للمرة الثانية في أقل من يومين يؤكد الرئيس العراقي جلال الطالباني أن القوات البريطانية ستنسحب نهائيا من العراق بحلول نهاية العام المقبل 2006. فقد قال الطالباني في مقابله أجرتها معه قناة (اي.تي.في) ضمن برنامج جوناثان ديمبلبي: "لا نريد القوات البريطانية للابد في العراق. في غضون عام واحد وأعتقد بحلول نهاية عام 2006 ستكون القوات العراقية جاهزة لتحل محل القوات البريطانية في الجنوب." غير أن الرئيس العراقي شدد على أن سحب القوات الأجنبية في الوقت الراهن سيمثل "كارثة" على العراق بل وسيؤدي إلى حرب أهلية. يذكر أن الطالباني كان قد قال في مؤتمر صحفي في العاصمة الإيطالية روما يوم السبت الماضي إنه قد يتسنى التوصل إلى اتفاق على انسحاب القوات الأجنبية من البلاد بحلول نهاية عام 2006 . كما أن بريطانيا كانت قد أعلنت أنها ستبدأ في سحب قواتها البالغ قوامها نحو 8000 جندي في العراق بمجرد أن ترى القوات العراقية أنها قادرة على الحفاظ على أمن البلاد إلا أنها لم تحدد جدولا زمنيا معينا. وتتركز القوات البريطانية بصورة عامة في جنوب العراق والذي كان يحظى بقدر من الاستقرار أكبر منه في مناطق أخرى لكن أحداث العنف هناك تصاعدت خلال الأشهر الأخيرة. من جانبه صرح الجنرال العسكري البريطاني البارز سير مايك جاكسون بأن القوات البريطانية قد ترحل عن العراق خلال العام المقبل أو نحو ذلك محذرا في الوقت نفسه من تحديد موعد بعينه للانسحاب. وقال جاكسون في مقابلة أذاعها تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية: "نحاول تحقيق مجموعة من الشروط حتى نصل إلى المرحلة التي تكون لدينا عندها الثقة والأهم أن تكون لدى الحكومة العراقية والشعب العراقي عندها الثقة في أنهم يستطيعون فعلا الوقوف على أقدامهم." وأضاف: "حينما تتحقق تلك الشروط عندها سيكون الوقت مناسبا" للانسحاب. من ناحية أخرى صرح مستشار الأمن القومي العراقي موفق الربيعي بأن من سماهم "المُفَجرين الانتحاريين" الذين نفذوا هجمات في العراق كلهم تقريبا من العرب الذين دخلوا البلاد عبر الحدود السورية. وبحسب زعمه فإن أغلب هؤلاء المفجرين الانتحاريين سعوديون. وقال الربيعي في مؤتمر صحفي عقده في نهائية زيارة له في القاهرة: "لا يوجد لدينا أدنى شك في أن تسعة من بين كل عشرة من الانتحاريين الذين ينفذون عمليات انتحارية وتفجيرية في المدنيين العراقيين... هم من العرب الذين ينفذون من حدود سوريا... وأغلبهم من (الذين يحملون) الجنسية السعودية الذين يفجرون أنفسهم في العراق." وأضاف قوله: "إن من بين المقاتلين سوريين ولبنانيين ومصريين وجزائريين وسعوديين وانهم دخلوا العراق عبر سوريا ويتلقون دعما وتدريبات داخلها." وقال أيضا "نريد قرارا سياسيا تنفذه الأجهزة الأمنية السورية من اجل إيقاف نفاذ الانتحاريين من سوريا إلى العراق...هذا القرار مهم جدا أن يؤخذ على مستوى سياسي عالي في الشقيقة سوريا." تأتي تصريحات الربيعي وسط مطالبات أمريكية وبريطانية لسوريا ببذل المزيد لوقف تدفق المقاتلين الأجانب الذين يعبرون حدودها إلى العراق وبإغلاق معسكرات التدريب على أرضها. كان الرئيس السوري بشار الأسد قد شدد على أن سوريا تريد عراقا مُستقرا ولا تدعم المسلحين. وقال أيضا انه طلب من الولاياتالمتحدة المساعدة في إغلاق الحدود ولكنه لم يتلق أي مساعدة.