مشاهد باتت أساسية فى حياة هذه المدينة اليومية .. تختفى يوما ً وتظهر لأيام .. مناظر لا تليق ببلد أم كلثوم وفاتن حمامة وفاروق الباز التى أصبحت مفترشة بأكوام القمامة ومزينة بروائح الأدخنة المتصاعدة منها . "إهمال ، سرقة ، فساد" .. ثلاثة محاور بحثنا وراءها لنصل إلى النقطة التى تكمن بها الأزمة ، فهي ترجع أصولها بعد توقف استخدام "مقلب الطيارة" لتجميع القمامة الناتجة من مركز السنبلاوين ، وذلك بعد شكاوى الأهالى المتكررة ، فقد أصبح البديل هو استخدام مقلب "شاوة" ولكن رفضت المحافظة لعدم قدرة المقلب على استيعاب أكثر من قمامة مركزي المنصورة وبني عبيد . كان البديل بعد ذلك هو استخدام مقلب "قلابشو" والذى يبعد حوالي 80 كم عن مركز السنبلاوين والواقع على طريق مدينة جمصة ، ومن هنا ظهرت الأزمة .. فقد كان من اللازم نقل القمامة المتزايدة يوما ً بعد يوم إلى "قلابشو" ولكن كان الإهمال هو الحل باستخدام حجة "ظروف البلد" !! نحتاج ل 3 سيارات لنقل القمامة يوميا ً وليس لدينا سوى واحدة ، لكن فى الواقع أننا نملك ثلاثة ، اثنتان منهما معطلتان ولم يتم تصليحهما أو البحث عن بديل .. فكان البديل هو الإبقاء على القمامة بشوارع المدينة !! يقول الأستاذ أحمد خربوش – عضو الهيئة العليا لحزب الكرامة : " قدمنا بلاغات كثيرة ضد مجلس المدينة والمحافظ لكنهم اشتغلوا ً جزئيا وليس جذريا ً ، المشكلة كلها فى الجانب الإدارى لإنه هو المسئول عن أي جانب تانى سواء عمالى أو بيئى أو شعبى " ويقول أحد عمال النظافة بالمركز : " إحنا شغالين بنظام عقد مؤقت ، بقالنا 3 شهور مخدناش الزيادات ، وبقالنا شهر مخدناش بدل مخاطر ، مرتبنا مبيوصلش ل 580 جنيه بالكتير واليوم اللى بنغيبه بيتخصم " ، وتابع : "بنتكلم محدش بيعبرنا ، اتغير 3 رؤساء مجلس المدينة والنظام هو هو " ، أما بسؤالنا عن اعتصاماتهم واضرابتهم ، قال : " لما اعترضنا قالولنا إحنا بورقة "وسخة" نجيب 100 غيركوا " . أما الأستاذ خالد صبح – محامى بالسنبلاوين ، فيقول : " قدمت بلاغ للنائب العام ضد كل من وزير البيئة ووزير التربية والتعليم بتاريخ 29-9-2013 بخصوص القمامة المتراكمة أمام مدرسة سيدى شيمر وسعد زغلول الابتدائية وهو ما يؤثر على الطلاب بشكل سلبى ، وبالفعل تم رفع القمامة من المنطقة بعدها ". ذهبنا لمجلس مدينة السنبلاوين للتحقيق وراء القضية ذاتها وللحصول على وجهات نظر مختلفة ، التقينا بنائب رئيس المجلس وبمساعد رئيس المجلس .. وفى حوارنا مع مساعد رئيس المجلس ، قال الأستاذ رضا بدران : " السنبلاوين تخرج حوالى 55 إلى 60 طنا ً من القمامة يوميا ً ، ولدينا 3 سيارات ، تتسع أحدهما إلى 7 طن والأخرى ل 7 أيضا ً والثالثة إلى 12 وهو ما يعنى استطاعة تجميع 52 طن يوميا ً إذا عملت هذه الجرارات مرتين " ، ولكن فى الواقع أن اثنتين منهم معطلتان ومتواجدتان بالورشة ، وتعمل واحدة منهم فقط تتسع ل 7 طن " وبسؤالنا عن الأمكانيات المادية التى يتم تحصيلها من رسوم النظافة المضافة إلى فاتورة الكهرباء ، قال "بدران" : " ال 2 جنيه بتوع الفاتورة بيروحوا للمحافظة ويبعتولنا 50 ألف أو 60 ألف و دول مش بيكفوا المرتبات " وفى حوارنا مع نائب رئيس المجلس ، صرح الأستاذ سعد عبده أنه تم الانتهاء من إجراءات إقامة مصنع تدوير قمامة بمدينة السنبلاوين ، وأنه سوف يتم البدء فى بنائه بعد عيد الأضحى مباشرة ً وتستغرق مدة بنائه حوالى 4 شهور " . ويقول الأستاذ عزت سعفان – عضو مجلس محلى مدينة السنبلاوين : " حصة المركز من متحصلات النظافة المضافة إلى فاتورة الكهرباء لابد من توريدها إلى مركز السنبلاوين مباشرة ً وترسل حصة المحافظة من المجلس المحلى وليس العكس " . خلاصة القول أن السنبلاوين باتت مهددة بكل الأمراض نتيجة لأكوام القمامة المتراكمة فى كل شارع وحي و التي لا يتم نقلها إلى الأماكن المخصصة لها أو حتى بعيدا ً عن المناطق السكنية ، صحيح أنه سيتم الانتهاء من إقامة المصنع بعد 4 شهور ولكن ماذا علينا أن نفعل خلال هذه المدة ؟! من المسئول عن هذه المدينة وغيرها ؟ من المنوط بحل أزمات العمال ؟ من المنوط بتوفير الإمكانيات المادية اللازمة لعلاج مشاكل المدينة ؟ أين تذهب أموال شعب السنبلاوين المتحصلة بخصوص رسوم النظافة ؟ وكيف يتم استغلال هذه الأموال التى تصل إلى ملايين ؟ عند إجابتك – عزيزى القارئ – على كل هذه الأسئلة ستعلم أين تتواجد المحاور الثلاثة التى بدأنا بها تحقيقنا : "الإهمال ، السرقة ، الفساد " .. إذا كانت الأزمة ترمى بالعبء على مجلس المدينة ، ومجلس المدينة يرمى بالعبء على المحافظة .. إذن سننتظر رد المحافظة علينا ، إلى متى سيتنفس شعب السنبلاوين روائح القمامة ويغرق حكامها فى العسل ؟؟ !!