كتب – مصطفى الأعصر كل مرشح - سواء كان منتمياً لحزب أو كان مستقلاً - يبحث عن شعارٍ لحملته الانتخابية، وهذا الشعار قد يكون كفيلاً - في بعض الأحيان - بجذب العديد من الأصوات المؤيدة للمرشح، ولكن دعونا نرى ما هي الصفات الواجب توافرها في هذا الشعار !!. قبل أيام قليلة.. كنت أجلس في مقر لأحد المرشحين، وكان يوجد عدداً من الأشخاص المؤيدين لهذا المرشح، ودار بينهم حوار حول الشروط الواجب توافرها في الشعار الذي يختاره أي مرشح لنفسه، وكأن الشعار هو "العروسة" التي يجب أن يتوافر بها العديد والعديد من الشروط.. حتى تجذب إليها الأنظار وبالتالي الأزواج، حتى وإن كانت تلك العروسة "ست بيت فاشلة"، ولكن يكفي المظهر الخارجي الجذاب . دعونا نرجع مرة أخرى للحوار الذي دار بين المؤيدين لمرشح ما في مقره الانتخابي، أحدهم قال: "لازم الشعار يكون بيلعب على وتر حساس جداً وهو مشاكل الفقرا"، وقال آخَر: "وكمان لازم يكون شعار سهل وبسيط عشان يتعرف وينتشر بسرعة.. مش كده ولا إية أُمال"، بينما قال الأخير: "الاختلاف أهم حاجة.. لازم يكون مختلف وجديد عن أي شعار تاني"، وأنا أردد في بالي: "وكمان يكون عليه كاتشب ومايونيز.. وياريت سبايسي" . يُلَخِّص هذا الحوار ما يُهم الكثير من المرشحين، وهو ( كيف ينجحون.. وليس كيف يخدمون"، ويكتب كل منهم في النهاية.. "صوتك أمانة.. أعطِه لمن يستحقه"، سنعود لهذا الشعار مرة أخرى.. ولكن دعونا نستعرض بعض الشعارات التي تتوفر بها تلك الشروط السابقة، ولكن من وجهة نظر مختلفة . الشعار الأول : "مصر تستحق التغيير " لا اعرف لماذا يُخيل لي أنه يتحدث عن طفل صغير "عملها على روحه" ويجب تغيير ملابسه فوراً.. وليس عن وطن، وكأنه يقول "مصر تستحق التغيير عشان هدومها اتوسخت، ولازم تشترولها طقمين من كارفور"، فأنا لا اعلم عن أي تغيير يتحدث، فقد ترك الأمر في المطلق وكأنه المهدي المنتظر الذي سيغير العالم، في حال أنه لم يذكر شيئاً عن برنامجه الانتخابي . الشعار الثاني : "الخبز للفقراء.. العمل للعاطلين " بافتراض حُسن نية هذا المرشح، وباعتبار أن هذا الشعار يُلخص برنامجه الانتخابي.. فهل يستطيع تحقيق هذا البرنامج؟، وكأنه في حال فوزه في الانتخابات سيقوم بعمل الكثير من المخابز والأفران ويعين بها العاطلين، وبذلك يكون وَفَّىَ بوعده بتعيين العاطلين وتوصيل الخبز للفقراء، وبالتأكيد هذا افتراض مستحيل، ولكن الغريب أكثر.. أنَّ هذا المرشح ينظر إلى وطن بأكمله ويلخصه على أنه عبارة عن مشكلتين فقط هما "الخبز والبطالة"، ولا يرى من خلف نظارته السوداء الأسباب الرئيسية المؤدية لتلك المشاكل، ولا يدرى بأن الوطن ليس عبارة عن "عمل وخبز" . الشعار الثالث : " صوتك أمانة .. أعطه لمن يستحقه " هذا الشعار يستخدمه أغلب المرشحين للدعاية عن أنفسهم، وأنا أدعوكم معهم باستخدامه لأن بالفعل صوتك أمانة، فلا تتكاسل في إعطائه لمن يستحقه، ولكن اقتني من يستحقه جيداً، ولا تنخدع ببعض العبارات البراقة الجوفاء، وفكر بها من وجهة نظر مختلفة.. فالكثير من الشعارات كلام معسول أجوف وتعهدات كاذبة لا تجدي.... ففكر جيداً .