أعرب مسئولون أمنيون إسرائيليون عن قلقهم من عزم إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة لوقف إطلاق النار، مؤكدين معارضتهم له بشدة. وبحسب ما نشره موقع «والا» العبري، حذرت المؤسسة الأمنية من أن الإدارة الأمريكية عازمة على الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، والدخول في مفاوضات مع حماس، وذلك قبل إعادة جثامين آخر 3 رهائن إسرائيليين في غزة. ويسعى الأمريكيون إلى بدء عملية إعادة الإعمار، وتوزيع المساعدات الغذائية المباشرة على السكان، ونشر قوة متعددة الجنسيات في غزة. لكن كبار المسئولين في المؤسسة الأمنية وجيش الاحتلال قلقون من السلوك الأمريكي، الذي يصفونه ب«العدواني»، في كل ما يتعلق بالانتقال إلى المرحلة الثانية. ونوهت المصادر الأمنية أن الجانب الإسرائيلي يُصر على استغلال «إنجازات الحرب» التي دفعت تل أبيب ثمنها غاليًا، لإعادة تشكيل مستقبل الاستراتيجية الأمنية لإسرائيل. وادعت أن «حماس تزداد قوة في هذه الأثناء، وتستعيد سيطرتها تدريجيًا، وتجند مزيدًا من العناصر، كما تُنشئ بالفعل مواقع جديدة داخل الأراضي الخاضعة لسيطرتها في غزة». وزعمت أنه «لا توجد حاليًا أي قوة دولية مستعدة لإرسال قوات عسكرية إلى غزة»، معقبة: «لكل دولة أسبابها الخاصة، أهمها الخوف من مقتل جنودها». وفي وقت سابق، علق رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على مشروع القرار الأمريكي بشأن غزة، والذي سيُطرح للتصويت غدًا في مجلس الأمن الدولي. ونفى خلال تصريحات في بداية اجتماع الحكومة، اليوم الأحد، إمكانية السماح بعدم نزع السلاح من المناطق التي تسيطر عليها حركة «حماس» في غزة. وأشار إلى «عزمه تفكيك ونزع سلاح حماس في غزة، سواء حدث ذلك بسهولة أو بصعوبة»، قائلًا إنه اتفق مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن تلك المسألة. ويرحب مشروع القرار -الذي اطلعت عليه وكالة الصحافة الفرنسية- بإنشاء «مجلس السلام»، وهو هيئة حكم انتقالي لغزة سيترأسها ترامب نظريا، على أن تستمر ولايتها حتى نهاية عام 2027. ويُخول القرار الدول الأعضاء تشكيل «قوة استقرار دولية موقتة» تعمل مع إسرائيل ومصر والشرطة الفلسطينية المُدربة حديثا للمساعدة في تأمين المناطق الحدودية ونزع سلاح المقاومة في القطاع. كما يتضمن المقترح أن تجري «الولاياتالمتحدة حوارا بين إسرائيل والفلسطينيين للاتفاق على أفق سياسي لتعايش سلمي ومزدهر». والجمعة الماضية، دعت الولاياتالمتحدة وعدد من الدول العربية والإسلامية مجلس الأمن الدولي إلى الإسراع بتبني مشروع قرار أمريكي؛ يؤيد خطة السلام التي وضعها الرئيس دونالد ترامب، بشأن وقف الحرب على قطاع غزة. وأعربت الولاياتالمتحدة ومصر وقطر والإمارات والسعودية وإندونيسيا وباكستان والأردن وتركيا في بيان عن «دعمها المشترك» لمشروع القرار الأمريكي الذي يعطي تفويضا لتشكيل قوة استقرار دولية، من بين أمور أخرى، مبدية أملها في اعتماده «سريعا».