خالد منتصر يكتب :طبيب مصرى يكشف لغز وفاة عرفات

هاتفنى د.مدحت خفاجى، أستاذ الجراحة بمعهد الأورام وأحد المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية، تعليقاً على مقالى عن لغز وفاة ياسر عرفات، المعلومات الطبية والسياسية التى قالها لى د.مدحت تستحق الاهتمام، وهذا ملخص تلك المعلومات التى لابد أن تطرح لنقاش أوسع:

من وقائع الفترة الأخيرة فى حياة الزعيم ياسر عرفات، يتبين أنه فى الأغلب توفى إثر تسمم شديد بمادة مشعة، فى الأغلب يطلق عليها بولونيوم ??، وذلك للأسباب التالية:
توقف النخاع العظمى للزعيم عن إنتاج كريات الدم والصفائح الدموية فى الأسابيع الأخيرة قبل الوفاة، وكان ينقل له يوميا عدد من وحدة الصفائح الدموية، مثل ما هو موجود فى أى بالغ، لأن العمر الافتراضى لتلك الصفائح ? ساعات فقط.
توقف إنتاج الصفائح الدموية والتى يحتاجها المريض لمنع حدوث نزيف للدم من كل أنسجة الجسم، ينتج عن أحد ثلاثة أسباب:
توقف نتيجة لضمور فى النخاع العظمى غير معروف السبب (Aplastic anemia) وهو بطىء ويمكن علاجه حاليا بعملية زرع الخلايا الجذعية من أحد إخوته، وكانوا كثرة فى هذا الوقت، وذلك من دمهم مباشرة، وكانت شقيقته «يسرا» لم تتوف بعد وشقيقه د.فتحى عرفات، لكن الفريق الطبى الفرنسى لم يطلب متبرعين من أشقائه لزراعة الخلايا الجذعية للنخاع منهم، وهذا دليل على أن هذا التشخيص لم يكن وارداً.
تعاطى مواد سامة تؤدى إلى انهيار وظائف النخاع العظمى، وهذا التأثير مؤقت ويتعافى المريض منه بعد توقف أخذ المادة السامة، وهو ما حدث بعد نقله من رام الله بالطائرة إلى باريس وابتعاده عن مصدر أى تسمم جنائى، وفى هذه الحالة كان لابد أن تتحسن صحته ويعود النخاع العظمى إلى العمل، لكن الذى حدث هو العكس، فقد خرج من رام الله وهو يلوح للجماهير، وقد ساءت صحته بعد ذلك فى المستشفى الفرنسى، وبذلك نستطيع استبعاد هذا السبب.
تعاطى مادة مشعة تتركز فى النخاع العظمى وتؤدى إلى ضموره نهائيا، خصوصا مع المواد المشعة مثل الكوبالت المشع أو بولونيوم ?? والذى يمتد نصف عمره إلى آلاف الأعوام (الكوبالت المشع يمتد إلى أربعة آلاف عام)، ولا يوجد علاج لهذا التسمم ويؤدى إلى الوفاة قطعيا، ولا تصلح معه زراعة النخاع، لأن المادة المشعة متركزة فى النخاع وتقتل أى خلايا فيه تنتج مكونات الدم من الصفائح وخلافه.
تصريح أريل شارون قبل وفاة الزعيم ياسر عرفات بستة أشهر أنه سيتوفى بعد ? أشهر، وذلك نقلا عن السفير محمد صبيح، سفير فلسطين بالجامعة العربية، عندما قابلته شخصيا بعد وفاة الزعيم ياسر عرفات بأسبوعين، وأبديت له استعدادى لتكوين لجنة من خبراء السموم فى مصر لبحث الموضوع، ويمكن وضع جهاز جيجر فوق جثة الزعيم لمعرفة إذا كانت بها مادة مشعة من عدمه، وللأسف لم يوافق السفير.
وقد صرح لى السفير محمد صبيح بأن جهة مخابراتية حاولت قتل الزعيم عند وجوده فى بيروت بواسطة وضع السم فى إحدى حبات الأرز بواسطة طباخه اللبنانى.
عندما كونت لجنة منذ أكثر من عام لبحث أسباب وفاة الزعيم ياسر عرفات، طلبت الدكتور عبدالله البشير فى عمان، رئيس اللجنة وأدليت له بأقوالى وأبديت استعدادى للشهادة أمام اللجنة.