«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يا سلام.. دي كانت أيام!!
علي مسئولية عائلة العندليب
نشر في الكورة والملاعب يوم 31 - 03 - 2013

يصل إلي القاهرة خلال أيام أحمد عبود الصغير حفيد أحمد باشا عبود رجل الاقتصاد الأول في مصر ورئيس النادي الأهلي لمدة 15 عاما متصلة.. انشأ فيها المبني الاجتماعي وحمام السباحة ومدرجات الدرجة الأولي والمقصورة والثالثة.
يبدأ أحمد عبود الحفيد "وهو اسم مركب" تنفيذ بعض المشروعات في مصر بعد أن عاش في انجلترا نصف قرن من الزمان منذ خرج جده أحمد باشا عبود من مصر في أعقاب قرار رجال عبدالناصر بتأميم ممتلكاته في ديسمبر 1961 وأصيب بعدها بأزمة قلبية لم ينج منها ومات بعد التأميم بثلاث سنوات في ديسمبر .1964
تولي أحمد باشا عبود رئاسة النادي الأهلي لمدة 15 عاما متصلة خلال الفترة من 19 فبراير 1946 وحتي 19 ديسمبر 1961 وكان يفوز فيها بمنصب الرئيس بالتزكية ولا يتقدم أحد لمنافسته علي المنصب.
وطوال فترة رئاسته للنادي الأهلي كان أحمد عبود يدفع كل مليم من جيبه الخاص رافضا أية اعانات حكومية أو استخدام رسوم اشتراك العضوية وكانت ملاليم.
أحمد باشا عبود هو الذي بني حمام السباحة بالنادي وحمام الغطس والمبني الاجتماعي وهدم مدرجات ملعب الكرة وكانت ثلاث درجات وبني المدرجات الحالية للدرجة الأولي والمقصورة والدرجة الثالثة خلف البرج التي تم هدمها الأن وهو الذي اشتري قطعة أرض مساحتها أربعة أفدنة من نادي الفروسية وضمها للنادي الأهلي وتم أخذ جزء منها لبناء اتحاد الكرة والاتحاد الإفريقي القديم.
ومنذ العام الأول لتولي عبود حصل النادي الأهلي علي بطولة الدوري تسع مرات متتالية في سابقة هي الأولي في مصر والعالم خلال الفترة من 1947 وحتي 6 .195
في 13 يناير 1944 أقام النادي الأهلي حفل شاي تكريما لأحمد عبود باشا وعبدالحميد باشا عبدالحق بمناسبة تبرع عبود باشا بثلاثة آلاف جنيه لتشطيب حمام السباحة وحمام الغطس بالنادي الأهلي.
كان رئيس النادي وقتها أحمد باشا حسنين رئيس الديوان الملكي وألقي كلمة قال فيها: انني بعد أن حنيت رأسي للراحل الكريم جعفر والي باشا رئيس الأهلي السابق أرفع رأسي بالشكر والتقدير للرجلين الكريمين الأستاذ عبدالحميد باشا عبدالحق وزير الشئون الاجتماعية وأحمد باشا عبود وأشار إلي تبرع كل منهما بمبلغ ثلاثة آلاف جنيه لبناء وانشاء حمام السباحة.
وبعد عام واحد تخلي أحمد باشا حسنين عن رئاسة الأهلي ورشح بدلا منه أحمد باشا عبود الذي عاش الأهلي في عهده أزهي عصور الازدهار وحقق نتائج رائعة في كل الألعاب خاصة كرة القدم وشهد العديد من المنشآت التي مازالت تشهد باسمه حتي اليوم ومنها المبني الاجتماعي القديم ومدرج الدرجة الأولي ويمين وشمال المقصورة وما تحتهما من غرف لخلع الملابس وحمامات بخار وسونا ومكاتب إدارية وجمنازيوم.
وحتي عندما بني عبود باشا أكبر عمارة في مصر عام 1939 وأطلق عليها عمارة الايموبيليا بتقاطع شارع شريف والمدابغ سابقا/ مع شارع قصر النيل خصص في عام 1960 دورا كاملا للاعبي النادي الأهلي فيه وعين عددا منهم في شركة البوستة الخديوية التي يملكها وكان يدفع مكافآت اللاعبين ومرتبات المدربين والموظفين والعمال من جيبه الخاص حتي قام جمال عبدالناصر بتأميم كل ممتلكاته في ديسمبر 1961 وبعدها بثلاث سنوات فقط مات عبود باشا حزنا وكمدا.
