هل صحيح أن الإنطباعات الأولي تدوم ؟ بالفعل صحيح , فبعيداً عن الدراسات النفسية و الإحصائيات فإن تجاربنا الشخصية تؤكد هذه النظرية , فنحن شخصياً نكون أرائنا عن الأشخاص الأخرين من المقابلة الأولي، فكلمة أو حركة أو نظرة واحدة قد تحرك أراءنا بإتجاه معين سواء إذا كان إتجاه مرغوب أو غير مرغوب. إذا كانت تلك النظرية تنطبق علي الأشخاص الأخرين فهي بالتأكيد تنطبق علينا , و من المؤكد أننا جميعاً نرغب في ترك إنطباعات جيدة من أول مرة و لكن بدايةً دعونا نتعرف علي العوامل التي قد تحول دون ذلك , فما هي المؤثرات السلبية التي قد تؤدي بنا الي ترك انطباع لا نرغبه في مقابلاتنا الاجتماعية و المهنية ... 1-المصافحة بعض السيدات يملن الي المصافحة بأطراف أصابعهم و غالباً ما يكون السبب وراء ذلك هو الحياء الشديد أو التوتر و علي الرغم من أن كثيراً منهم لا يلاحظن ذلك إلا أن هذا التصرف يعطي إنطباع خاطئ لدي الشخص المصافح فقد يظن أنكي لا تودين مصافحته أو مصافحتها و قد يترجم هذا التصرف بالخطأ الي كونكي شخص متعجرف. فالأسلوب الأمثل للمصافحة هو أن تكون يدكي مقابله ليد الشخص المصافح بالكامل . 2-الأنا كثير من الأشخاص يعتقدن أن الحديث عن أنفسهم و إنجازاتهم و عائلاتهم و ممتلاكاتهم سيظهرهم بشكل جيد أمام الأخرين و لكن علي النقيض التام , فذلك سوف يؤدي الي إعتقاد الأخرين بأنكي شخص مغرور. ومع ذلك فإن الصمت التام غير مطلوب أيضاً فيجب إختيار المواضيع التي ستتحدثين عنها بعناية فلا يجب أن تتحدثي عن نفسك إلا إذا كنتي في مقابلة عمل و سؤلتي عن إنجازاتك أما إذا كنتي في مناسبة إجتماعية أو مهنية مع أشخاص تقابليهم لأول مرة فشاركي بسلاسة في المواضيع المطروحة أما إذا ساد الصمت و شعرتي أنكي يجب أن تطرحي موضوع جديد فأطرحي موضوع عام مثل المناخ أو الطعام أو ديكور المكان. 3-الألفاظ النابية أشعر بصدمة عندما أجد بعض النساء يتحدثن بألفاظ نابية مع أشخاص يقابلونهم لأول مرة , فعلي الرغم من أن هذا الحديث غير مقبول من النساء في جميع الأحوال إلا أننا إذا تغاضينا عنه مع الأصدقاء لا يمكن التغاضي عنه مع الغرباء فكلمة نابية واحدة و ستنهار تلك الصورة الجميلة التي تودين الظهور بها أمام الأخرين و حينها لن يثير إهتمامهم حجم نجاحاتك و إنجازاتك. 4-الحركات العصبية قد لا تلاحظين أن لديك حركة عصبية تماريسينها دائماً و لذا فعليك سؤال المقربين منك ما إذا كان لديك حركة عصبية أم لا . فقد تكوني تمسكين كثيراً بشعرك أو بأنفك أو تحركين قدمك كثيراً أو تأكلين أظافرك , في جميع الأحوال فإن تلك الحركات العصبية تنقل للأخرين توترك و قد تحول إنتباههم من التركيز في حديثك الي التركيز في حركاتك تلك. 5-الهاتف قد تردك مكالمة مهمة وأنتي في مقابلة عمل فهل تستقبلينها؟ بالطبع لا! لن يهتم صاحب العمل بمدي أهمية تلك المكالمة بل سيشعر بأنها أهم منه و من الضروري في مقابلات العمل أن تجعلي صاحب العمل يشعر أن تلك المقابلة هي أهم حدث يدور في حياتك الأن و بالفعل هي كذلك! أما بالنسبة للمقابلات الإجتماعية فلا ضرر من الإستئذان لإستقبال مكالمة مهمة و لكن ليس من المقبول النظر المستمر في الهاتف طوال فترة المناسبة فهذا يعطي الإنطباع بأنكي تشعرين بالملل أو أنك غير مهتمة بمن حولكي. و الأن بعد أن تعرفنا علي أكثر العوامل التي تؤثر سلباً في مقابلاتك الأولي دعينا نتعرف علي العوامل التي سوف تساعدك علي بناء إنطباع رائع لدي الأخرين. 1-كوني واثقة من نفسك و مرحة لا يوجد أفضل من ترسمي إبتسامة علي وجه من حولك فمن منا لا يحب الشخص المرح؟ لا أعني بذلك أن تستهلي حديثك بنكتة أو أن تواصلي سرد النكات طوال المقابلة فهذا غير مقبول أيضاً و لكن المقصود هو أن تمرري بعض التعليقات المرحة خلال حديثك فذلك يجعل الأخر يودون مواصلة الحديث معكي كما سيصلهم أنكي مستمتعه بالحوار معهم مما سيشجعهم علي الحديث معكي و سيودون التعرف عليكي أكثر. 2-إتخذي الوضعية المناسبة طريقة وقفتك ووضعية يديكي تعبر عنك , فيجب أن تقفي بإستقامة و يديكي الي جانبك ولا تكتفيها أبداً فهذا يعطي الإنطباع أنكي لا تودين الحديث الي أحد و إبتسمي دائما فإبتسامتك هي أفضل سلاح في مثل تلك المقابلات. 3-إبحثي عن النقاط المشتركة في بداية الحديث مع الأشخاص الجدد من الصعب معرفة ما هي المواضيع التي ستثير إهتمامهم و لذا يجب أن تركزي جيدا لكي تمسكي بالخيط المشترك و الذي سيؤدي بدوره الي فتح مثل تلك المواضيع مثل الإهتمامات و الهوايات فقد تجدي شخصاً من المجموعة يشترك معكي في تلك النقاط و حالما تصلين الي تلك النقطة لن يكون من الصعب مواصلة الحديث. 4-تذكري الأسماء جيداً عند التعرف علي أشخاص جدد يجب التعريف بنفسك أولا إذا لم يتم تقديمك عن طريق المضيف , فإذا كنت في مناسبة إجتماعية يجب أن تقدمي نفسك عن طريق ذكر إسمك و صلة قرابتك بالمضيف أما إذا كنتي في مناسبة مهنية فأذكري إسمك ثم وظيفتك و مكان عملك . بعد تقديم نفسك ستجدين الأخرين يقدمون أنفسهم لكي و حينها يجب أن تتذكري أسمائهم جيداً و إستخدامها أثناء مخاطبتهم فذلك سيشعرهم بإهتمامك. 5-كوني علي طبيعتك. يشعر الأخرين ما إذا كانت هذه طبيعتك أم أنكي تصتنعين شخصية لا تنتمي لكي و لذا يجب أن تتصرفي علي طبيعتك مع الغرباء مع مراعاة ما نهينا عنه فلا تحاولي أن تكوني شخصاً أخر فحتي إذا صدقوا تمثيلك في أول مقابلة سيعلمون الحقيقة في وقت لاحق لأنك لن تستطيعي التمثبل كثيراّ و حينها سيتخذوا موقفاً سلبياً تجاهك و لذا من المهم أن تكون نفسك