ابدى الرئيس العراقي جلال الطالباني يوم الجمعة تخوفه من احتمال ان تؤدي الانتفاضة الشعبية في سوريا الى وصول "قوى متطرفة" الى سدة الحكم في سوريا وقال ان مثل هذا التطور سيؤدي الى افراغ الربيع العربي من محتواه الحقيقي. وعارض الطالباني فكرة التدخل العسكري الاجنبي في سويا وقال انه "شيء مخيف". وقال الطالباني في مقابلة تلفزيونية مع قناة العراقية الرسمية بثت في وقت متاخر مساء الجمعة "لا اخفي اننا قلقون من البديل (في سويا)...نحن خائفون من الطرف المتطرف اذا حل محل الوضع القديم (الحالي).. نخاف اذا جاءت قوى متطرفة تعادي الديمقراطية وتعادي العراق الديمقراطي وتعادي المغزى الحقيقي للربيع العربي." وتاتي تصريحات الطالباني وهو كردي بعد ايام من تحفظ الحكومة العراقية على قرار الجامعة العربية تعليق مشاركة الوفود السورية في اجتماعات الجامعة. وقال الطالباني انه يعارض التدخل العسكري الاجنبي في سوريا مبديا تاييده لمساعي الجامعة العربية في حل الازمة السورية. وقال "نحن نعارض التدخل الغربي المسلح ونعتقد ان المبادرة العربية يمكن ان تكون اساس صالح للحل في سوريا." ووصف التلويح التركي باحتمال التدخل في سوريا بانه "شيء مخيف". وكان رئيس الحكومة نوري المالكي قد دعا الشهر الماضي السطات في سوريا الى انتهاج اسلوب ديمقراطي والعمل على انهاء سياسة الحزب الواحد الحاكم. وقبل يومين حذرت الكتلة البرلمانية لرئيس الحكومة العراقية من احتمال انزلاق الاوضاع في سوريا وتداعياتها على الوضع العراقي " سياسيا وامنيا". وانتهت يوم الجمعة المهلة التي حددتها جامعة الدول العربية لسوريا كي توقع على اتفاق يسمح بنشر مراقبين في البلاد دون تلقي اي رد من دمشق. وقالت تركيا انها لم تعد تتحمل المزيد من اراقة الدماء في سوريا. ويخشى القادة الشيعة في العراق من ان تؤدي الانتفاضة الشعبية في سوريا الى اسقاط نظام بشار الاسد وهو علوي ووصول متشددين سنة الى الحكم. وتقول الاممالمتحدة ان أكثر من 3500 شخص قتلوا منذ مارس اذار غالبتهم من المدنيين الذين قتلوا بالرصاص لدى خروجهم الى شوارع البلدات والمدن السورية للمطالبة بانهاء حكم الاسد. ورحب الطالباني بالتطورات التي شهدتها تونس وما نتج عن الانتخابات التي اوصلت تحالفا علمانيا اسلاميا لتقاسم السلطة ووصف تلك التطورات بانها "بديل جيد". وانتقد الطالباني المباحثات العراقية الامريكية ومانتج عنها من عدم اعطاء جنود او مدربيين امريكيين الحصانة للبقاء في العراق. وقال ان العراق بحاجة الى وجود امريكي بعد العام 2011. وقال "هناك خلل كبير في الدفاع الجوي والبحري وكذلك في استخدام الاسلحة الجديدة. انا اطلعت كرئيس جمهورية على تقارير من الضباط المسؤوليين في الجيش العراقي من القوة الجوية والبحرية والدروع ومن المشاة .. كل هذه التقارير تبين احتياج العراق الى وجود امريكي على الاقل مدربين امريكيين لانهم يقولون اننا لسنا قادرين على حماية اجوائنا ومياهنا ولا على استعمال الاسلحة التي سنشتريها او التي حصلنا على بعض منها من الامريكيين." واضاف "ضباط الجيش العراقي قاطبة بدون تمييز يريدون بقاء معينا للامريكيين سواء كمدربين او كقوة مساعدة للعراق ضد الارهاب وضد التدخل الخارجي." وقال ان المواقف السياسية هي التي دفعت بالاخرين الى اتخاذ مواقف ادت بالنتيجة الى عدم اعطاء الامريكيين الحصانة التي اشترطوها للبقاء في العراق. وقال "انا اعتقد انه كان هناك عدم تقدير صحيح لضرورة وجود المدربين الامريكيين في العراق." وأضاف ان رئيس الحكومة الذي سيزور واشنطن قريبا سيحاول ايجاد حل لمشكلة المدربيين مشيرا الى أن التعاقد مع شركات خاصة قد يكون احد هذه الحلول. وقال "وقد نتفق مع بعض الدول الاوربية على تدريب العراقيين على استعمال الاسلحة الامريكية التي اشتريناها."