المستشفيات الحكومية أهم المشاكل التى يعاني منها الشعب المصرى، الذي تتكرر شكواه للمسئولين ولكن دون جدوى. ومستشفى العديسات بحرى القروى المركزى بجنوبالأقصر هو ثانى أكبر المستشفيات بالمحافظة بعد مستشفى الأقصر الدولى من حيث المساحة التي تبلغ 7 أفدنة تقوم على خدمة 28 قرية بمركز الطود من نظام إلى آخر ومن محافظ الى آخر ولكن يبقى الوضع على ما هو عليه من إهمال وتسيب المسئولين. وحين تقف على ناصية المستشفى تجد لافتة مكتوبا عليها مستشفى العديسات بحرى القروى المركزى وحين تتقدم خطواتك للداخل تجد مبنى هائلا خاليا من المرضى وأيضا من الأطباء، وساءت حالة هذا الصرح الكبير بعد أن كانت تجرى بها العمليات الجراحية فى الثمانينيات والتسعينيات فعند الذهاب بحالة مرضية يقوم على الفور الطبيب المقيم - إن وجد - بالمستشفى بتحويلها الى مستشفى الأقصر الدولى أو مستشفى البياضية. «الوفد» زارت المستشفى ودخلت جميع أقسام المستشفى لتعرف ما يدور بالداخل وتم رصد كل التفاصيل بالصور: قال أحد الموظفين: إنه رغم صدور قرار لوزارة الصحة رقم 344 لعام 2008 ليصبح المستشفى مركزيا إلا أنه توالت عدة محاولات للصحة لتحويل المستشفى الى قروى وذلك لنقل أجهزة هذا المستشفى لمستشفي البياضية، ثم قالت الصحة إنه سيصبح مستشفى تكامليا تتوافر به كل الأقسام عدا قسم العظام والجراحة ولكن فوجئنا بمحاولة الوزارة نقل اسرة القسم الداخلى وأجهزة الكلى لمستشفى البياضية بحجة عدم وجود إخصائيين لولا تصدى الأهالى واعترضوا ان يتم ذلك، مضيفا انه اخر ما جاء إلينا من الصحة هو أن يصبح المستشفى طب أسرة وبناء عليه تم ارسال ملفات لكل أسرة فى منتصف اغسطس الماضى. وفى السياق نفسه يقول أحمد عبدالرحيم، أحد أهالى المنطقة وعضو رابطة شباب العديسات بحرى لتطوير المستشفى بالجهود الذاتية، إن «الصحة» لا ترغب أن يتم استكمال المستشفى حتى ينتفع الأطباء مما يجلبونه من العيادات الخاصة وكانت آخر محاولة للصحة منذ أربعة أيام فوجئنا باشخاص يقومون بنقل أسرة القسم الداخلى بالمستشفى عدد 15 سريرا بقرار من وكيل وزارة الصحة لنقلها الى مستشفى اسنا المركزى إلا أن الشباب قابلوا هذا القرار بالرفض وتم الاتصال برئيس المركز فتم إعادتها مرة أخرى، مشيرا الى أنه كانت هناك محاولة سابقة للصحة وفشلت. ويضيف: ان هذا المستشفى يجب ان يصبح مركزيا ليكون ملائما لطموحات 28 قرية يقوم على خدمتها. حاولت «الوفد» لقاء مدير المستشفى بعد الشكاوى المتكررة التى وصلت الينا من الأهالى بسبب التسيب والإهمال الذى أطاح بالمستشفى ولكن وجدنا مكتب مدير المستشفى مغلقا بالقفل. كشفت مصادر ل«الوفد» من داخل المستشفى أن المدير وهو طبيب بالمستشفى لم يأت إلا كل عشرة أيام مرة ويتم التوقيع عليه فى كشف الحضور يوميا على أنه متواجد ويؤدى عمله بالمستشفى ولكن بسبب عدم وجود رقابة من وزارة الصحة فان المدير تمادى فى فعل ذلك واصبح غيابه شيئا معتادا. ومن جانبهم قام أهالى القرى الذى يقوم على خدمتهم المستشفى بتكوين «رابطة شباب العديسات بحرى» وذلك لتطوير وصيانة مستشفى العديسات المركزى عقب ثورة يناير 2011 آملين فى أن