القطط تعيش مع المرضى وتأكل معهم مجموعة كبيرة من عربات التوك تك والموتسيكلات ومياه الصرف الصحي التي تغرق المكان بأكمله، هذا كان أول ما وجدناه لدي دخولنا لمستشفي بولاق الدكرور "تكاتك"و"موتسيكلات" داخل المستشفي لنقل الناس في مشهد هزلي وضوضاء دون مراعاة لراحة المرضي والمكان، وكأننا في موقف للتكاتك وليس مستشفي الغرض منه الشفاء وعلاج المرضي. وإذا تقدمت خطوة أخري داخل المستشفي تجد الأغرب المجاري والمياه تغمر أراضي المستشفي وتفوح منها الروائح الكريهة. لافتات حزب النور علي جدران المستشفي في كل مكان، ومطالبات لدعم الحزب في محاولة من الجماعات الإسلامية لاستغلال أحلام الفقراء للوصول إلي طموحهم ومطالبهم. حال المرضي في مستشفي بولاق الدكرور يرثي له هو مقبرة لهم يعانون من سوء المعاملة وعدم العناية والراحة والإهمال الشديد بقسم الجراحة لم يجد المرضي وذووهم غير الجلوس علي الأرض لعدم وجود الأماكن المناسبة للاستقبال أو الأسرة المناسبة للمرافقين، غياب تام داخل المستشفي للممرضين والأطباء داخل المستشفي، ولعل الأطباء لديهم اهتماماتهم الأخري داخل المستشفي، فهم ليس لديهم الوقت سوي للأكل والشرب والضحك والنميمة. وهذا ما اتضح لنا عندما وجدنا أحد الأطباء واقف بجوار عربة الوجبات التي تقف داخل المستشفي، عربة للوجبات الجاهزة داخل المستشفي ويقف للأكل عليها دكتور تفرغ للأكل علي العربية وترك المرضي بين آلامهم ، أي أن المخالفة أصبحت اثنتين عربة للوجبات الجاهزة داخل المستشفي ومن أكثر " الزباين " المترددين عليها ممرضون وأطباء المستشفي ! في العناية المركزة داخل المستشفي أولي الحجرات التي اتجهنا إليها مشهد 01 سيدات يرتدين النقاب الدموع تنهمر من عيونهن في انتظار استكمال عملية جراحية لأحد أقاربهن والدعوات والدموع تنهمر من عيونهن جميعا . والعويل والبكاء من أقارب المريضة يتعالي نتيجة للإعياء الشديد الذي وصلت له المريضة داخل المستشفي والإهمال والغلطات الفادحة التي وقع فيها الأطباء أثناء علاجها واضطراب التشخيص الذي تغير أكثر من مرة حول حالة المريضة والمرض الذي تعاني منه واصفين الأطباء بأنهم "عديمو الخبرة"، " والأمانة " قاصدين أمانة المهنة التي ينتمون إليها. وفي قسم العظام الأسرة المتهالكة والحوائط التي أفناها الزمن والأبواب التي أصابها القدم. داخل قسم جراحة الأنف والأذن والحنجرة كثير من المرضي في حالة إعياء شديد نتيجة للإهمال الذي يتعرضون له واللامبالاة في الرعاية بهم وبحالتهم الصحية، هناك إهمال شديد من قبل الممرضين تجاه المرضي ،لا يوجد اهتمام بمواعيد الدواء وطعام المرضي، هذا غير المعاملة السيئة والعنف اللذين يتعاملون بهما مع المرضي دون مراعاة لحالتهم الصحية. وفي قسم جراحة المسالك البولية وفور دخولنا فوجئنا بمريض يجلس علي كرسي متحرك متجولا داخل القسم وأخبرنا أن القسم لا يوجد به أحد ولكنه كان فاقدا للنطق. وهذا ما قمنا باستيعابه من خلال إشاراته، وبالفعل قد كان القسم فارغا تماما لا يوجد به سوي هذا الرجل الذي غاب من حوله الأطباء وطاقم التمريض . قسم الطوارئ بالمستشفي أكثر الأقسام سوءا، إمكانيات تكاد تكون منعدمة اهتمام وتواجد محدود من طاقم التمريض، لايوجد تواجد للأطباء لاستقبال الحالات الحرجة لا وجود لغرف الملاحظة أو أماكن استقبال حقيقية، فهو قسم للطوارئ ولكن خارج نطاق الخدمة . وعن أراضي المستشفي حدث ولا حرج القمامة ملقاة علي الأرض بدون أن يهتم أحد بالنظافة داخل المستشفي ودون أن يتولي أحد الإشراف