا بالغالى .. طيب نجيب منين ؟! حرام اللى بيحصل ده والله" .
استمرت عدسة منصورة نيوز فى التجول داخل أنحاء المستشفى وكان الحال هو أن وجدنا الأجهزة الطبية معظمها معطل !! وموضوعة داخل غرف يبدو عليها أن العنكبوت قد سكنها .
و قالت أحد الطبيبات الموجودات بالمستشفى :مفيش كشف دورى على الأجهزه واللى بيعطل محدش بيدور عليه ولا بيفكر يصلحه .. جهاز الأشعه المقطعيه عطلان من فتره وكمان أجهزه الضغط والسكر ومفيش أجهزه ترمومتر تغطى احتياجات المستشفى بالكامل .
استكلما سيرنا وتوقعنا أن نرى نصفا ً مضيئا ً فى هذا الصرح الذى يسيطر عليه الإهمال ، حيث توجهنا إلى صيدلية المستشفى لنبحث وراء نقص الأدوية ، تحدثنا مع أحد طبيبات الصيدلية ، فقالت "الناس بتتهمنا إن إحنا بنسرق الأدويه بس هو أصلا ً فى عجز وفى أدويه كتير مش موجوده و الدوا اللى بيخلص ما بيتوردش تانى غير بعد فتره كبيرة والناس بتيجى تحاسبنا إحنا " .
خلاصة القول أننا رصدنا إهمالا ً يسيطر على مكان لا يتحمل الإهمال بحياة البشر ، فالمكان الذى يفترض أن ينقذ البشر لا يستطيع أن يسعف نملة !! فهل ستظل حكومتنا تنظر إلينا كأننا النمل ؟!
فمن الطريف أن تختار وزارة الصحة مستشفى المحله العام من أفضل 30 مستشفى على مستوى الجمهوريه فى أكتوبر الماضى وتكون بهذا الوضع !!
يبقي السؤال المحير هو : من المسئول عن هذا التقصير والإهمال الذى لايدفع ثمنه سوى المواطن الغلبان وهو لا يريد من الدوله إلا حقه فى رعايه صحية وخدمة علاجية ؟
مستمرون فى عرض حلقات الفساد والاهمال داخل مؤسسات الدولة ، انتظرونا فى تحقيقات صحفية أخرى قريبا ً ...