الطالبانى والمالكى صرح الرئيس العراقى جلال الطالبانى أمس الثلاثاء، بأن الحكومة العراقية لم تستكمل مشروع المصالحة الوطنية، ولم تحقق أهدافه، وأن الحكم فى العراق يجب ألا يكون على أساس مبدأ الأغلبية، بل مبدأ التوافق. وقال الطالبانى إن العراق يحتجز حاليا مئات المسلحين من دول عربية مختلفة، بالإضافة إلى وجود مئات الوثائق التى تثبت ضلوع دول عربية، فى التدخل فى الشأن العراقي. وأشار الطالبانى فى لقاء مع مجموعة من الصحفيين، إلى حجم الخلافات التى تعصف بالقوى والكتل السياسية، سواء المشتركة بالحكومة أو المشتركة بالعملية السياسية، وقال الطالبانى إن هذه القوى "ما زالت بحاجة إلى مصالحة وطنية". وتعتبر تصريحات الطالبانى انتقادا واضحا ومباشرا لحكومة رئيس الوزراء نورى المالكي، والتى تعلن باستمرار أنها نجحت فى تحقيق مشروع المصالحة الوطنية، وانتقد الطالبانى تصريحات سابقة لرئيس الحكومة، الذى طالب بأن يكون نظام الحكم فى العراق فى المرحلة المقبلة للأغلبية البرلمانية (الشيعية)، وقال الطالبانى إن العراق بوضعه الحالي، لا يحتمل مثل هذا المبدأ، مرجحا اعتماد الأسلوب الحالي، وهو مبدأ التوافق فى الحكم. وقال الطالبانى إن "الوضع العراقى الحالى، يتطلب أن يكون نظام الحكم فى العراق، وعلى الأقل للمرحلة المقبلة، توافقيا كما هو الحال عليه الآن"، وأضاف أن "العراق بحاجة إلى مثل هذا الحكم، لأننا ما زلنا نتخندق فى خنادق طائفية وقومية، وهذا واقع ولا يمكن تجاهله." وكان المالكى طالب بأن يكون نظام الحكم فى العراق للدورة البرلمانية المقبلة، والتى أمدها أربع سنوات، تبدأ بداية العام المقبل، للأغلبية البرلمانية. وحمًل المالكى مسؤولية الكثير من الأخطاء، التى ارتكبت خلال الفترة الماضية، على مبدأ التوافق الذى تبنته القوى السياسية العراقية، التى اشتركت بالعملية السياسية منذ عام 2003. وتعتبر الكثير من القوى والأحزاب والشخصيات السياسية، أن مبدأ التوافق كان تكريسا واضحا لعملية المحاصصة السياسية على أسس طائفية، وقال الطالبانى إن تجاهل مبدأ التوافق، واللجوء إلى حكم الأكثرية، "غير ممكن واقعيا، إذا كنا نريد لملمة الشعب العراقى". وكشف الطالبانى فى حديثه، عن امتلاك العراق لأدلة تثبت ضلوع دول عربية فى التدخل فى الشأن العراقي، وقال "لدينا مئات المعتقلين من دول عربية، ولدينا المئات من الوثائق تثبت تورط دول عربية فى الشأن العراقى"، وأضاف "لكننا لا نريد الإعلان عنها، لأننا نسعى إلى حل هذه الخلافات عن طريق الحوار الهادىء والمباشر"، ورفض الطالبانى تسمية أى من هذه الدول العربية.