الجزء الأول.... في المطبخ في وقفة شاعرية نادرة الحدوث دارت بيني وبين أبي الحبيب، كنا نتحدث فيها عن علاقة البصل بكل مأكولات الشعب المصري تقريباً، وعن كرهي الفظيع للمأكولات البحرية التي لا يعرف أحد أن سبب كرهي لها هو ببساطة (أبي) لأنه يجبرنا جبراً لنأكله مرتين كل أسبوع تقريباً!! وفي وسط إختلافنا هل الطماطم بتتسبّك قبل وضع البصل أم بعدها! تذكرت شئ مهم جداً ، فأنا منذ أن كنت طفلة صغيرة لم أعرف ما هو سر وجودي لهذه الحياة التعيسة! فأنا لم يثرني الفضول أبداً أن أعلم كيف أصبح هذا الرجل أبي؟ وكيف أصبحت هذه السيدة أمي؟ والآن قررت أنه قد آن الآوان!! أن أن آآآآآآآآآآآن سألته على حين بغتة: بابا هو أنا جيت إزاي؟؟ نظر إليّ في دهشة: إزاي يعني إيه؟ قلت: مش عارفة بس أنا بأسمع كل الولاد بيسألوا باهباهاتهم وماهمهاتهم السؤال ده؟ جت علي أنا بقى يعني!! قال وهو يحاول أن يفلفص من السؤال: هو إحنا بنطبخ إيه أصلا؟ رديت: لالالالا مفيناش من زوغان هترد يعني هترد لأحسن أعملك صينية فراخ ثانيه؟ ها!! رد: لا وحياة أغلى حاجة عندك لا! قلت: أيون كده لازم يعني أزعق ها قول بقى!! شرد بعينيه بعيداً جداً وقال: ما هو أنا لو حكيتلك مش هتصدقي؟ أصلها حكاية ولا في الأحلام ولا حتى الأفلام الهندي!! رديت: يا سيدي إحكي إنت بس وملكش دعوة أنا هأعمل نفسي مصدقة! ده أنا طوووول عمري بأحب الأفلام الهندي، قال: الظاهر أنه مفيش مفر!! ماشي يا لمضة هأحكيلك بس من غير تريقة ولا ضحك!! قلت: والله يا بابا مأوعدكش بس هأحاول! قال: جدك (ربنا يسامحه جدي لأني إكتشفت أنه هو سبب كل حاجة بعدين) بما إني كنت شاب متغرب في بلد غريبة لوحدي، فخاف علي من فتنة البنات وسحر النساء! وبما إني كنت عدّيت مرحلة العشرينيات ودخلت مرحلة الثلاثينات مستريح وكنت فالانتينو عصري وأواني، وكنت بالنسبة لهم عنّست يعني فقرر جدك أنه هيبحث لي عن العروسة المصونة بذات نفسه وهيرشحها لي ويبعت لي صورتها كي يتم الموافقة عليها ثم طلب يدها للزواج! أصل أياميها جواز الصالونات ده كان الشئ الأساسي لأي جوازة! وبما إني مبقدرش أرفض طلب لأبويا واخدلي بالك يا حنفي (اللي هو أنا يعني) فوافقت مضطراً وقلت لعله خير إن شاء الله وتوكلت على الله ثم عليهم، وبدأت الرحلة المكوكية لأبي بالإستعانة مع أختي (اكتشفت انها مؤامرة) إلى أن توصلوا بقدرة قادر إلي السيدة حرمنا المصون (مامتي حبيبتي)، ها وبعدين، وبما إن جدك هو اللي مربيني فهو عارفني وحافظني أكثر من نفسي وعارف أني مش هأتجوز غير بالطريقة ده! فتمت أول زيارة وتمت معاينة البضاعة .. قصدي ماما يعني بواسطة عمتك وبعد تفحيص وتمحيص وغسل ونشر قرروا إن هي ده عروس المستقبل السعيد. وحدث التالي ....... في الجزء الثاني بقى وعليكم خير