في إحدى الحضارات الهندية قبل الميلاد بأكثر من2000 عام وبعد اختلاط الدين بالسياسة الحاكمة للهند أصبحت طبقة الكهنة هم الحكام وكان حكمهم للبلاد عن طريق الحلال والحرام وإيه اللي لازم الفرد يعمله ليصل للسعادة المطلقة في الجنة، فكانت الثورة على الحاكم"حرام" –مهما بلغت درجة استبداده-، وأي محاولة من الشعب للخروج من طبقة معينة لبلوغ طبقة أرقى "حرام"، والحرية"حرام"، والتعبير عن الرأي "حرام"، وكل ما يجب على الفرد فعله انه يعيش حياته زي ما هي دون اعتراض كي يصل للجنة...الموضوع ماختلفش كتير في مصر،لما اختلطت السياسة بالدين أصبح الفرعون هو ابن الإله وعلى الشعب أن ينفذ أوامره دون اعتراض أو نقاش لأن الخروج عن الطاعة "حرام". قبل انتخابات مجلس الشعب بأسبوعين كنت بحضر نفسي وبجمع كل المعلومات عن الأحزاب والإئتلافات والكتل المشاركة في الإنتخابات..وكنت ناوي انتخب على الأساس دة . وبعد اسبوع كنت استقريت على عدد من الأسماء وحزب معين لإنتخابه ..ومرت أيام وبعد الظهور الملحوظ في الشارع للإخوان المسلمين والسادة السلفيين وتقديمهم للخدمات المجانية لمواطنين حتتنا حيث أكياس السكر والشاي والسمنة والأنابيب و....و....و.... سألت راجل في الشارع بعد ما أستلم كيس السكر في الشارع بتاعه قلت له"هو انت هاتنتخب الأخوان؟ " قاللي "ايوة طبعآ" قلت"ليه؟ " رفع إيده وحط كيس السكر في وشي قلت له" يعني علشان كيس سكر هاتنتخب حزب كامل؟! ..هو أنت هاتنتخب الحزب ولا هاتنتخب كيس السكر؟ّ!..طب ازاي السادة الداعين لنشر الإسلام هما اول ناس بيخالفوه وبيوزعوا رشاوي علشان يكسبوا سلطة..دة تشويه لصورة الدين" قاللى "اهو دة اللي حصل..أنت عايزني اعمل ايه يعني " وسابني ومشي بصيت له بقرف وقلت لنفسي"حجة المرتشي..أنت عايزني اعمل ايه يعني" ! وقبل الأنتخابات بيومين فوجئت بأخويا الكبير راجع من الشغل بكيس سكر وعلبة سمنة وورقة دعاية لحزب النور،قلت له بصوت عالي "ايه دة..أنت هاتنتخب السلفيين؟!"قاللى "بص كانوا بيوزعوا علينا الحاجات دى في الشغل علينا" قلت له "أنت عارف إنهم مادام وزعوا عليك كدة يبقى هايحاولوا على قدر المستطاع إنهم يحافظوا على جهلك وفقرك علشان يضمنوا تنتخبهم في الدورة الجاية" قاللى "هما دول اللي هايصلحوا البلد "قلت "أي خلط للدين بالسياسة هايطلع ديكتاتور جديد ويؤمرنا بالطاعة لأن الحرية والديمقراطية حرام..يعنى مصر الديمقراطية الزنا فيها حرام أما مصر الإخوانية أو السلفية الثورة فيها هي اللي هتكون حرام"وبعد نظرة طويلة منه وبعد نرفزة واشمئزاز مني بسبب تلك التصرفات الدعائية الرخيصة اللي اتبعها الحزب قاللى"كفاية فلسفة علينا..أنت عايزني اعمل إيه يعنى" بصيت بقرف وقلت"أيها المصري..فلتظل جاهلآ ..فلتظل..أحمق"وبعد محاورات ومشاورات ومناوشات وصدامات وعاهات مستديمة،انتهى الحور كالعادة على"خلينا في موضوعنا يا عدوى تاكل مكرونة ولا بتنجان" ! وقبل الانتخابات بيوم واحد ..قمت مفزوع من النوم بسبب جرس الباب اللي بيرن بإستمرار وبلا توقف..قررت انزل فيمن خلف الباب إهانات وتهزيئات..لكن بمجرد فتح الباب جهلي وفقري خلاني اضعف قدام كيس السكر اللي اترمى في أيدي وقاللي"إحنا حزب الحرية والعدالة يافندم..بنقدملك خدمات وكذا وكذا وكذا.."وبعد رغي كتير قلت له" أنا عارف وأنا قررت انتخب الإخوان خلاص..لقيت علبة سمنة كمان إتحدفت في ايدي "وأنا مازالت عيني تدقق فيما بيدي وكلمة الرجل الأخيرة"...السلام عليكم" وآخر شيء رماه في ايدي ورقة الدعاية و بها أسماء مرشحي الحزب..دخلت وألقيت ما بيدي على الترابيزة..ودخلت الحمام علشان اغسل وشي بعد أن أطار ذلك كيس السكر الإخواني النوم من عيني ..وبعد ما غسلت وشي بصيت لنفسي في المرايا و لقيتني بقول لنفسي" أنت عايزني اعمل ايه يعني"! وصوت مجهول المصدر بيقول"أيها المصري..فلتظل جاهلآ..فلتظل أحمق"!