جدد الرئيس العراقي جلال الطالباني ، اليوم "الأحد" دعوته للجامعة العربية بالتدخل لمساعدة العراق في حل مشكلاته الداخلية، فيما أكد عمرو موسى الأمين العام للجامعة، عن استعداد الجامعة العربية للعب أي دور مطلوب منها في العراق لصالح العراقيين جميعا. وقال جلال الطالباني في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام للجامعة العربية في ختام زيارة طالباني، لجامعة الدول العربية، لقد طلبت بصفتي رئيس جمهورية العراق أن تتدخل الجامعة العربية وأمينها العام للمساعدة في حل المشكلة ، فهي جامعتنا ومن حقها أن تتدخل لصالح العراق، وذلك من خلال التشاور الأخوي لتقديم المساعدة. وحول تدخل دول الجوار في الشأن العراق .. قال " إننا نتجه للأشقاء العرب أولا ونطلب من الجامعة العربية أن يتدخل الأمين العام لحل المشاكل " . وقام الرئيس العراقي جلال طالباني ، بزيارة إلى مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، استقبله خلالها عمرو موسى الأمين العام وكبار المسئولين بالجامعة. وقد عقد الرئيس العراقي فور وصوله إلى الجامعة العربية جلسة مباحثات مع الأمين العام، أعقبتها جلسة مباحثات موسعة مع المندوبين الدائمين بحضور الأمين العام، تم خلالها استعراض الأوضاع على الساحة العراقية في ضوء الانتخابات التشريعية الأخيرة وأزمة تشكيل الحكومة. وتعد زيارة الرئيس طالباني إلى الجامعة العربية هي الثانية من نوعها كرئيس للعراق، حيث تكتسب أهمية خاصة في هذا التوقيت لبحث المساعي التي يمكن بذلها عربيًا من أجل المساعدة على تشكيل الحكومة العراقية الجديدة وتسمية رئيس الوزراء. وردًا على سؤال حول سعي الأكراد للتحالف مع الائتلاف الوطني ودولة القانون لتعزيز مكاسبهم السياسية .. قال الطالباني إن الأكراد دائما، هم عامل الحل، وليس سببا للمشاكل، وهم يبذلون جهودهم للتنسيق بين الأطراف في العراق، وتحقيق التعاون بين الجميع ويؤمنون بأن الحكومة يجب أن تكون حكومة وحدة وطنية حقيقية وأنه لا يمكن استثناء أي مكون من مكونات الشعب العراقي. وحول تفضيل الأكراد للتحالف مع أي الكتل .. قال أنا كرئيس دولة أقف على مسافة واحد من جميع الكتل، فدور الرئيس هو التقريب، أما الكتلة الكردية أو التحالف الكردستاني فله علاقات تاريخية مع الطرفين، منذ أيام المعارضة . وقال الرئيس العراق جلال الطالباني - في رده على أسئلة الصحفيين- إننا طلبنا من القاهرة أن تبذل جهودها للتقريب وجهات النظر المختلفة بين الكتل العراقية. وردًا على سؤال حول هل تم التطرق لموضوع استضاف العراق للقمة العربية القادمة .. قال طالباني نعم ناقشنا هذا الموضوع ، ثم وجه حديثه للإعلاميين قائلا "نراكم في بغداد إن شاء الله ". من جانبه قال عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية نحن على استعداد على الدوام ونحن على استعداد للعب أي دور مطلوب منا لصالح العراقيين جميعا حينما يتم الإحتياج إلينا .. وذلك في إطار هذه المسيرة العراقية نحو حكومة وحدة وطنية وفي إطار المصالحة العراقية وفي إطار عراق واحد لامكان فيه ولا يجب أن يكون فيه مكان للطائفية ولا وللمذهبية. وقال إن تحديد المطلوب من