في الوقت الذي تتصاعد فيه التكهنات حول مصير العقيد الليبي معمر القذافي بعد سقوط العاصمة طرابلس في أيدي الثوار، ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط «أش أ» أن موكباً يضم عددا من سيارات المرسيدس المصفحة عبر الحدود الليبية أمس الأول الي الجزائر يعتقد أنها تحمل القذافي وأسرته. ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري في المجلس العسكري للثوار بمدينة «غدامس» الليبية ان موكبا يضم ست سيارات مرسيدس مصفحة قد تنقل مسئولين ليبيين كباراً بمن فيهم الزعيم الليبي معمر القذافي وابناؤه، عبر الحدود من ليبيا الي الجزائر، وأوضح المصدر أن السيارات المصفحة والمجهزة ضد الرصاص دخلت المدينة وقام بتأمينها قائد كتيبة من الطوارق موالية للقذافي إلي ان دخلت الحدود الجزائرية. وأعرب المصدر عن اعتقاده أن قافلة العربات المدرعة تحمل مسئولين ليبيين كباراً قائلاً« ومن الممكن أن يكون فيها القذافي وابناؤه« وقد تعذر التأكد من هذه المعلومات من مصادر ليبية او جزائرية. وأكدت الوكالة نقلا عن المصدر نفسه إن الثوار لم يتمكنوا من مطاردة هذه السيارات التي كانت مجهزة بطريقة حديثة، مشدداً علي إن الثوار كانت تنقصهم الذخائر والمعدات اللازمة لتلك المواجهة. من جانبه، اعلن الناطق باسم الخارجية الجزائرية عمار بلاني ان الجزائر تواصل التزام الحياد التام رافضة التدخل في الشئون الداخلية لليبيا المجاورة. رحب وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الذي عقد أمس بالجامعة العربية بالمجلس الوطني الانتقالي واعتباره ممثلاً شرعيًا ووحيدًا للشعب الليبي. كما أعرب وزراء الخارجية العرب عن دعمهم وتضامنهم مع ليبيا في تلك المرحلة. وكان وزراء الخارجية قد عقدوا اجتماعهم أمس السبت وامتد حتي مثول الجريدة للطبع وكشفت مصادر رفيعة المستوي ل«روزاليوسف» إنه علي الرغم من أن هناك توافقا من جانب أغلب الوزراء علي ضرورة صدور بيان يرحب بالمجلس الوطني واستلامه مقعد ليبيا بالجامعة العربية إلا أن الجزائر وموريتانيا لم يرحبا بذلك بل أن تلك الدولتين لم تعترفا حتي الآن بالمجلس ورهنت الجزائر اعترافها بالمجلس بمدي قدرته علي مواجهة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي. في السياق ذاته، دعت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون عقب الاجتماع العاجل ل«مجموعة القاهرة» التي تضم ممثلي الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الافريقي والجامعة العربية ومنظمة المؤتمرالاسلامي كل اطراف النزاع في ليبيا الي الامتناع عن اللجوء الي اعمال انتقامية، مشددة علي ضرورة احترام سيادة ليبيا، وفي أعقاب الاجتماع، اعلن الأمين بان كي مون ان المجتمع الدولي قد يضطر سريعا الي ارسال قوة شرطة الي ليبيا، حيث بلغ عدد الاسلحة الخفيفة مستوي غير مسبوق. ميدانياً، واصل الثوار الليبيون تقدمهم شرقاً وغرباً وأعلنوا سيطرتهم علي المعبر الحدودي الرئيسي مع تونس. وأفادت الأنباء القادمة من غرب طرابلس حيث تستمر المعارك للسيطرة علي الطريق الاستراتيجية التي تربط العاصمة الليبية بتونس، أن الثوار قاموا برفع علمهم علي معبر رأس جدير الحدودي وقال مصدر حكومي تونسي »لم تقع مواجهة فعلية، وقوات القذافي لاذت بالفرار» واعلن مسئول العمليات العسكرية للثوار الليبيين في طرابلس ان قوات الثوار باتت تسيطر علي 95% من طرابلس وانه »لم يبق سوي بضع جيوب مقاومة« في حي صلاح الدين وحي بوسليم. ومع تصاعد الدعوات الدولية والإقليمية لتجنب العمليات الانتقامية ضد كتائب القذافي أكد مراسل هيئة الاذاعة البريطانية «بي بي سي» أمس أنه تم العثور علي أكثر من مائتي جثة متحللة مهجورة في مستشفي باحدي مناطق العاصمة الليبية طرابلس، موضحاً أن عثر في مستشفي حي »بوسليم« علي جثث رجال ونساء وأطفال ملقاة علي أسرة المستشفي والممرات وكانت برك من الدماء تسيل علي الأرض وقد فر الأطباء والممرضون من المستشفي بسبب القتال الدائر لمطاردة القناصة والقوات الموالية للقذافي.