من سراديب الفوضى التي تحياها " مستشفى الحسين الجامعي "، وصلت " المشهد" إلي غرفة العناية المركزة ، التي يعاني المرضى داخلها من كل صنوف الإهمال في ظل غياب تام للاحتياطات الصحية. هاجر 2 الغرفة ، التي يفترض أنها أكثر الأماكن خطورة داخل المستشفى ، مفتوحة على مصراعيها لمن يريد الدخول ، على الرغم من وجود تعليمات مكتوبة بخط اليد على بابها توضح المواعيد المحددة للزيارات ، وأهالي المرضى داخلها يفترشون الأرض بملابسهم العادية دون تعقيم ، و أصوات النحيب و الحكاوي ، لا يمكن أن تميزه عن أنين المرضى . أكثر من ذلك اخرج البعض سرير الكشف من غرفة مجاورة ، ووضعوه في ممر العناية ليجلسوا عليه ، دون أن يراجعهم أي من مسؤولي المستشفى . و معلوم أن " الحسين الجامعي " يخدم خمس مناطق سكنية بالقاهرة القديمة ، ومع ذلك لا يجد اهتماما من مسؤولي وزارة الصحة ، ولا جامعة الأزهر التي تتبعها . و يمتد الإهمال الي مختلف أقسام المستشفى ، ومنها غرفة العمليات الكبرى التي قال الأطباء إنهم يفاجئون في كثير من الأحيان باقتحام أهالي المرضى لها ، خلال إجراء الجراحات . وقال الدكتور عمرو بطاوي الطبيب بقسم جراحة التجميل أن المستشفى يمر بأحوال سيئة جدا ً، فقسم جراحة التجميل مغلق منذ سنة و لم يتم افتتاحه حتى الآن بسبب القيام بأعمال ترميم و بناء بالقسم، و يرجع بطاوي طول فترة الإصلاحات إلى تواطؤ الإدارة الهندسية مع المقاول المسؤول عن الترميمات. و ذكر دكتور ريان البري أن يوم الخميس الماضي كانت غرفة استقبال الحالات الطارئة خالية تماماً من محاليل الملح و الجلوكوز اللازمة لتنشيط العمليات الحيوية الأساسية و استمر الحال كذلك لمدة 48 ساعة حتى يوم السبت. و أوضح طبيب بقسم الباطنة العامة ، رفض ذكر اسمه، أن قسمه يخلو من أجهزة السونار بسبب تعطله منذ حوالي شهر و لم يتم إصلاحه حتى الآن ، بالإضافة إلى أن عدد الأسرة بالمستشفى قليل للغاية . و اضاف أن الرعاية العامة تحتوى على 12 سريرا فقط , ورعاية الصدر بها خمسة أسرة ، مما يؤدى إلى حدوث مشكلات مع المرضى التي تستدعى حالتهم الحجز لأنه لا يوجد مكان لحجزهم فيتم تحويلهم إلى طوارئ وزارة الصحة, و التي وصفها الطبيب ب "ملهاش لازمة" لأنها غالباً ترفض استقبال المرضى . من ناحية أخرى ، أشار عدد من أطباء المستشفى إلي ما أطلقوا عليه " بلطجة فريق التمريض " و دلل الدكتور عمرو بطاوي على هذه البلطجة بقيام إحدى الممرضات بسرقة آلات الجراحة من غرفة الاستقبال في حضور مدير الطوارئ الدكتور سليم النمر ، مضيفا أن النمر لم يحرك ساكناً أو معاقبة الممرضة " . وذكر الأطباء أن أحد الممرضين الرجال تعدى يوم الأربعاء الماضي على الدكتور أحمد سعيد بالضرب ، فقام الطبيب المعتدى عليه بتحرير محضرًا بقسم الجمالية . و شدد أطباء المستشفى على خطورة التسيب الأمني بالمستشفى ، حيث ذكر الدكتور ريان البري أن عدم وجود الأمن يؤدى إلى حدوث اشتباكات بين الأطباء و أهالي المريض ، وذلك لأن المريض عندما يأتي لا يجد سريراً له فيتشاجر أهله مع الطبيب المعالج .