تتحرك وزارة الصحة وتمد المستشفى بأطباء فى مختلف التخصصات. يقول محمد حسن إبراهيم - أحد شباب الرابطة - جمعنا تبرعات من الأهالى وقمنا بعمل دهانات ونقاشة وتنظيف المستشفى وتم حصر أجهزة الولادة على أمل أن نلتمس بادرة أمل للاهتمام بنا لكن طال الانتظار. من جانبه، قال أحمد عبدالرحيم: بلغت التكاليف الشاملة لتطوير وصيانة المستشفى 17 ألفا و700 جنيه وكلها جهود ذاتية من الأهالى وتم تصليح مولد الكهرباء والذى يغذى وحدة الكلى الصناعى بعد محاولة الصحة لتكهينه ولكننا قمنا بتصليحه ولا يظل الوضع حتى الآن كما هو دون وجود إخصائيين. فيما طالب محمد احمد محمد، محافظ الأقصر بسرعة اتخاذ اجراءات ملموسة حيال وضع المستشفى ليصبح مستشفى صالحا للاستخدام الآدمى كما أشار الى أن الأهالى صبرهم أوشك على النفاد وبالتالى كل الخيارات بعد ذلك مطروحة امامهم. ويقول محمد حسن: إن وضع المستشفى حاليا لا يليق نهائيا بأنه مستشفى مركزى مضيفا أن المستشفى يعمل الآن كمجرد استقبال بالنهار وبالليل مهجور قد يكون سكنته الخفافيش. يشير حسن الى أن الممرض بالمستشفى فى «الشفت» الخاص به قد تجده جالسا على المقهى المقابل للمستشفى نتيجة لعدم وجود أطباء. ويستطرد: وزارة الصحة قالت انه سيتم تحويل المستشفى الى طب أسرة فيتساءل: كيف طب أسرة ولا نجد أطباء بالصباح مؤكدا أنه إذا لدغ طفل فقد يفقد حياته لحين الوصول لمستشفى البياضية بسبب بعد المسافة نتيجة لعدم توفير الصحة لمصل عقرب بمستشفى العديسات. وفى السياق ذاته يقول محمود فؤاد: جئت بطفلتى بالصباح لصرف تذكرة للكشف بقسم الاطفال ولكن موظف الاستقبال قال لى انتظر نسأل الدكتور إذا كان سيعمل اليوم أم لا وبالفعل أبلغنى أنه لم يعمل اليوم فذهبت بابنتى لمستشفى آخر. ويقول عبد الحليم عبد النعيم: عندما يمرض أحد من أفراد أسرتى أذهب على الفور لمستشفى الأقصر أو البياضية، مضيفا لأنه هنا لا يوجد أطباء. «مش عايزين دكتور الأسنان لا بالمستشفى ولا بالعيادة الخاصة» بهذه الكلمات بدأ محمد أحمد محمد من السكان المجاورين للمستشفى حديثه ل«الوفد» موضحا أن قسم الأسنان لا يوجد به سوى طبيب واحد يعمل ثلاثة أيام بالأسبوع، يقول: إن طبيب الأسنان كان يأخذ عشرة جنيهات لخلع الضرس بحجة أنه لا يوجد مواد مخدرة بالمستشفى وأنهم يقومون بشرائها، ولكن عندما تم تقديم شكاوى ضده بسبب ذلك فلم نره فى المستشفى بعدها مما يضطرنا للذهاب لعيادته الخاصة التى يمتلكها بنفس شارع المستشفى. من جانبه قال محمود فؤاد: إن طبيب الأسنان لا يأتى المستشفى فى مواعيده نهارا حتى يجبر المريض للذهاب ليلا لعيادته الخاصة حيث تكلف عملية خلع الضرس 30 جنيها وبالتالى هو المستفيد من ذلك التسيب من الصحة. التقت «الوفد» بعدد من مرضى الكلى بالقسم فيقول عم عبدالناصر أحمد - أحد المرضى - أهم ما نحتاج اليه هنا فى القسم هو وجود طبيب متخصص يباشر العمل مع جميع المرضى، مضيفا أنه لم ير طبيب كلى يقوم برعايتهم منذ أن بدأ بالغسيل الكلوى وهو ما تعدى السنة والنصف حتى الآن، وأن من يقوم بتوصيل أجهزة الغسيل الكلوى هن الممرضات مشيرا الى أنه إذا حدث خطأ أو تعب أحد المرضى