الجامعة العربية سيكون وفقا للظروف والتطورات، وأردف قائلا الرئيس العراقي وجه دعوة للجامعة في هذا الشأن، والمباحثات كانت صريحة . وتابع قائلا "الجامعة العربية ملتزمة بخطها السياسي القائم على المصالحة الوطنية، ووقف التجمعات الطائفية والعرقية وغيرها التي يمكن أن تودي بالعراق إلى مشكلة كبرى في حاضره ومستقبله. وأوضح أن الكل واعي لهذا .. وأنا مطمئن للعقل والوعي العراقي، وفهمه لطبيعة المرحلة وحساسيتها وخطورته. وقال عمرو موسى إن العراقيين يعملون سويًا، ويحاولون جس المواقف، ويحاولون التوصل لتوافق وعقد البرلمان، نتركهم وننظر إليهم ونتابعهم ونساندهم وعلى تواصل مستمر بهم. وقال إننا لا نتدخل في كيفية التصرف السياسي العراقي، ولقد اطمأننا على مجرى الانتخابات ومسار العملية الانتخابية، ونتائجها، والأمر الآن محكوم بالرغبة في الوصول لحكومة وحدة وطنية يكون الجميع مرتاحون في تشكيلها، وهي التي تستطيع أن تقود العراق في المرحلة القادمة. واعرب عن تفاؤله بالقول إن كلنا تفاؤل بالعملية الانتخابية العراقية التي أقبل عليها جموع الناخبين العراقيين في محاولة لإعادة بناء العراق، وبنتائجها التي أظهرت أن الشعب العراقي، يريد أن يرى العراق واحدا، ولاتفرقة لا على أسس طائفية أو مذهبية وغيرها، وهذه كلها عوامل إيجابية تجعلنا نطمئن أن شعب العراق واع للمخاطر المحدقة بوطنه. ولفت إلى أن كلام الرئيس العراقي جلال الطالباني جعلنا نطمئن أن المسيرة هي لتشكيل حكومة وحدة وطنية تقود العراق في المرحلة تأخذ في الاعتبار نتائج الانتخابات ومايقوله الدستور. وأوضح أن الرئيس العراقي نفسه وآخرون كثيرون داخل العراق وخارجه وهناك الجامعة العربية تريد أن تدفع بالعراق للإمام، وأن يتم يتم تجنيبه الأخطار وأن يتعاون الكل دون دعم لحركة الطائفية في البلاد. وشدد على ضرورة ألا تكون المسألة طائفية، لأن مثل هذا التيار يجعلنا نعود لنقطة الصفر . إلى ذلك،، أجرى الرئيس العراقي جلال طالباني خلال زيارته للقاهرة التي أختتمها اليوم الأحد مباحثات مكثفة مع الرئيس المصري حسني مبارك ورئيس وزرائه أحمد نظيف ووزير خارجيته أحمد أبو الغيط والوزير عمر سليمان رئيس المخابرات العامة المصرية والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، تتعلق بالأوضاع السياسية في العراق، وخاصة بعد الانتخابات النيابية التي جرت في السابع من شهر مارس 2010 الماضي وسعي الجميع لتشكيل حكومة شراكة وطنية. وعقد الرئيس المصري حسني مبارك، بمقر الرئاسة المصرية قمة ثنائية مع الرئيس العراقي جلال طالباني، تناولت العلاقات الثنائية بين مصر والعراق، وسبل تعميقها في المجالات المختلفة، علاوة على استعراض آخر التطورات على الساحة العراقية، وجهود تحقيق الاستقرار في العراق في ضوء نتائج الانتخابات الأخيرة، وهنأ الرئيس مبارك بالشفاء التام من العملية الجراحية التى أجريت له فى ألمانيا. وصرح الرئيس العراقي جلال طالباني بأنه قدم الشكر الجزيل للرئيس حسني مبارك على ماقدمته مصر طوال تاريخها المجيد للشعب العراقي . وأضاف طالباني - في تصريح للصحفيين عقب القمة التي عقدها اليوم مع الرئيس مبارك قائلا - لقد طلبنا أيضا من الرئيس مبارك مساعدة العراقيين. وجدد الرئيس العراقي تقدير بلاده للموقف المصري المتوازن إزاء العراق والذي وصفه طالباني بأنه موقف مشكور من جانب العراقيين . وأستطرد الرئيس العراقي القول ..