استبعدت الحكومة الهندية إجراء محادثات سلام مع المتمردين الماويين الذين قتلوا أربعة وعشرين عضوا فى الحزب الحاكم فى هجوم جرى مطلع الأسبوع على ولاية شرقى البلاد، وقالت الحكومة إن المتمردين لا يولون اهتماما بالعملية الديمقراطية. وقال "سى. بى. إن سينج"، المسئول الحكومى البارز، إن الحكومة عرضت فى الماضى إجراء محادثات مع المتمردين، ورغم ذلك لم يتقدم أحد، وبدلا من ذلك، طالب الماويون الحكومة بسحب آلاف الجنود شبه العسكريين المنتشرين لقتال المتمردين فى عدة ولايات. وأبلغ سينغ قناة "سى إن إن - آى بى إن" الإخبارية اليوم الثلاثاء "انتهى وقت الحديث"، مضيفا أن المتمردين ليس لديهم اهتمام فى الحوار مع الحكومة، وأردف قائلا "أعتقد أننا بحاجة إلى إعادة النظر فى الوضع". ويقاتل المتمردون، المعروفون بالنكساليين، الحكومة المركزية منذ أكثر من أربعة عقود، مطالبين بتوفير أراض وفرص عمل للمزارعين الأجراء والفقراء. ومنذ عام 2005، قتل أكثر من ستة آلاف شخص - من بينهم مدنيون وأفراد من قوات الأمن ومن المتمردين أنفسهم- إثر العنف الماوى فى أنحاء البلاد، وفقا لبيانات أحصاها معهد إدارة الصراع. ويأتى تأكيد سينج بعد قيام آلاف الجنود بالبحث عن المهاجمين فى معقل المتمردين الماويين بين الغابات الكثيفة فى ولاية تشاتيسجار. وجاء كمين يوم السبت رغم مزاعم الحكومة بأنها أضعفت إلى حد كبير العصابات المتمردة، التى تعتبرها أكبر تهديد أمنى داخلى فى البلاد. واستهدف هجوم الماويين سياسيين من حزب المؤتمر الحاكم فى الهند أثناء عودتهم من حملة مع عشائر القبائل الأصلية فى أحد معاقل للمتمردين. وكانت ماهيندرا كارما، المسئول بالحزب، والذى أسس ميليشيا "سلوى جودوم" المثيرة للجدل لمحاربة الماويين. وكان يتعين كبح جماح سلوى جودوم بعدما اتهمت بارتكاب فظائع ضد القبليين الذين تزعم حمايتهم. من جانبها، قالت هيئة الإذاعة البريطانية (بى بى سى) إنها تلقت رسالة مساء أمس الاثنين من المتمردين يقولون فيها إنهم نفذوا الهجوم احتجاجا على "السياسات المناهضة للشعب" التى تنتهجها الحكومة. كما قالت بى بى سى إن المتمردين قدموا اعتذارا عن مقتل بعض الأبرياء فى الهجوم.