ما على الممرضة إلا الاتصال بالإسعاف لنقله لمستشفى الأقصر الدولى الذى يبعد بمسافة 25 كيلو مترا مما يتسبب فى اضرار مادية واخرى بدنية للمريض. ويؤكد أنه نتيجة للإهمال الشديد بالمستشفى وغياب الطبيب تعرضت لإجراء عملية جراحية بالشريان كلفتنى الألفي جنيه. بينما اكتفى الحاج صالح بقوله: انا مش عاوز حاجة غير دكتور يتابعنا احنا بنتعب قوى هنا. رصدت عدسة «الوفد» الصيدلية الخاصة بوحدة الكلى الصناعى فوجدناها فارغة تماما من الأدوية. وعلمت «الوفد» إن المرضى يقومون بصرف العلاج من مستشفى الأقصر العام. أما بالنسبة لمحطة معالجة المياه بوحدة الغسيل الكلوي كشفت مصادر ل«الوفد» أنها تحتاج الى تجديد كامل حيث تم إنشاؤها عام 1998. كشفت الجولة أن قسم النساء كل غرفة به مغلقة منذ زمن حتى غطي واجهتها التراب وأخذت الطيور منه مأوى، إلا أن بعض الغرف التى كانت مفتوحة مثل غرفة «رعاية الامومة» بها سرير ملقى على الأرض ومرتبة عليها أكيال من التراب. وفى هذا السياق قال احمد عبدالرحيم أحد شباب الرابطة إن القسم مجهز بأحدث التقنيات ولكن تم وضعها بالمخزن وأغلق عليها نتيجة لعدم وجود اخصائيين بالقسم. المنيا: نقص الخدمات الطبية والعلاجية يهدد 5 ملايين ميناوي .. و18 مستشفي تكامل لم يدخل الخدمة تحقيق: أشرف كمال إذا كنا نتحدث عن الصحة فلابد أن يتم وضع تقنين محدد لحالة الطب والطبيب فالأطباء هم العمود الفقرى للعلاج والذين يديرون عملية العلاج والمستشفيات والعيادات والمرضى. وإذا نظرنا إلى حال الطب فى مصر من منظور المستشفيات والنظام الطبى يمكننا أن نرى عيوبا كثيرة فى النظام والعلاج والمستشفيات وغياب العلاقة بين الطب كمهنة إنسانية والمريض بصفته إنسانا، فكان الطب لفترة طويلة فى مصر يرتبط بالحكمة والطبيب لم يكن فقط يمارس العلاج لكنه كان يتصل بمرضاه ويعرف مشكلاتهم الاجتماعية ويحارب الجهل مع المرض، لهذا كان الأطباء فى مصر دائما نجوما يعرفهم الناس أكثر من أى شخص آخر وكان يلقب قديما (بالحكيم). ولكن ما يحدث الآن وهم كبير سمى كذبا بالعلاج المجاني بالمستشفيات العامة بالمنيا وبعد أن كان هذا الوهم يبدأ من الإهمال وينتهي عند اختفاء العلاج بالمستشفيات امتد الآن إلي عدم وجود الطبيب المختص ونقص الإمكانيات والأخطاء الطبية وتوج بشيوع البلطجة التي ألقت بظلالها علي المريض والطبيب علي السواء. العديد من ملايين الجنيهات صرفت لتطوير وتحديث وتجهيز مستشفيات مديرية الصحة بالمنيا والتى شاخت وأصبحت عاجزة عن تقديم خدمات علاجية ومازالت تعاني كثيرا من المشكلات التي تنعكس سلبا علي المريض خاصة محدودي الدخل والفقراء، وما يزيد الطين بلة وجود ما يقرب من 18 مستشفى تم تجهيزها بأحدث الأجهزة الطبية وإقامتها بالقرى النائية تحت مسمى (مستشفى تكامل) منذ ما يقرب من 15 عاما ولم يتم استخدامها حتى الآن والتى أنشئت خصيصا لخدمة أهالى القرى النائية وإسعافهم بشكل فورى وسريع خاصة فى الحالات الحرجة، ولكن عمدت الأنظمة السابقة على تجاهل تشغيلها بحجة عدم توفير طبيب، علما بأن التكلفة الإجمالية للمستشفى الواحد قد بلغ فى وقت إنشائها ما يقرب من 5 ملايين