أنه تشرف اليوم بلقاء الرئيس حسني مبارك وأنه ابلغ سيادته بأن زيارته الحالية لمصر تهدف أولاً للاطمئنان علة صحة الرئيس مبارك بعد العملية الجراحية وتمنياتنا له بدوام الصحة. وقال طالباني أن زيارتنا لمصر تهدف أيضا لإطلاع الرئيس مبارك علي حقائق الوضع في العراق والظروف التي نجمت بعد الانتخابات الأخيرة.وأضاف .. لقد طلبنا من الرئيس مبارك أن يصدر توجيهاته لتفعيل اتفاقيات التعاون الموقعة بين مصر والعراق، مشيرًا إلى أن الرئيس مبارك "كان كريما كعادته ووعدنا بتنفيذ هذه المطالب بالسرعة الممكنة" . وكان الرئيس العراقي جلال طالباني قد استقبل الليلة قبل الماضية مدير المخابرات العامة عمر سليمان بحضور سفير مصر في العراق شريف كمال شاهين، حيث جرى بحث آفاق التعاون بين العراق ومصر بما يعزز مسيرة الأمن والاستقرار في العراق والمنطقة العربية . ومن ناحية أخرى إستقبل الرئيس العراقي جلال طالباني في مقر إقامته بالقاهرة مساء السبت فور وصوله القاهرة أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري وصرح الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير حسام زكي بأن أبو الغيط أعرب للرئيس العراقي عن الترحيب بزيارته إلى مصر في التوقيت الهام الحالي الذي يمر به العراق، معربًا عن وقوف مصر إلى جانب العراقيين جميعا وحتى يتمكنوا من التوصل الى المخرج الأنسب والأوفق لتشكيل الحكومة العراقية على ضوء نتائج الانتخابات الأخيرة . وأوضح الناطق الرسمي أن ابو الغيط أكد للرئيس العراقي على أن مصر تقف على مسافة واحدة من جميع القوى السياسية في العراق وأنها ومن هذا المنطلق، تشجع وتنصح العراقيين جميعًا بأهمية أن تكون الحكومة العراقية ممثلة لهم جميعا بكافة إنتمائتهم وطوائفهم وحتى يشعر الجميع بأن العملية السياسية في العراق هي بالفعل جامعة وشاملة بما يكسب العراق وحكومته المستقبلية المصداقية داخليا ودوليا . وقال الناطق الرسمي أن الرئيس العراقي أثنى خلال اللقاء مع الوزير أبو الغيط على نزاهة الدور المصري في العراق، مشيرًا الى أن مصر تمارس فعليا على خلاف دول أخرى سياسية عدم التدخل في الشأن العراقي . وذكر أن الوزير أبوالغيط أكد للرئيس طالباني ان مصر مستمره على سياساتها التي تحفظ لها احترامها ومصداقيتها في العراق وإن كانت لن تتوانى في توجيه النصائح الأخوية للعراقيين الذين يطلبون مشورتها لمصلحة العراق والوطن العربي، كما انها ستستمر في تكثيف التعامل على مختلف المستويات مع العراق على النحو الذي تقضي به اتفاقية التعاون الموقعة بين البلدين في عام 2009. ومن جانبه التقى الرئيس العراقي ظهر أمس "الأحد" رئيس مجلس الوزراء المصري أحمد نظيف جرى بحث الأوضاع السياسية في العراق وسبل تعزيز العلاقات الثنائية في كافة المجالات.. وقام رئيس الوزراء المصري بإقامة مأدبة غداء كبرى في احد الفنادق المصرية تكريمًا وتشريفًا للرئيس العراقي والوفد المرافق.