تعمد نسيان تكريم
عبود باشا في الأهلي
في عام 2007 احتفل النادي الأهلي بمرور مائة عام علي انشائه "مئوية الأهلي" واستمرت الاحتفالات عاما كاملا وتم خلالها تكريم كل رموز النادي ورؤسائه والمدربين واللاعبين القدامي في كل اللعبات ونسي مجلس إدارة النادي الأهلي حسن حمدي ومحمود الخطيب وكل المجلس أهم رئيس في تاريخ النادي الرجل الذي دفع من جيبه وأقام المباني والملاعب ودفع المرتبات والأجور والمكافآت نسوا أو تعمدوا نسيان تكريم أحمد باشا عبود وهو ما جعل حفيده أحمد عبود الصغير يبدي استياءه ويقرر عدم زيارة النادي الأهلي خلال زيارته المرتقبة للقاهرة خلال شهر أبريل الجاري.
ومازال الحفيد يذكر موقفا رائعا لجده في الخمسينيات من القرن الماضي حيث كانت هناك مباراة بين الأهلي والمصري في بورسعيد في بطولة الكأس وكان صالح سليم نجم الفريق يؤدي امتحانا بكلية التجارة جامعة القاهرة ينتهي في الثانية عشرة ظهرا واتصل أمين شعير مدير عام النادي الأهلي بأحمد عبود وأبلغه بالموقف فأرسل سائقه بسيارته إلي كلية التجارة وأخذ صالح سليم إلي المطار حيث كان في انتظاره عبود باشا في طائرته الخاصة وأخذه معه إلي بورسعيد ووصل قبل المباراة بنصف ساعة ولعب صالح وفاز الأهلي.
تم ابعاد أحمد عبود عن رئاسة الأهلي يوم 17 أكتوبر 1961 وكان متبقيا له عامين ليستكمل الأربع سنوات.
كان جمال عبدالناصر قد افتتح المعرض الصناعي الزراعي بأرض المعارض بجوار النادي الأهلي يوم 10/10/1960 ومعه ملك أفغانستان وكانت أول قاعة علي اليسار من دخول المعرض جناح عبود باشا ولما استعرضه عبدالناصر وسأل هل كل هذه الأشياء ملك أحمد عبود؟ والشعب مش لاقي يأكل؟
في العام التالي ومع صدور قوانين يوليو الاشتراكية في 23 يوليو 1961 تم تأميم ممتلكات أحمد باشا عبود وذهبت لجنة لجرد خزائنه في البنك الأهلي المصري وكان مع اللجنة ضابط من رجال عبدالحكيم عامر ومعه خمسة جنود.. كان أثناء فرز المجوهرات والذهب يعطي الجنود بعض القطع الذهبية والساعات الذهبية والخواتم ويقول "دول علشان المدام".
عبدالناصر
رفض دفنه في مصر !
شعر أن هناك انتقاما من عبدالناصر علي كل الأغنياء في مصر ومنهم أحمد عبود فقرر الهروب من مصر وتم نقله إلي مستشفي قصر العيني بعد صدمة في القلب نتيجة التأميم ودفع رشوة خمسين ألف جنيه للأطباء المعالجين ليقرروا ان علاجه في مصر لن يفيد ولابد من سفره إلي الخارج للعلاج وتم نقله في سيارة مجهزة إلي المطار وأخذ احدي طائراته وسافر إلي لندن وتم الاستيلاء علي طائرتين ملك عبود كانتا بمطار ألماظة.
مات أحمد عبود يوم 28 ديسمبر 1963 في لندن وطلبت أسرته ان يدفن في وطنه مصر لكنهم قالوا لابد من موافقة الجهات الأمنية.. وظلت عملية التسويف والجثمان في الثلاجة وعلمت الأسرة أن عبدالناصر رفض دفنه في مصر فتم دفنه في لندن.. ولما ماتت زوجته رفض أهلها ان تدفن في مصر ودفنت بجوار زوجها في لندن.
قصة كفاح
ولد أحمد عبود بحي باب الشعرية بالقاهرة.. كان والده تاجر غلال ويمتلك قطعة أرض مساحتها حوالي سبعمائة متر قام بتأجيرها لأحد المواطنين أقام عليها حماما شعبيا كان يطلق عليه "حمام التلات".. ولما تخلف مستأجر الأرض عن دفع الايجار قام بطرده وتولي الأب محمد عبود بمساعدة ابنه في إدارة الحمام الشعبي.
كان محمد عبود عنده ثلاثة أولاد ذكور هم أحمد ومحمد وحسين وثلاث بنات هن عين الحياة ونجية ووديده والأخيرة ليست شقيقة.
