كنت ببص من الشباك على الشارع و الزحمة ، ببص في الوشوش بعد ما إختفت الابتسامات اللي أترسمت عليها . إختفت بالتدريج ، تدريج يأخذ شهور. لما الناس بطلت تطير خلاص . و شوية بشوية رجلها ابتدت تلمس الأرض . تلمس الرصيف . هو ده نفس الرصيف اللي بيضناه من كام شهر بس دلوقتي بهت لونه ، مش عارفة ليه ؟؟ الاسود دخل على الأبيض لحد ما بقى كله رمادي . رجع تاني زي زمان ، مش عارفة ليه؟! فتحت التلفزيون و شفت التحرير ...مقدرتش أخفي شعوري بالفخر إن الناس رجعت تاني الميدان ،،،نفس الزحمة نفس الهتاف نفس السحر...السحر اللي بياخذك و بيخليك متفكرش في أي حاجة غيره، لا سياسة ولا أهداف ولا مخاطر ولا أي حاجة !! في وسط الحالة دي لقيت المذيع بيقول " القبض على بعض مثيري الشغب في التحرير " ساعتها عرفت ليه الرصيف إختفى لونه . لقيت خوف و دخان و جري و دم جديد مالي الأسفلت فعرفت ليه الرصيف إختفى لونه. لما لقيت مصاب جرحه القديم لسة مالمش و جرح تاني جديد جد عليه بينزف عرفت ليه الرصيف إختفى لونه . لما لقيت الحر في السجن و دم الشهيد بيضيع عرفت ليه الرصيف إختفى لونه . إختفى يا ناس خلاص لون الرصيف و دخل الاسود على الأبيض و لبس الباطل لبس الحق . كل واحد قال مفيش أمل ، كل واحد قال مفيش فايدة ، كل واحد نسي القضية و دور على مصلحته شريك في ضياع لونه . هنسيبه كدة ؟؟ ولا عنعيد عليه تاني ؟؟ بس المرة دي لازم نكمل للأخر ...المرة دي هندهن الرصيف صح ! أيوة من أول و جديد ..هنبدأ من الأول و كل يوم هانعيد عليه مرة و إتنين و تلاتة و عشرة ...مش هنتعاب ولا هنيأس مهما خد من جهد و تعب و جري و دم . خلاص أصل إحنا تعودنا عليه كدة ..تعودنا عليه واضح ...ومش هنقبل بيه غير كدة