أستمع الى أغنية محمد منير ( إزاي ) وبكل مرة أشعر بنفس الأحساس –الثوري- الذي يشعر به كل من يسمعها لأنها من أقوى ما سمعت عن مصر تأثيراً وقوة ,لكن الذي أندهش منه أنني أسمع وأشاهد ما يوجد عند بعض المصريين من عدم أحساسهم بالأغنية ولا بمصر !! وجعلني هذا أبدأ في كتابة مقال الذي عنوانه إزاي ومحتواه كله يدور حول نفس الكلمة . إزاي : السيد منصور العيسوي وزير الداخلية يتحدث وبكل ثقة أنه لا يوجد قناصة بالداخلية ولا صحة عما يتداول عبر صفحات الجرائد والوسائل الأعلامية الأخرى وأن وزارة الداخلية برئية براءة الذئب من دم ابن يعقوب ..معالي الوزير كيف لا يوجد في قسم مكافحة الأرهاب والمخدرات قناصة حتى أن لم يقوموا بقتل المتظاهرين في أحداث ثورة 25 يناير؟ إزاي : هناك مصريين يتنازلون عن جنسيتهم مثل الوزير السابق الهارب المتهم محمد رشيد والذي مثل لي الصدمة لأني كنت أشاهد في هدوءه ووقارة وحديثه عبر الشاشات براءة لا يمكن أن تظهر من رجل يعشق تراب الوطن بجانب غالي وحسين سالم رغم اختلافهم عنه ,كيف كان يفكر النظام السابق في اختيار من يتولوا زمام الأمور ويتحكموا بمصائر الشعب ويحمونه ومصالحه ؟ إزاي : بعد الثورة التي جاءت لتمحو الظلم والاستبداد والجهل وأيضا التعالي على الشعب من قبل المحافظيين ومن يتولوا المهام الكبرى ثم يأتي محافظ القاهرة ليصرخ بوجه الأعلامي محمود سعد قائلا له : حضرتك متدخلش في شغلي ولا تنتقده ..أنت ملكش حق .رغم أن انتقاد المسئوليين ومراقبة عملهم هو من اختصاص كل مواطن مصري وليس الأعلاميين فقط . إزاي : تقوم ثورة في بلد وليست انقلاب عسكري ولا يسقط كل المسئوليين والقوانين التي أدت الى تدهور الحالة الأقتصادية والسياسية والأجتماعية ,ويحاكم المذنبون بنفس القوانين التي سنوها ليحموا بها أنفسهم رغم أنف الثوار ويتحكم بهم من يقوموا بالثورة . إزاي : يوجه الى أي شخص مهما كان قدره وسلطته في زمن ما مثل الرئيس المصري المخلوع ويوضع بمستشفى تحت الراعاية الطبية والحبس الأحتياطي ويسمح لزوجته بمرافقته والزيارة وقتما يشاء !!! ما كل هذ التفرقة – المحسوبية – ألم نتخلص من تلك المصطلحات بثورتنا. إزاي : لم يتم العثور على المحرضيين والمشتركين في قتل الثوار ومحاسبتهم والقصاص منهم ونطالب أهالي الشهداء بالتريث والتعقل والهدوء و ( البرود ) والتفريط في دم أبنائهم . إزاي : ثورة قام بها شباب الوطن وضحوا بأنفسهم ويخلوا مجلسها ووزارتها من عناصر شاب قادمه بثورتها على الظلم والفقر لتغير وتطور وتبني مستقبل تلك الأمة . إزاي : لم يظهر الى النور حتى الآن من يجمع عليه ولو 30 % من الشعب المصري رجل يستحق ثقتها ويكون له الأفضلية في الترشح لرئاستها. إزاي : تتصارع حتى الآن كل القوى السياسية ( ان كان هناك قوى سياسية ) ولم يفكر حزب أو جماعة في الأتحاد وتنحية الخلافات جانبا ووضعوا مستقبل مصر أمامهم وليس خلفهم . إزاي : لا نستطيع حتى الآن تطهير أجهزتنا الأمنية وإعادة هيكلتها ,كيف لكل عقلاء وأساتذة القانون لم يقترحوا أو يفكروا أن حتى القيادات الأمنية الصغيرة تحتاج الى إعادة تأهيل نفسي لأننا نعلم جيداً أن هناك من بينهم من تعلم السادية والظلم من مرؤسيه السابقين . إزاي : يوجد العديد من الشباب الآن يمارسون نشاطهم السياسي خلف شاشات الكمبيوتر ويشنون الهجمات والمعارك والكفاح – أون لاين – ونسوا أن الشارع أحق وأجدر وأن الذي يجلس خلف شاشه مثلك يستطيع قول ما يشاء وعلى دراية بأكثر منك في بعض الأحيان , نحن أمة صنعت ثورة من التكنولوجيا ولكن لا نستطيع بناء أمة منها. إزاي : هناك من يشنون هجمات قوية على الثورة وعلى شبابها وهم مثل كتائب منظمة ينتشرون في المواصلات العامة والمصالح الحكومية كأن ما يقولونه ديناً جديد يبشرون له ومن يدافع عن الثورة يدافع في الخفاء كأنه يحمل مجلة أباحية جاء بها من مدرسته الثانوية وهو صغير. أخشى أن يكتب الشاعر العبقري نصر الدين ناجي أغنيته الجديدة بعنوان إزاي ولكن يقول فيها على لسان مصر : إزاي أنا رافعه راسكوا وانتوا بتحنوا فيها إزاي !!!!