جنيه والواقع الذي بداخل المستشفيات هو الذي يرصد لنا الحقيقة، فمستشفي الحميات بالمنيا أكد المرضى أنهم يعانون من نقص المادة الكيميائية التي تستخدم في تحليل الفيروسات خاصة تحليل الحمي التيفودية أساس عمل مستشفيات الحميات مما يضطر المستشفي لإرسال مرضاه إلي المستشفيات المجاورة لإجراء هذه التحاليل. وتشير هنية خليل إحدى المرضى بمستشفى المنيا الجامعى أن المستشفي يعاني عجزا كبيرا في الأطباء خاصة التخدير والأشعة والتحاليل والعلاج الطبيعي وعدم وجود أطباء مقيمين بأقسام الجراحة والمسالك وعدم وجود طبيب متخصص في العناية المركزة أو القلب وعدم وجود إخصائيين في الأمراض الجلدية ووجود عجز صارخ في الممرضات ناهيك عن نقص الأدوية إلي جانب تعطل أجهزة العناية المركزة وعدد من أجهزة الغسيل الكلوي وسوء حالة النظافة. ويقول حامد على - مريض بمستشفى سمالوط: يوجد عجز في الأطباء بالفترة المسائية ونقص الأدوية بل هناك مشكلة كبري بالمستشفي وهي مشكلة الصرف الصحي التي تسببت في حدوث طفح متكرر لمياه المجاري. ويضيف سمير مرقص - مريض بالمستشفى: يعاني من عجز في المستلزمات الطبية مما يتسبب في إثارة أهالي المرضي وتعديهم علي العاملين به, إلي جانب تضرر المواطنين من الأطباء لقيامهم بالانصراف من عملهم للعمل بعياداتهم الخاصة, الأمر الذي يؤدي إلي انتظار المريض في الاستقبال فترات طويلة لحين حضورهم. والمشكلة الكبري التي يعاني منها مستشفيات المنيا عموما هي الانفلات الأمني الذي يصل أحيانا إلي التعدي علي العاملين. ويضيف محمد سعد - مريض - إن معظم الأطباء ينصرفون من المستشفي بعد الثانية ظهرا بالإضافة إلي نقص الأدوية اللازمة لعلاج المرضى بالمستشفي. وأشار خلف فايز الي أن حال المستشفيات بالمنيا لا يسر عدوا ولا حبيبا وأن منظر دورات المياه سيئ للغاية ليس ذلك فقط بل انقطاع الكهرباء بمعدل كل ربع ساعة هذا بخلاف نقص واضح فى العلاج. ويقول علاء قدري إن هناك إهمالا جسيما بداخل المستشفيات الحكومية أكدته وقائع متكررة داخلها، وأن أي تطوير في القطاع الصحي بالمنيا يكون من الخارج وذلك بالاهتمام بتجديد الواجهات وإنشاء مباني وأقسام جديدة أما في الداخل فالوضع مختلف تماما حتى أن المثل الشعبي الشهير من (بره الله الله ومن جوه يعلم الله) أصبح واقعا تعيشه مستشفيات المحافظة. ويرى أطباء مستشفى المنيا الجامعى أن تدنى الخدمة الطبية المقدمة للمواطنين والمرضى داخل المستشفى بسبب النقص الشديد فى الإمكانيات والأجهزة الطبية والعجز فى الأطباء وأطقم التمريض والحراسة الأمنية المخصصة لحماية أطباء المستشفى من الاعتداء المستمر عليهم. ويقول طبيب بقسم العظام إنه يوجد عجز شديد فى عدد الأطباء فى جميع الأقسام بالإضافة أيضاً إلى نقص فى الأدوية والأجهزة الطبية من بينها جهاز «مونيتور» الخاص بالضغط والنبض، وأن السبب فى ذلك هو نقص الموازنة، مؤكداً أن قسم الاستقبال يعمل به اثنان من الأطباء، متسائلاً هل يعقل أن طبيبين فقط يعملان فى مستشفى يتردد عليه الآف المرضى يومياً، مضيفاً أن غرفة العمليات تحتوى على 4 أسرة فقط وأن غرفة العناية المركزة للباطنة تعمل