في حواره مع الأهرام المسائي فجر يحيي قلاش المرشح نقيبا للصحفيين العديد من القضايا وشدد علي أنه لن يحمل راية الحزبية أو الانتماء السياسي في النقابة. وكشف العديد من الاسرار التي تتعلق بعلاقته بالنقيب السابق مكرم محمد احمد والمرشح الحالي للنقابة ممدوح الولي وضياء رشوان وأبدي بصراحة رأيه في تطبيق قانون الغدر علي الصحفيين وتقويمه لدور الإخوان المسلمين في نقابة الصحفيين * سألته لماذا ترشحت لمنصب نقيب الصحفيين؟ ** احساسي بالمسئولية وادراكي بخطورة الفترة المقبلة علي نقابتنا وعلي مهنتنا وعلي اوضاعنا الاقتصادية دفعني للترشح كما انني نقابي وارتباطي بالنقابة لا يقتصر علي اربع دورات ولكني عضو نشيط وتزامن مع عملي بمهنة الصحافة وانا علي دراية بكل ملفات الصحافة والصحفيين وفي هذه اللحظة لا استطيع التخلي عن النقابة لانه اصعب وقت يقرر فيه أي شخص ان يتولي مسئولية النقابة خاصة وأن المعركة هذه الدورة صعبة جدا والتخلي عن النقابة الان يعد هروبا مثل الجندي الذي يهرب من معركة يخوض فيها حربا للدفاع عن بيته وعرضه وبلده والنقابة بالنسبة لي كل هذه المعاني. * تفاوضت مع الدكتور ضياء رشوان علي من يخوض معركة النقيب هذه الدورة ورشوان خاض معركة صعبة مع النقيب السابق وحصل فيها علي نتائج جيدة فهل ذلك لم يكن دافعا لترك المعركة لرشوان؟ ** لم يكن هناك خلاف بيني وبين رشوان علي من يخوض المعركة ونحن اتفقنا علي انه اذا خاض أحدنا المعركة سيساعده الاخر ولن نكون في مواجهة او منافسة مع بعضنا وأنا قلت مبرراتي التي تدفعني للمشاركة مع أصدقاء مشتركين بيني وبين رشوان ولو تمسك بخوض الانتخابات كنت ايدته كما وقفت معه في جولته امام الاستاذ مكرم محمد احمد وخضنا معركة كتيار نقابي واسع والان استكمل معركة رشوان. * بصفتك نقابيا ما تعليقك علي المرشحين لمنصب النقيب؟ وهل تراهم مؤهلين لذلك؟ ** انا في منافسة معهم وشأني شأنهم ولا استطيع الاجابة عن هذا السؤال واري ان كل من تنطبق عليه شروط الترشيح ويري في نفسه الاهليه فليترشح وجميعهم له هذا الحق والحكم في النهاية للجمعية العمومية. * ألا تري أنه ليس كل من تنطبق عليه الشروط مؤهلا لمنصب نقيب الصحفيين؟ ** الجمعية العمومية هي صاحبة القرار ونحن لا نستطيع ان نمنع أحدا من الترشح وليس من المعقول وانا مرشح ان أدلي برأيي في المرشحين. * وما تعليقك علي من يحصر المنافسة علي موقع النقيب بينك وبين ممدوح الولي؟ ** هي منافسة طبيعية وفي تحليلي لطبيعة المرشحين علي منصب النقيب والمجلس جميعا ندين بالشكل الجديد للانتخابات لثورة25 يناير. * وما هي رؤيتك لأول إنتخابات تجري بنقابة الصحفيين بعد ثورة25 يناير؟ ** هذه انتخابات فارقة واستثنائية في تاريخ النقابة وسوف تأخذنا رغم كل عوامل القلق إلي تغيير كبير سيكون هناك مناخ مختلف وسوف تعكس هذه الإنتخابات إرادة الناخبين فلايوجد المرشح الحكومي أو الضغوط التي كانت تمارس علي الناخبين والنقابة المقبلة ليست امتدادا للسابقة وإنما نقابة جديدة ستتغير علاقتها بالدولة وفي هذه الانتخابات سوف تذهب الجمعية العمومية لتحديد مصير النقابة وليس لإنتخاب أشخاص. * ممدوح الولي قال إن ملفات قلاش لا تؤهله لمنصب نقيب الصحفيين فما تعليقك؟ لا استطيع الرد وملفاتي متاحة ودوري في النقابة وعلاقتي بها معروفان للجميع وعندما شعرت بأن النقابة تبتعد عن مسارها تقدمت بإستقالة مسببة وأحضر إلي النقابة كل يوم واشارك زملائي كل همومهم وكل القضايا الصحفية لي موقف معها سواء بالكتابة أو الإشتباك والنقابة بالنسبة لي ليست طموحا شخصيا وإنما علاقة عضوية ومن يقرر إذا كنت مؤهلا أم لا هي الجمعية العمومية وقدرتي علي إقناع زملائي ببرنامج شامل به كل الأبعاد وفي النهاية من يصلح ليس بإرادتي أو بإرادته وإنما بإرادة الجمعية العمومية. * لماذا تنحصر انتخابات الصحفيين في الصراع بين الإيديولوجيات؟ ** لست صاحب عنوان أو راية سياسية ولا أحمل رايتي الحزبية أو السياسية داخل النقابة وإنما أنتمي لخندق الجماعة الصحفية بكل مشاكلها وهمومها وأتصور عندما يذكر اسمي أن يكون الإنطباع أني واجهة نقابية ولا اميز بين الزملاء علي أساس أي تصنيف سياسي فالنقابة أنشئت عام1941 وكان هناك شرط يحظر العمل السياسي في النقابات المهنية وتدخل النائب يسري الجندي بمجلس النواب وقتها ورفض هذه المادة وقال إن نقابة الصحفيين نقابة رأي ولا يجوز منع العمل السياسي بها وعلي الرغم من ذلك الجمعية العمومية المؤسسة للنقابة كانوا قادة في العمل الحزبي والسياسي ورسخوا فكر استقلالية النقابة عن كل الأحزاب ومازالت هذه الثقافة هي الحاكمة للنقابة فهناك خلل جسيم يتمثل في تحول النقابة إلي فناء خلفي لاي تيار أو حزب سياسي وهذه الكارثة لابد أن نبتعد عنها. * وما ردك علي القائمة التي أعدتها جماعة الاخوان المسلمين للمشاركة في انتخابات مجلس النقابة؟ ** هذه جهة ليس لها علاقة بالنقابة والرد كان سلبيا من الجمعية العمومية فهذه ليست ثقافة النقابة ولا تقاليدها خاصة أن ذلك تزامن مع مناخ سياسي منفتح لكل التيارات السياسية التي كانت محاصرة وبدأت تنطلق وأصبحت لها أحزابها وبالتالي ليس هناك معني للوجود بالنقابة بصفة حزبية وقديما كانوا يعتبرون النقابة منفذا للتعبير السياسي ولكن الأمر اختلف الآن كما أن ذلك تسبب في تدمير العديد من النقابات العربية مثل نقابة الصحفيين بالعراق والتي تدخل حزب البعث في شئونها وكان عدي بن صدام حسين نقيبا للصحفيين فكان من الطبيعي أن يتم تدميرها بعد الثورة علي الرغم من أنها نقابة تاريخية ولذلك أدركت مدي قيمة الأجيال القديمة في استقلالية النقابة علي الرغم من السياسات المختلفة التي مرت عليها منذ العهد الملكي وعبدالناصر والسادات ومبارك. * البعض يقول إن نقابة الصحفيين مرآة تعكس المجتمع المصري بكل ما فيه فما تعليقك علي ذلك؟ ** هذا صحيح واتجاهات الصحفيين دائما تبعث برسالة للمجتمع المصري كله وتتجاوز فكرة الانتخابات والسفارة البريطانية مثلا تنشئ غرفة عمليات وتتابع انتخابات الصحفيين وكل ممثلي الاتحاد الأوروبي تابعوا انتخابات جلال عارف فكانت إرهاصات للتغيير الذي حدث بعد ذلك وولدت حركة كفاية و6 ابريل ولم نكن مدركين. * ما هي أولوياتك لاحتياجات النقابة خلال المرحلة المقبلة؟ ** شعار الثورة كان التغيير والحرية والعدالة الإجتماعية فهذه هي اولوياتي فالحرية تحتاج إلي تحرير الإعلام المصري والصحافة وذلك بتحرير البنية التشريعية التي تحكمنا الآن وهي تشريعات مبارك وما نمارسه علي الأرض هو هامش منتزع ولا يمكن ان تحكم المهنة بعد الثورة بتشريعات قبل الثورة ولابد من وضع قوانين جديدة للصحافة والنقابة وحرية تداول المعلومات. * وكيف ستقر هذه القوانين الجديدة؟ ** لدينا برلمان جديد وحكومة جديدة ولدينا فرصة نادرة ولابد أن نغير عددا كبيرا من القوانين ونحصل علي مكتسباتنا. وهذا يحتاج ان نكون مستعدين لمهمة عاجلة لاعداد تصورات مشروعات قوانين يشارك فيها قانونيون وكبار الصحفيين ولجان استماع وجمعية عمومية. * وما هو برنامجك لتحقيق العدالة الاجتماعية؟ ** نحن جزء من الشعب الذي خرج في الثورة ونحن اول من خرج في عام2006 وطالبنا بلائحة اجور فلا ينفصل الامن المهني للصحفي عن امنه الاقتصادي فالصحفي الذي لا يكفيه مرتبه فحريته ناقصة وبالتالي لائحة جديدة للاجور مسألة مهمة لحرية الصحفي ونحن لدينا تصور للائحة الاجور واقرتها الجمعية العمومية سابقا وتفاوضنا من اجلها وعقدنا لجنة مشتركة من المجلس الاعلي للصحافة ورؤساء مجالس الإدارات والنقابة ووصلنا لحلول سريعة ثم جاءت انتخابات النقيب السابق واجهضت كل هذه المحاولات واغلقت كل الملفات وادركت ان مكرم محمد احمد جاء ب200 جنيه للصحفيين مقابل مهمة موحدة وهي اغلاق كل الملفات التي فتحت من قبل ولذلك شعرت بان دوري في المجلس مثل الكومبارس فقدمت استقالتي وكان المطلوب وقتها تحويل ملف الصحفيين إلي الامن والامان بدلا من القلق تمهيدا لمشروع التوريث. * وكم يبلغ الحد الأدني في لائحة الاجور الموجودة لديكم؟ **1500 جنيه ولكن يحتاج لزيادة الان وكان لدينا تصور لكيفية تطويرها بوضع صندوق لتمويل الاجور وتصحيح العلاقة لاستبدال حقوقنا ببعض المزايا فالدولة تتفاوض معنا وتعطينا مبالغ مالية كما نريد ولكن لا تعطينا حقوقنا ولذلك نسعي للحصول علي1% والدمغة الصحفية وسلطة الضبطية القضائية لتحصيل هذه المبالغ وبالتالي لا نحتاج لأحد. * هل اعادة هيكلة الاجور ستؤثر بشكل أو بآخر علي استمرار بدل التدريب والتكنولوجيا؟ ** البدل لا يحقق الامان للصحفي ويسبب له القلق النفسي لوجود هاجس هايستمر ولالأ ولكنه اصبح حقا مكتسبا للصحفيين ولابد ان يصبح جزءا من مرتب الصحفي لضمان استمراره وفي الحقيقة البدل ادي إلي انعكاس سلبي علي النقابة وشوه القيد ولكن لابد ان نجد حلولا كريمة لتحقيق الامان الاقتصادي للصحفي وتبقي النقابة نقابة والحقوق حقوقا. * ما هي خطتك لسد العجز المالي بالنقابة والباغ13.6 مليون جنيه؟ ** في البداية يجب ان نسعي لاستقلال النقابة المادي ولدينا من الموارد ما لو تم تفعيلها لاصبح هذا العجز تافها وان نحصل علي حقوقنا الموجودة في القانون فالنقيب الوحيد الذي حقق توازنا ماليا بالنقابة هو جلال عارف لأنه جاء بإرادة الجمعية العمومية وهذا انعكس علي ملف الموارد وتضاعف المعاش مرتين ولذلك ستكون هناك لجنة تهتم بالموارد من خارج النقابة من اقتصاديين وصحفيين متخصصين في الاقتصاد يكونون مجلسا استشاريا دائما للنقابة لزيادة الموارد ولدينا3 طوابق لا نستخدمها ولابد أن يتم تسويقها وإيجار القاعات خاصة اننا نقابة جاذبة. * هل العجز الحالي كان نتيجة للمجلس المنتهية دورته؟ ** بالتأكيد كان هناك سوء إدارة وكانت مهمة المجلس الحقيقية هي اغلاق الملفات ونقيب جاء وذهب دون أي فائدة وتراجعت النقابة فمثلا المجلس الماضي جاء بمستشار قانوني يحصل علي8 آلاف جنيه في الشهر دون مهام وتم الاستغناء عن المستشار القانون نور فرحات الذي كان يعمل متطوعا وبالتالي كان هناك اهدار وسوء إدارة في المجلس الماضي * هل لديك برنامج زمني لتحقيق برنامجك الانتخابي؟ ** هو نفس الوقت المحدد لدورة النقيب عامان وسيكون المجلس في حالة انعقاد دائم ولكن لا يستطيع أن يعمل بمفرده متجاهلا الجمعية العمومية * هل انت من أنصار خوض الانتخابات بقائمة؟ أم تسعي للتنسيق مع بعض المرشحين علي عضوية المجلس؟ ** نحن في نقابة عددها قليل والجميع يعرف بعضه ونقابة رأي فلو تناقش10 صحفيين في قضية سيختلفون فنحن مهنة شديدة التنوع في الفكر والجيل والعمل المؤسسي واتصور انه عندما أعد لقائمة مساهمي جمعيتي العمومية وأكون جاهلا بها وبطبيعة تفكيرها فهذه مسألة غير لائقة في الصحفيين وعلي الجميع أن يعرض برنامجه وأفكاره والجمعية العمومية هي التي تفرز من الذي يحقق مصالحها في وقت معين ومن المحتمل ان تغيره بعد سنين وعلينا الان الا نخشي من القادم لأننا في وضع أفضل ولدينا تجديد نصفي بعد عامين نجدد به حيوية النقابة. * هل توافق علي تطبيق قانون الغدر علي الصحفيين؟ ** لا.. نحن نقابة رأي ومن الخطر الشديد أن نعمل بالماركسية التي كانت موجودة في أمريكا وأن نحاسب علي الافكار وهذا لا يصح ولكن من أفسد أو أحدث خللا يحاسبه القضاء ولو أن احدي الجهات الرسمية كانت لديها تقارير تدين الصحفيين بأي شكل من الاشكال فلتبلغ نقابة الصحفيين ونعتبر ذلك انتهاكا للعمل الصحفي ونحقق فيه فلا يمكن ان نحاسب أحدا في نقابة الصحفيين علي فكرة أو رأي. * وما تعليقك علي ثورة25 يناير ألم تنتقل للصحافة المصرية؟ ** هذا صحيح فالثورة لم تنتقل لشارع عبد الخالق ثروت وهناك مفارقة حدثت عندما قامت الثورة في ميدان التحرير وكان مثلث عبد الخالق ثروت مهيأ لاستقبال الوريث فهنا ثورة وهناك رجعية وحتي الان لم تنتقل وكل ميسر لما خلق له.