التحق أحمد عبود بمدرسة فاروق الأول وحصل علي البكالوريا ثم التحق بمدرسة المهندسخانة التي أصبحت فيما بعد كلية الهندسة وعمل بعد تخرجه في تفتيش وابورات الفايكونت تحت إدارة الفرنسي هنري جابرييل الشهير بالكونت دي فونتارس بأرمنت محافظة قنا وتركها وعمل مع أحد مقاولي الطرق والكباري بفلسطين وكان ينفذ بعض العمليات للجيش الانجليزي وفي تلك الفترة تعرف علي مدير الاشغال العسكرية للجيش الانجليزي وأحب ابنته واسمها ميما وتزوجها وكانت نقطة التحول الكبري في حياته.
ترك العمل لدي المقاول وبمساعدة ولد زوجته اسندت إليه معظم أشغال الجيش الانجليزي في فلسطين والاسماعيلية وبورسعيد وسيناء وجمع ثروة من المال كانت كافية لشراء أسهم شركة ثورنيكروفت للنقل بالسيارات في القاهرة واتبعها بشراء شركة البوستة الخديوية للنقل بالبواخر.. كان ذلك أواخر عام 1935 ولما قامت الحرب العالمية الثانية كانت فرصة العمل لأحمد عبود فقد أصبح يمتلك أسطولا من السفن يقوم بنقل البضائع بين المواني المختلفة لاسيما وقد ارتفعت الأسعار بسبب الحرب فتقدم لشراء أسهم شركة السكر والتكرير المصرية التي كان يمتلكها البلجيكي هنري توسي ولما مات هنري تولي من بعده ابنه هوج إدارة شركة السكر لكن تم استدعاؤه للتجنيد الاجباري ومات في الحرب.
كان أحمد عبود عضوا بمجلس الإدارة بحكم انه اشتري بعض الأسهم في الشركة وبعد وفاة صاحب الشركة وابنه أصبح عبود رئيسا لمجلس الإدارة والعضو المنتدب واشتري بقية أسهم شركة السكر في أرمنت.
اتسعت ثروات عبود حتي انه اشتري تفتيش الكونت الفرنسي فونتارسي وهي أكبر قطعة أرض في الصعيد يمتلكها شخص واحد وتبلغ مساحتها ستة آلاف فدان وقد هاجر الكونت فونتارس إلي البرازيل.
اشتري عبود أيضاً قصر الكونت الفرنسي في أرمنت وكان أحد قصور الخديوي توفيق الذي بناه خصيصاً ليستضيف فيه امبراطورة فرنسا.. الامبراطورة أوجيني عند زيارتها لمصر لافتتاح قناة السويس في نوفمبر من عام 1869 ودعاها الخديوي لزيارة قصره ومزارعه في أرمنت وإنشاء محطة خاصة للقطار أمام المزرعة.
اشتري عبود قصر الخديوي الذي اشتراه الكونت دي فونتارس وأطلق عليه "سراي عبود".
وهكذا اشتري عبود المكان الذي بدأ فيه حياته صغيراً أجيراً في الاجازة وسجل كل الممتلكات باسم ابنته الوحيدة مونا من زوجته البريطانية ميما.
أنشأ عبود في القصر الذي اشتراه من الكونت الفرنسي حديقة كبيرة بها كل أنواع الزهور والفاكهة النادرة والخضروات وبني مسجداً وحماماً للسباحة وملعب للجولف "18 حفرة" وملعباً آخر للكروكيه والبولو وصالة للاسكواش وملعباً للتنس.
تزوجت مونا الابنة الوحيدة لأحمد عبود من المهندس محمد علي حسين الذي كان يعمل في شركة سيمنز الألمانية وأنجبت منه ابنه أحمد عبود "اسم مركب" علي اسم جده ونادية التي تزوجت عمر السنوسي ابن شقيق إدريس السنوسي ملك ليبيا وأنجبت منه ولدين طارق وكريم.. أما الحفيد أحمد عبود فلم يتزوج نهائياً.
عمارة الإيموبيليا
كان الجد أحمد باشا عبود قد بني في القاهرة أكبر عمارة تحدث عنها المصريون لأنها كانت الأعلي عند افتتاحها عام 1939 أثناء الحرب العالمية الثانية هي عمارة الإيموبيليا التي سكنها معظم الفنانين وعلية القوم وتم تأميمها ضمن تأميم ممتلكات أحمد عبود.