بطاقة 14 سريرا فقط وهذا لا يتناسب مع أعداد المرضى. بالإضافة إلى عدم وجود طبيب متخصص لمعالجة كسر الفخذ لما يعرف طبياً (بشدة توماس) بالإضافة إلى العجز فى طاقم التمريض، حيث وصل أنه لكل 4 مرضى ممرض وهذا يتسبب فى عدم تقديم خدمة مميزة للمرضى. وعلى جانب آخر نجد مستشفى ملوى العام والذى يقوم على خدمة 4 مراكز جنوب محافظة المنيا وهى أبوقرقاص وديرمواس ومركز وبندر ملوى نظراً لأنه المستشفى الوحيد الذى يضم وحدة علاج الحروق يعانى أيضاً من عجز فى أطباء الجراحة العامة اللازمة لوحدة الحروق، حيث يوجد حالياً 3 أطباء فقط بالمستشفى غير كافين لمواجهة الحالات التى تستقبلها وحدة الحروق بالمستشفى، كما يعانى المستشفى من نقص شديد فى الأجهزة والأطباء المقيمين بقسم الطوارئ والأطباء المقيمين فى عدد من التخصصات. كما طالب أهالى المحافظة بزيادة ميزانية وزارة الصحة من 6% من الميزانية العامة للدولة إلى 15 % حتى يتسنى تقديم خدمات علاجية وطبية للمواطنين بشكل أفضل. ومن جانبها أشارت الدكتورة أمنية رجب وكيل وزارة الصحة بالمنيا والتى استلمت عملها عقب ثورة 30 يونيو الماضى أنها قامت بوضع خطط مستحدثة لتطوير الهيكلة الصحية بالمحافظة والعمل على تشغيل كافة الوحدات الصحية وتوفير الأدوية والأمصال اللازمة خلال الفترة القادمة، وأنه سوف يتم بحث و وضع حلول لجميع المشكلات التى تعانى منها المنظومة الصحية عموما و سوف يتم التواصل مع المواطنين بشكل دورى للاستماع إلى مطالبهم. مستشفيات دمياط.. مأوى للقطط والفئران الإهمال يضرب العيادات الخارجية وغرف العمليات.. والمحارق فيها سم قاتل دمياط عبده خليل: حالة الإهمال المتردية فى مستشفيات دمياط أصابت المواطن الدمياطى بالفشل الكلوى وفيروس سى إلى أن أصبحت دمياط أكثر المحافظات إصابة بهذه الأمراض، فالخدمات الطبية فى المستشفيات العامة والعيادات الخارجية تخطت مرحلة خطأ التشخيص ونسيان الفوط والأدوات الطبية فى بطون المرضى، بل أصبح معظم الأطباء والممرضات جنوداً لعزرائيل وأعطوا لضميرهم إجازة أو أنهم غير متخصصين، ولا قادرون على تحمل هذه المسئولية الخطيرة، والتى تتعلق بأرواح المواطنين الأبرياء فهؤلاء مواطنون بسطاء مطحونون أنهك الفقر قدرتهم على مواصلة الحياة هؤلاء الجياع الغلابة باتوا يكرهون الحياة ويتمنون عدم الاستيقاظ من نومهم حتى لا يواجهوا شبح الحياة من جديد، مواطنون غلابة لا حول لهم ولا قوة سكنت الأمراض أجسادهم وعملت على فتكها وتدميرها بعد شربهم المياه الملوثة وأكلهم الأغذية المسرطنة. فى البداية يقول وائل إسماعيل: مستشفى دمياط العام بداية من الأدوية والمستلزمات الطبية، بالإضافة إلى الأشعة المقطعية التى يطلبها الطبيب كل ذلك بمبالغ مالية، وليس كما يقول مدير المستشفى علاج على نفقة الدولة حتى السرنجة يتم شراؤها من الخارج والأغرب من ذلك أن الممرضين والممرضات والعاملين والأطباء بالمستشفى يستخدمون الأسانسير الموجود بالمستشفى لنقلهم، أما المرضى فعليهم استخدام السلالم للصعود للدور الخامس كجزء من خطة العلاج بحرق الدم والمهانة، ناهيك عن مشاكل النظافة وعدم صيانة الأجهزة الطبية، ما