دعا الاتحاد الأوروبي والأممالمتحدة ومنظمات عربية المعارضة الليبية إلى عدم اللجوء إلى أعمال انتقامية من أتباع القذافي وإحلال المصالحة في البلد، وأنباء عن موكب سيارات مصفحة، قد تقل القذافي، دخل الأراضي الجزائرية. ذكرت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أن اوروبا والأممالمتحدة ومنظمات عربية وإسلامية دعت أعضاء المعارضة الليبية إلى التواصل مع خصومهم السابقين، بينما دعت العقيد الليبي معمر القذافي إلى التنحي عن السلطة "لتجنب المزيد من إراقة الدماء". وقالت أشتون إنها شاركت في اتصال جماعي (كونفرنس كول) حول ليبيا مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وممثلين من الاتحاد الإفريقي والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي. وأوضحت أشتون أنها قالت لرئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل في وقت سابق الأسبوع الماضي إن "التواصل الآن مع القوى السياسية في أنحاء البلاد ضروري للقيام بعملية انتقال ناجحة (للسلطة)". وشددت على أنه على القذافي "تجنب المزيد من إراقة الدماء من خلال التخلي عن السلطة ودعوة تلك القوات المستمرة في القتال إلى تسليم سلاحها وحماية المدنيين". وأضافت أشتون في بيان لها: "اليوم، وتحت قيادة الأممالمتحدة، اتفقنا على دعوة كافة الأطراف إلى احترام الالتزامات الإنسانية الدولية والتزامات حقوق الإنسان الدولية. يجب ألا يكون هناك أي عمليات انتقامية". ولفتت أشتون إلى أن المشاركين في الاتصال الجماعي اتفقوا أيضا على دعم ليبيا، لاسيما بتقديم "الإمدادات الطبية والمياه والوقود"، وتعهدوا ب"الاستمرار في تنسيق جهودنا الخاصة بالمساعدة والتخطيط تحت قيادة الأممالمتحدة القوية" كما طالبت الممثلة العليا للشئون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي الثوار في ليبيا الالتزام بحقوق الإنسان خلال القتال ضد أتباع القذافي. وقالت أشتون في تصريحات لصحيفة "دي فيلت" الألمانية الصادرة السبت: "يتعين أن تضمن المعارضة حماية المدنيين واحترام حقوق الإنسان في ليبيا بشكل شامل. حان الوقت لبدء عملية تسفر عن ليبيا جديدة تتحقق فيها القيم الديمقراطية ودولة القانون والحقوق الأساسية للإنسان". وأكدت أشتون أن الاتحاد الأوروبي لا يعتزم تولي دور قيادي في ليبيا في المستقبل، موضحة بالقول: "هذه ثورة ليبية. عملية انتقال السلطة يجب أن يقوم بها الليبيون أنفسهم". وعلى الرغم من ذلك عرضت أشتون على ليبيا مجدداً المساعدة في إعادة إعمار البلاد، وقالت: "الاتحاد الأوروبي سيعرض دعمه مجددا وسيظل شريكا قويا للشعب الليبي". هل هرب القذافي إلى الجزائر؟ من جانب آخر ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية نقلاً عن مصدر عسكري من الثوار أن موكباً يضم ست سيارات مرسيدس مصفحة قد يكون ينقل مسؤولين ليبيين كبار بمن فيه القذافي وأبنائه، عبر الجمعة الحدود من ليبيا إلى الجزائر. وقالت الوكالة نقلاً عن مصدر في المجلس العسكري الليبي بمدينة غدامس الليبية إن "ست سيارات من نوع مرسيدس مجهزة ضد الرصاص ومصفحة دخلت المدينة صباح اليوم (الجمعة)". وأضاف المصدر نفسه أنه "تم تأمين السيارات من قبل آمر كتيبة الطوارق إلى أن دخلت الحدود الجزائرية". وتابع أن "تلك السيارات من المعتقد أنها تحمل مسؤولين ليبيين كبار، ومن الممكن أن يكون فيها القذافي وأبناؤه". وتعذر التأكد من هذه المعلومات من مصادر ليبية أو جزائرية. وأكدت الوكالة نقلاً عن المصدر نفسه أن "الثوار لم يتمكنوا من مطاردة هذه السيارات التي كانت مجهزة بطريقة حديثة"، مشدداً على أن "الثوار كانت تنقصهم الذخائر والمعدات اللازمة لتلك المواجهة". ودعا المصدر المجلس الوطني الانتقالي الليبي إلى "النظر في هذا الوضع بسبب النقص الحاد في المستلزمات العسكرية". من جانبها أعلنت الجزائر على لسان الناطق باسم وزارة الخارجية عمار بلاني الجمعة أن الجزائر تواصل التزام "الحياد التام" رافضة "التدخل بأي صفة كانت في الشؤون الداخلية" لليبيا المجاورة. وهو أول رد فعل رسمي جزائري منذ أن أصبح الثوار الليبيون يسيطرون تقريباً على طرابلس. ولم تعترف الجزائر بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي الممثل للثوار كما أنها لم تطلب رسمياً رحيل القذافي.