وبعد خمسين عاما من تأميم العمارة وتبعيتها لشركة الشمس جاءت نادية حفيدة عبود باشا واشترت شقة في عمارة جدها كانت تستأجرها الفنانة ماجدة الخطيب في الدور السادس وهي الشقة رقم 656 ويتولي إدارة أعمال أحمد عبود الحفيد وشقيقته نادية في القاهرة والإسكندرية المحاسب القانوني ناصر عثمان وشركة كونكورد التي يملكها محمد يونس والشقيقان شريف رأفت ووحيد رأفت.
الايموبيليا .. التحفة المعمارية !
لأن ثروات أحمد باشا عبود كانت بلا حدود فذات يوم كان يستقل سيارته في وسط القاهرة ومر السائق من شارع المدابغ "شارع شريف حاليا" ولفت نظر عبود باشا مبني ضخم هو الأعلي في مصر تلك الفترة وقال لمدير أعماله.. والسائق.. "دي عمارة هايلة قوي.. دي بتاعة مين دي؟".
دهش مدير أعماله وقال له دي عمارة سيادتك يا باشا.
حول أحمد باشا عبود عمارة الايموبيليا إلي شركة مساهمة يرأس مجلس إدارتها ومعه البارون البلجيكي لو دي بنوا نائبا للرئيس والخواجة موريسي موصيري صاحب بنك موصيري عضوا وحسن فهمي رفعت باشا وكيل وزارة الداخلية عضوا واميل عدس شقيق داوود عدس عضوا ومسيو راؤول ساسون سكرتيرا عاما وجول أرتو مديرا عاما للشركة والمحاسب القانوني مكتب رسل وشركاه.
كان أحمد عبود من أغني أغنياء مصر وقدرت ثروته في الثلاثينيات بأكثر من عشرة ملايين جنيه "ثلاثون مليون دولار أمريكي وقتها".
كان عبود يملك عمارة الايموبيليا وشركات السكر في الحوامدية والصعيد وشركات الأسمدة وشركة البوستة الخديوية للبواخر وشركة كرافت لتصنيع الأوراق وشركة ثينو كرافت للنقل بالسيارات وشركة الكراكات المصرية ونصف اسهم البنك الأهلي المصري.
من الفنانين المشاهير الذين سكنوا عمارة الايموبيليا نجيب الريحاني - محمد عبدالوهاب - عبدالحليم حافظ - محمد فوزي وزوجته مديحة يسري - ليلي مراد وزوجها أنور وجدي - أسمهان وزوجها أحمد سالم - عبدالعزيز محمود - الممثلة كاميليا - الممثلة ماجدة - الممثلة ماجدة الخطيب - المخرج هنري بركات - المنتجة آسيا داغر - المخرج كمال الشيخ - الممثلة عزيزة أمير وزوجها محمود ذوالفقار ومحمود المليجي.
كان بها نقابة الصحفيين ومكتب وكالة أنباء رويتر وشركة شل وأشهر الأطباء إبراهيم عبود - الدكتور محمد عطية - الدكتور حسن أبوخطوة - الدكتور محمد عبدالحليم العقبي أول من عالج حالات العقم في مصر.
كان من سكانها أيضا توفيق الحكيم وفكري أباظة واسماعيل باشا حسن ابن خالة الملك فاروق ومساعد رئيس الديوان الملكي واسماعيل باشا صدقي والد الدكتور عزيز صدقي رئيس الوزراء ووزير الصناعة وأحمد باشا أبوالفتح ومحمود باشا أبوالفتح أصحاب جريدة المصري.
ومن اليهود سكن العمارة ريمون شملا صاحب محلات شملا وسلفادور شيكوريل صاحب محلات شيكوريل والخواجة مواليس موصيري صاحب بنك موصيري بشارع جواد حسني والخواجة ريمون موصيري أكبر جواهرجي في مصر في شارع الملكة فريدة الذي أصبح فيما بعد شارع عبدالخالق ثروت.
كان الخواجة ريمون يرسل هدايا ثمينة من الذهب والماس إلي الملكة نازلي والدة الملك فاروق لتضغط علي ابنها لتعيينه ملكا علي اليهود في مصر.
ومن السكان أيضا اللبنانية لولو صيدناوي شقيقة سمعان صيدناوي والتاجر الفونس الفي واليهودي الحسناء إيريني كردوش زوجة اليهودي الروسي ميشيل كردوش التي صادقت عددا من ضباط القوات الجوية بعد وفاة زوجها.. منهم عقيد كان يسهم في نادي القوات الجوية في الدور ال11 من العمارة وقد هربت ايريني كردوش من مصر يوم 4 يونيو 1967 وتحطمت كل طائرات مصر في مطاراتها يوم 5 يونيو 1967!!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.