يسبب مخاطر كثيرة سواء طبية أو اقتصادية. ويضيف منصور الفقى، رئيس لجنة الركابية بكفر سعد بدمياط أن النفايات أصبحت عبارة عن خط بارليف بعد تراكمها من ناحية الباب الخلفى بجوار شركة مياه الشرب، حيث توجهت إلى مدير المستشفى وتحدثت معه عن هذه النفايات التى تجاوزت الأربعة أشهر، فرفض أن يقابلنى بحجة أنه مشغول رغم أن هذه النفايات يخرج منها رائحة كريهة وتنتشر بها القطط والفئران التى تأكل من هذه الأكياس. وأشار التابعى عثمان، موظف، إلى أن المستشفى خالٍ تماماً من الأجهزة والمعدات حتى الأشعة المقطعية ليست موجودة بالمستشفى فكيف لمصاب فى حادث عندما يحتاج لعمل أشعة مقطعية يضطر إلى عملها خارج المستشفى ثم يعود مرة أخرى، كما أن المستشفى لا يوجد به أى اهتمام بالنظافة خاصة بدورات المياه أو أعمال صيانة به، علاوة على أننا نصاب بالاختناق بسبب تكدس المرضى فى حجرات ضيقة، ولا يوجد منفذ لدخول الهواء وخاصة بقسم جراحة السيدات. وأوضح محمد عباس، أن المرافق مع المريض يدفع خمسة جنيهات يومياً نظير بقائه فى المستشفى جالساً على البلاط فلا توجد أسرة للمرافقين أو حتى كرسى مما يضطر الزائرين للجلوس بجوار المرضى على أسرتهم وهذا متعب لكليهما، بالإضافة إلى دفع ثمن التذكرة فى الدخول والخروج. وأضافت وردة العربى، ربة منزل، تقول: أنا حامل فى الشهر الخامس ويرغموننى على صعود الدور الخامس عن طريق السلم على الرغم من وجود الأسانسير وعندما أغامر بالصعود عن طريق السلم لا أجد أى استراحات لالتقاط الأنفاس عليها، بالإضافة لعدم وجود أطباء النساء والولادة، وعندما نستدعى أحد الأطباء يقول لنا الحالة دى مش عندى أنا بعالج اللى عندى فى عيادتى الخاصة والبعض الآخر من الأطباء يرغموننا على شراء العلاج والتجهيزات لدخول حجرة العمليات ويوجد حالات كثيرة فقيرة ليس لديها قدرة على دفع 300 أو 400 جنيه لتجهيز غرفة العمليات للولادة ولو كان معهم ما جاءوا للمستشفيات الحكومية. أما مستشفى كفر سعد فهو يخدم أكثر من 300 ألف مواطن، حيث إن مركز كفر سعد مساحته 52٪ من مساحة محافظة دمياط، تقول فاطمة حسن، إن مستشفى كفر سعد لا يوجد به فحوصات وإن معظم المرضى الذين يترددون على المستشفى غير قادرين على إجراء الفحوصات ومقابلة الإخصائى فى العيادات، والمستشفيات الحكومية غالباً لا تقدم شيئاً يُذكر للمواطن حتى بعض العلاجات لا توجد داخل المستشفى. وأضافت أن المستشفيات الخاصة بها رعاية وبيئة جيدتان، ولكن الأسعار مرتفعة ولابد لوزارة الصحة أن تقوم بخطوة مهمة طالما لم تتوفر كل الإمكانيات بالمستشفيات الحكومية، ويجب أن توضع ضوابط داخل هذه المستشفيات الخاصة لأن معظمها يعمل بلا ضابط أو رابط. وأشار الدكتور إبراهيم أبورية، رجل أعمال، إلى أن مستشفى كفر سعد به محرقتان لمخلفات المستشفيات، حيث تحرق مخلفاته فقط ولكن للأسف يوجد تعاقدات مخالفة مع الكثير من عيادات أطباء كفر سعد ومستشفيات أخرى داخل محافظة دمياط ومنها مستشفى الزرقا ومستشفى اليوم الواحد ومستشفى دمياط العام ومستشفى الأورام وهو من أخطر المستشفيات فى نفاياته، وجميع نفايات هذه المستشفيات تصب فى مستشفى