الحياء مكرمة يمنحها الله لمن يحب.. من أحبه الله أو من أحب الله فإنه يتحلي بمكرمة الحياء ومن كرهه فإنه يسلبه إياها.. ولا أعتقد أن سكان الجبلاية ومن بلانا الله بهم لديهم ذرة من تلك الثروة وهذه العطية.. خرج علينا كبيرهم قائلاً: لن نستقيل لأننا لا نري في استقالتنا إصلاحاً أو تصحيحاً للمسار الكروي المعوج!! جاءت تصريحاته بعد الخروج المذري للمنتخب الأوليمبي بفضيحة من السنغال.. أطلق هذه التصريحات دونما أي شعور بالخجل ودونما أي امتلاك لأي قدر ولو ضئيل من حمرة الخجل ومكرمة الحياء ولعلنا ونحن نطالبهم بالاستقالة نجهل التركيبة الإنسانية لهم.. نعظم من قدرهم ونضاعف من قيمتهم نتيجة قلة وعينا وندرة إدراكنا.. المؤسف أن كبيرهم لا يتحدث عن نفسه.. وإنما يعبر عن آرائهم جميعاً.. يقبعون علي مقاعدهم ويتمسكون بمراكزهم علي أي حسابات وضد أي منطقيات.. المؤسف أكثر أنهم يستغلون الناس ويتشدقون وكأنهم يهزون بكلمات وعبارات يستدلون بها عن مكارم الشرف والعفة والنزاهة التي لا يمتلكون منها إلا القليل النادر.. أحزنني أن أحدهم لم تدفعه نخوته ولم تحثه رجولته ولم يوخذه ضميره إذا كان له ضمير أصلاً لكي يعلن ابتعاده عن تلك الزمرة.. ذكروني عندما وصفت بعضاً ممن سبقوهم بالنصابين.. وحتي لا يكون صمتهم اعترافاً منهم بهذه الصفة.. قادهم عماهم ليشكوني للنائب العام.. فما كان من الرجل المحترم إلا أن نصحهم بسحب دعواهم حتي لا يضطر لإعلان مؤازرته لي وكشف ما بجعبته من أسانيد وقرائن تؤكد صدق كلماتي.. بل طالبهم بالاعتذار جهاراً عن موقفهم والسعي لتطييب خاطري وإبداء الأسف والندم.. وكان ما طلبه الرجل من زمرة النصابين إياهم وقبلت أنا هذا الاعتذار.. الجبلاية يا سادة مأوي لهذه النوعية التي لا تفتأ تتحدث كثيراً وتعمل وتنتج قليلاً أو حتي لا تعمل ولا تنتج ولا تشعر بالمرة.. وليس العيب فيهم.. العيب كل العيب فيمن يقبل بهذه المهانة ويرضي بتلك الإهانة متحفظاً أو متخوفاً من قرارات الاتحاد الدولي الوهمي بإيقاف الرياضة الكروية عندنا.. ماذا ينتظر سيادة الوزير الهمام كرة القدم المصرية تتداعي وتنهار ببركة ويمن أهل الجبلاية من التتار.. كل ما استطاع أن يفعله أن استقدم ربيبه هاني أبوريدة وأمره بفصل المنتخب الأول عن الجبلاية نهائياً حتي لا يصاب بعدوي الهزال والرهقان اللذين أصابا كل الأنشطة الكروية الأخري.. ولعلي لا أتزيد أو أبالغ لو أكدت لسيادته أن موقفه تجاه الجبلاية يوحي بالضعف والعجز الحكومي.. ويدفع الجميع لنقده وقدحه وذمه.. وياعمنا الوزير الصمت ليس من شيم الرجال.. العجز وقلة الحيلة ليسا من الأوصاف التي يتحلي بها المسئولون.. الصمت والعجز يدفعان الشعب لإبداء غضبه والتعبير عن رفضه ليس لهم فحسب وإنما لك أيضاً.