في خط مواز تماماً للصراع الدائر بين المنتخبين المصري والجزائري على بطاقة التأهل لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا عن المجموعة الثالثة، ظهرت معركة أخرى بين جماهير الدولتين، تفنن الجميع خلالها في إظهار مهاراته وابتكار طرق جديدة في التشجيع ومساندة منتخب بلاده. واستمدت الجماهير طرقها المبتكرة من المعرك الإعلامية الدائرة بين النقاد والصحفيين في البلدين، والتي تخطت الحديث عن كرة القدم في الكثير من الأحيان إلى ما هو أبعد، ووصل إلى حد المساس بتاريخ الشعبين والثوابت لديهم، فجاءت قاسية نوعاً ما، رغم إنها في الأساس وسيلة لهدف نبيل. ومن بين مبتكرات الجماهير الجزائرية والمصرية الجديدة في مساندة "الخضر" و"الفراعنة" كانت الصور المركبة، والتي شهد الجميع فيها بتفوق الجزائريين وإبهارهم للجميع أو حتى إثارة سخطهم، عندما قاموا بتركيب صور مبتكرة أشهرها تلك التي أظهروا خلالها لاعبي "الخضر" في صور مقاتلي الرومان، أو التي تظهر مذيعة قناة الجزيرة الإخبارية خديجة بن فنة وهي تذيع خبرا عن مفاوضات مصرية - جزائرية، وتعلن استعداد الجزائريين للسماح لمنتخب مصر بالتأهل في مقابل رفع العلم الجزائري على الأهرامات، أو تلك التي استبداوا خلالها صور لاعبي المنتخب المصري بصور فنانات مصريات وتصوير حسن شحاتة المدير الفني لمصر على إنه عروس تزف إلى عريسها رابح سعدان مدرب المنتخب الجزائري، وذلك على الرغم من رفض الجميع بالطبع للنموذجين الأخيرين واعتبار الثاني نوعاً من الدعابة أو المزاح. وفي المقابل، لم تخفي "الخبر" الجزائرية تفوق المصريين في نوع آخر مبتكر من التشجيع وهو مجموعات "الفيس بوك"، والتي استخدموها لمساندة المنتخب أو رفض شخصية ما تعاطفت مع الجزائر أو أخرى تمنت لها التوفيق. وأسس المصريون عدد من المجموعات على الموقع الشهير أبرزها وصف الإعلامي المصري أحمد شوبير بالخائن بعد زيارته الأخيرة للجزائر وبث حلقة من برنامجه هناك، وأخرى لدعوة المسئوليين إلى منع الفنانة الجزائرية وردة من دخول مصر بعد تصريحاتها الأخيرة، والتي قالت فيها إنها ترفض نغمة الحديث عن التعادل أو الخسارة بفارق هدف أمام مصر في لقاء 14 نوفمبر، لأنها لن تقبل سوى بتحقيق الفوز. أما أطرف المجموعات فكانت تدعى ''خبط طول الليل'' وهي التي تدعو لإزعاج بعثة الجزائر أسفل فندق إقامتها ليلة اللقاء، أو''المليون شهيد هيزيدو"، والتي تشير إلى إضافة 11 شخصاً لشهداء الجزائر، بما يعني هزيمة رفاق زياني خلال موقعة استاد القاهرة.