كفر سعد المركزى، حيث اشتكى أهالى مركز كفر سعد وخاصة مدينة تفتيش كفر سعد الواقع بها المستشفى وهى تضم أكثر من 100 ألف مواطن، حيث إن المحارق هواءها يأتى من الجهة البحرية للمدينة مما ينذر بالخطر الداهم على أهالى المنطقة. وأضاف «أبورية» أن النفايات المتواجدة بكفر سعد بها دود وفئران وقطط تأكل وتقوم بنزع الأكياس وتخرج ما بداخلها من مخلفات عمليات الولادة والجراحة ويرجع السبب إلى كثرة النفايات داخل المستشفى والتى تعدت ال6 شهور. أما مستشفى فارسكور العام فيقول محمد صبح، محاسب بالبنك الأهلى بدمياط، إن المستشفى لا يسر عدواً ولا حبيباً، فأسلوب المعاملة من الأطباء وأيضاً التمريض وإدارة المستشفى والتمريض ازداد سوءاً إلى جانب أن بها قسم أشعة مجهزاً ولكن بلا إخصائيين والأفلام تسلم دون تقرير مع العلم أن المريض يدفع ثمن الأشعة وهذا ما حدث مع والدى والفارق بين المستشفى الحكومى وبين الخاص بسيط ولكن الجودة والدقة والضمير كل ذلك منعدم فى الحكومى، وأشار إلى أنه توجه إلى قسم الباطنة وحينما هممت بالدخول شاهدت أسرة متهالكة وملاءات ملوثة بالدماء وفضلات المرضى ورائحة تزكم الأنوف ومرضى فى غيبوبة ومعلق لهم محاليل وآخرون نقل دم ولا يوجد ممرضة لملاحظة المحاليل لدرجة أن بعض المرضى هم من يقومون بمساعدة البعض وفجأة سمعت فتاة تتكلم بصوت عال يصل حد الصراخ وتحركت فى اتجاه الصوت لأجد أقدامى تغوص فى المياه لأجد نفسى على مقربة من دورة مياه وأن الفتاة ممرضة تقف فى آخر العنبر وفهمت أنها تريد أن تخبرها بأن هناك مروراً بعد الزيارة برغم أن هناك لوحة كبيرة مكتوبا عليها الهدوء لراحة المرضى، كما رأيت عنبر الجراحة مزدحماً بالمواطنين، ووجود القطط بجميع الحجرات وذلك أمام الممرضات والأطباء ولم يتحرك أحد منهم. أما مسشتفى السرو يعانى تدنى الخدمات الصحية بشقيها العلاجى والوقائى وزادت معدلات الوفيات بالمستشفيات وتعددت البلاغات والقضايا ضد الأطباء بدعوى الإهمال الجسيم أثناء وبعد العمليات الجراحية والذى يثير اهتمام الجميع بالمدينة أن مستشفى السرو المركزى حظيرة لتربية الماعز وتدنى الخدمات فيه وكاد يكون فارغاً بدون مرضى، ولم يكن هناك سوى مريض الكبد ويدعى عبدالحميد السنباطى الذى احتاج حقنة ولم تكن موجودة لمدة تصل من 15 إلى 20 يوماً وكأنهم متفقون على إخلاء المستشفى من المرضى فعندما تجولت جريدة «الوفد» بداخلها وجدت فى أول خطوة بائعى الخضراوات والفاكهة وعربات يعلوها شاب ينادى على الخضراوات بصوت مرتفع، وكأن سور أو بوابة المستشفى تحول إلى سوق للخضراوات والفاكهة أما بنك الدم بدمياط فأعلن إفلاسه حيث تعطلت الأجهزة وأصبح بنك الدم مأوى للحشرات والزواحف، حيث دأب بعض الأطباء من محافظة الدقهلية علي القدوم لمحافظة دمياط والوقوف فى الميادين للتبرع بالدم وأمام جهل المواطنين يقومون بالتبرع ثم بعد ذلك ينقل الدم إلى محافظة الدقهلية ويحرم منه أبناء دمياط، ناهيك عن تعطل الأجهزة ببنك الدم بدمياط، خاصة جهاز فصل البلازما الذى يجبر المواطنين للسفر للدقهلية للحصول على أكياس الدم بمبلغ 150 جنيهاً. أما مستشفى الزرقا فشهد حالة