علي النظافة . الحمامات داخل المستشفي لا يوجد فيها أي نوع من أنواع النظافة أو الاهتمام، الروائح الكريهة تفوح منها ولا يوجد من يتولي تنظيفها . الأطفال يلعبون ويلهون داخل المستشفي ويجرون ويقفزون علي سلالمها دون أي قواعد أو مراعاة للمرضي . الممرضات يجلسن علي الكراسي في الطرقات يتبادلن الضحكات ولا يمارسن مهامهن ولا يشغلهن سوي النميمة والحديث إلي بعضهن البعض والهمس والضحكات دون أن يقمن بأدوراهن في عناية هؤلاء المرضي . فتاة في التاسعة عشرة من عمرها تسير في طرقات المستشفي وأكياس الدم تسيل منها دون أن يكون هناك طبيب واحد يتابع حالتها أو يتحدث إليها أو يقومون بأدوارهم في المتابعة اللحظية والفورية للمرضي داخل المسشتشفي . وفي مكان خلف المستشفي تحيطه الأسوار العالية نجد أكواما من القمامة تتجمع خلف هذه الأسوار في مشهد لا يوجد فيه أي مشهد من مشاهد الحضارة أو الآدمية للبشر . الأجهزة الطبية بالمستشفي رديئة للغاية وعفي عليها الزمن، بالإضافة إلي الأجهزة التي لا تعمل ،سواء أجهزة العناية المركزة أو أجهزة الأشعات ونتيجة لذلك يضطر المريض لعمل الأشعة خارج المستشفي . ذلك غير الشكوي المريرة من عدم تواجد الكثير من الأدوية بصيدلية المستشفي ، وهو ما يجعل المريض أمام خيارين إما شراء الأدوية بمبالغ باهظة الثمن من صيدليات خارج المستشفي أو الاستغناء عنه وصراع المرض لأن إمكانياته لا تمكنه من شرائها. الاخطر من هذا أن المستشفي ملجأ للصوص والمسجلين خطر، والمساجين الذين يتمكنون من الهرب من قسم بولاق الدكرور المجاور للمستشفي والاختباء به وتهديد أمن المرضي وتحويلها من مستشفي إلي معقل للمساجين وقاطعي الطرق والمسجلين خطر، وخاصة خلال أيام الثورة والانفلات الأمني . فقد تعرض المستشفي والمرضي للهجوم أكثر من مرة خلال أيام الثورة والانفلات الأمني من المساجين الذين تم إطلاقهم علي المواطنين لترويعهم، وبالفعل قاموا بترويع المرضي وأخذوا من المستشفي حماية لهم ولأعمالهم الخارجة عن القانون . فهناك سلسلة من الحوادث المتكررة ما بين اعتداء علي المرضي وتحطيم محتويات المستشفيات وسرقة الأدوية،وتحطيم النوافذ والزجاج وإشهار المطاوي في وجه المرضي لترويعهم وسرقتهم، وفي ظل ذلك لابد أن تقوم وزارة الداخلية بالتعاون مع وزارة الصحة بوضع خدمة أمنية علي جميع المستشفيات الحكومية علي مدار ال 42 ساعة وأن تقوم قيادة أمنية بالمرور عليها يوميا للتأكد من أنها تقوم بتأدية عملها، كما يقوم ضابط المباحث بالمرور علي تلك الخدمات يوميا عند ذلك لن تكون هناك أي حوادث. مشرحة المستشفي التي كثرت الأقاويل حولها والتي يترك الجثث خارجها لفترات طويلة دون مراعاة لحرمة المتوفي أو لآدميته، وهو ما يتسبب في إيذاء الناس ويعكس صورة أخري من صور الإهمال الذي يعاني منه مستشفي بولاق الدكرور. والتساؤل هنا وزارة الصحة اين دورها من مسلسل الإهمال داخل المستشفيات من كل ما يحدث داخل المسشتفيات ولماذا لا تقوم بدورها في الرقابة ومتابعة هذه المستشفيات وتشكيل لجان لمتابعة هذه الأماكن وإعداد تقارير عنها لحساب المخطئين وعقابهم عقوبات رادعة، خاصة مع ثبوت العديد من مخالفات هذه المستشفيات بالصور وبالحقائق . أين وزارة الصحة من الرقابة علي هذه المستشفيات، وهؤلاء الأطباء الذين باعو ضمائرهم واتكؤوا علي عملهم الخاص والاتجار بمهنتهم وأصبح مرضي المستشفيات الحكومية وعملهم بها آخر اهتماماتهم، أين وزارة الصحة من توفير الأجهزة الطبية والأدوية اللازمة بالمستشفيات الحكومية.