أجرى النائب السابق طلعت السادات حواراً، ثم قدم بلاغاً للنائب العام.. والذين قرأوا الحوار، كانوا لا يشكون لحظة، أنه سوف يتقدم بالبلاغ.. وإن كنت أظن أنه قد قرر أن يقوم بالفعلين فى وقت واحد.. سواء مّهد للبلاغ بالحوار، أو قدم البلاغ ثم شرحه بالحوار.. على أى حال كان هذا هو ما اطمأن إليه وجدان الرجل.. فقدم أول بلاغ مثير من نوعه فيه وفى أسرته للنائب العام! ولم نعرف أن أحداً قد تقدم ببلاغ فى نفسه، قبل طلعت السادات.. جايز إنه يريد أن يشكو بعض أقاربه وأشقائه لتضخم ثرواتهم.. وجايز إنه يريد أن يتطهر هو الآخر، ويحصل على خاتم البراءة.. خاصة أن هناك من اتهمه فى وقت من الأوقات بالتربح فى عهد الرئيس المخلوع.. وجايز يريد أن يضع ابن عمه - جمال السادات فى خانة اليك.. ثم يحاكم السيدة جيهان السادات سياسياً! الجديد أن د. عبدالمجيد محمود، النائب العام، قد أصدر قراراً بإحالة البلاغ المقدم الأربعاء الماضى، من طلعت السادات، للتحقيق فى ثروته وثروات كل من شقيقيه، محمد أنور وزكريا أحمد عصمت السادات، وابن عمه جمال السادات، إلى جهاز الكسب غير المشروع، لاتخاذ إجراءات التحقيق.. وكان طلعت السادات قد اتهمهم بالاتجار فى الأراضى فى عدة مناطق.. وطالب بالتحقيق فى مصادر ثرواتهم! ولو عدنا لتاريخ اليوم الذى تقدم فيه بالبلاغ.. لوجدنا أن يوم الأربعاء هو اليوم الذى صدرت فيه صحيفة «روزاليوسف» تتضمن حواره المثير.. وهو نفسه اليوم الذى تقدم فيه بالبلاغ للنائب العام.. معناه أنه كان يستعد لهذه اللحظة.. ويريد أن يكون لها الدوى المناسب.. وفى تقديرى أنه يريد أن يحاكم جمال السادات، والسيدة جيهان سياسياً.. قبل أن يتحدث عن مصدر الثروة! فمنذ سنوات، والنائب طلعت السادات يتحدث عن موقف جيهان السادات وجمال السادات، من قضية اغتيال الرئيس الراحل.. ويتساءل فى كل موضع: لماذا لا تريد جيهان السادات فتح هذا الملف، وتجعل الكلام فيه بيدها وحدها؟.. ولا يعرف لماذا لا تريد لأحد أن يتحرك، مع أن الكلام عن حادث المنصة قد تجدد بعد خروج آل الزمر من السجن.. وتحمس الساداتيون له.. إلا السيدة جيهان! وربما يكون هذا هو الذى أثار طلعت السادات.. وجعله لا يقف عند حد المحاكمة المالية فقط.. فقرر أن تكون محاكمة سياسية أيضاً تطال العائلة والذين تورطوا فى حادث المنصة.. لتكون محاكمة مالية وسياسية فى وقت واحد.. والمحكمة هى التى تعطى البراءة.. أو تدين أطرافاً جديدة.. أو تضع الجميع فى مواضعهم الطبيعية.. سواء كان هو أو أسرة السادات لتراخيهم فى القصاص للرئيس الراحل! هناك غصة فى حلق طلعت السادات.. يصاحبها استغراب ودهشة، وربما علامات استفهام.. لماذا ترفض جيهان السادات فتح ملف مقتل السادات؟.. يقول: أنا باستغرب إن كل ما يتفتح الموضوع تقول محدش يتكلم فى الموضوع ده إلا أنا، رغم أن احنا اتكلمنا فى وقت ماكنش فيه شنب فى مصر يقدر يتكلم غيرنا، يمكن مدام جيهان شايفة أن السادات مات طبيعياً، أو يمكن السادات أوصاها وقال لها والنبى يا «جيجى» لما أموت «اكفى على الخبر ماجور»! الكلام خطير جداً.. سواء ما يتعلق بمصدر الثروة.. أو ما يتعلق بمقتل السادات.. هو خطير لأنها ربما تكون المرة الأولى، التى يبلغ مواطن عن نفسه وأسرته.. وخطير لأن النائب العام أحال البلاغ للتحقيق.. وخطير لأنه يتعلق بملف الثروة والسلطة.. وهى ملفات لاتسقط بالتقادم.. سواء لأسرة مبارك، أو أسرة السادات!