من الإهمال واللامبالاة حيث توجد مجموعة من القطط تنام على الشيزلونج الخاص بالعناية المركزة، ومن الطريف أن القطط لا تعيش فقط بالمستشفى بل تلد هناك أيضاً فهى تلد أسفل أحد الكراسى وتتجول بأركان وممرات المستشفى أمام أعين الأطباء والعاملين، بالإضافة إلى الحشرات والصراصير والفئران. مستشفيات الشرقية.. الداخل مفقود والخارج مولود الشرقية عبدالعظيم زاهر: تعيش مستشفيات الشرقية العامة والمركزية أسوأ حالاتها، بعد أن أصبح شعارها الرئيسى الداخل «مفقود والخارج مولود»، فالمستشفيات لا تقدم شيئاً يذكر للمرضى، وباتت الفرصة سانحة لأصحاب المستشفيات الخاصة ليتاجروا بالمرضى، بعد أن تحولت مهنة الطب لما يشبه نظام المقاولات، وما يحدث فى مستشفى الحسينية العام هو الحال فى جميع مستشفيات المحافظة. فمستشفى الحسينية العام يرفع شعار «الداخل مفقود والخارج مولود»؛ بسبب عدم وجود الخدمات الطبية الكافية للمرضى بالإضافة إلى الإهمال الجسيم فى الوحدات الصحية بالقرى والعزب والكفور. أحمد عبدالدايم، موظف، قال إن المستشفى يعانى عجزاً رهيباً فى أعداد الأطباء المتخصصين ولا يوجد به سوى عدد من الممرضات الصغيرات عديمات الخبرة، والأجهزة الطبية دائماً معطلة وغير صالحة، بالإضافة إلى المعاملة السيئة من جميع العاملين بمستشفى الحسينية ودائماً نسمع عبارة «اللى مش عاجبه يروح يشوف له مستشفى خاص»، رغم أنه لا يلجأ إلى المستشفى إلا محدودو ومعدومو الدخل الذين ليس لديهم مقدرة على العلاج فى العيادات والمستشفيات الخاصة، فمركز الحسينية من المراكز التى ترتفع نسبة الفقر فيها ولكونها منطقة نائية يرفض الكثير من المتخصصين العمل بها حتى لو من أبناء الحسينية منهم يفضلون العمل فى الزقازيق عاصمة المحافظة أو الانتقال إلى عاصمة الجمهورية. وأضاف سلام الجهينى، مزارع، قائلاً: إن مستشفى الحسينية دليل صارخ على إهمال وتقاعس المسئولين الذين مازالوا لا يعترفون بثورة 25 يناير ويسيرون على نهج النظام البائد فوجود مستشفى الحسينية بمثل هذا الشكل يعد صورة من صور إهدار المال العام لأن المستشفى به كم هائل من العمالة من التمريض والإداريين والفنيين، ورغم عدم وجود أجهزة، فإن الفنيين موجودون ويتقاضون رواتب دون عمل، فالمستشفيات لا تجرى العمليات الكبرى والصغرى لعدم وجود طبيب تخدير بالمستشفى وكلما جاء طبيب تخدير جديد لا يقيم بالمستشفى سوى عدة أيام، ويبحث له عن واسطة تنقله لمستشفى آخر. وأشار حسن شوقى، مدرس بالتربية والتعليم، إلى أن الأدوية بها عجز صارخ والمريض يشترى جميع مستلزمات علاجه من خارج المستشفى. وناشد أهالى مركز الحسينية الدكتور سعيد عبدالعزيز، محافظ الشرقية، سرعة التدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه داخل المستشفى المركزى والذى لا يرتقى أن يكون وحدة صحية وذلك لبعد المسافة بين الحسينية والزقازيق عاصمة المحافظة، وطالبوه بعدم الاكتفاء بنقل مدير المستشفى بل العمل على كيفية تطوير الأداء وتشغيل الأجهزة المعطلة عن قصد واستكمال طاقم العمل من أطباء وتمريض وعمال لتقديم خدمة متميزة لأهالى الحسينية خاصة محدودى الدخل منهم.