نفى خبراء وعاملون في قطاع السياحة المصري، تحول بعض الشركات العاملة في القطاع من السياحة الشاطئية إلى السياحة الدينية أو العلاجية، وذلك في إطار الاستجابة للمتغيرات التي شهدها المجتمع المصري وصعود التيارات الإسلامية التي قلل بعض قادتها من أهمية العائدات السياحية بالنسبة للدخل القومي المصري، وأثار بعضهم إلغاء بعض الأنشطة السياحية التي قالوا إنها لا تتفق مع أحكام الشريعة الإسلامية أو ما أطلقوا عليها السياحة الحرام. وقال رئيس لجنة السياحة بجمعية رجال الأعمال، أحمد بلبلع، في تصريحات ل"العربية.نت"، إن هذه المتغيرات ليس لها أي أثار على الأنشطة السياحية الموجودة في مصر، مشيراً إلى أن قادة حزب الحرية والعدالة أكدوا خلال مؤتمر عقدته الجمعية مؤخراً أنه لن يتم المساس بهذا القطاع الحيوي والهام. وأضاف أن التيار السلفي وهو الأكثر تشدداً ليس هو الأغلبية في البرلمان، وبالتالي لن يكون هناك متغيرات سلبية تطال القطاع من خلال التشريعات والقوانين التي تسن في برمان الثورة. وأشار بلبع إلى أن الخطورة الحقيقية على القطاع تتمثل في الأحداث التي تشهدها مصر وسيطرة حالة عدم الاستقرار الأمني والسياسي علي الساحة المصرية، متوقعاً حدوث مزيد من التراجعات في عائدات القطاع خلال الفترة المقبلة. وقال إن الأيام القليلة الماضية شهدت أكثر من واقعة من شأنها أن تؤدي إلى مزيد من التراجعات في القطاع، حيث تم إغلاق هويس إسنا بمحافظة الأقصر أمام حركة السياحة النيلية ومازال آلاف السائحين وعشرات البواخر السياحية عالقين شمال الهويس وجنوبه بسبب إضراب مئات العمال الذين يطالبون بالتثبيت، هذا بالإضافة إلى أحداث بورسعيد الدامية. وكشف إحصائيات أوردها وزير السياحة المصري، منير فخري عبد النور، عن تراجع عائدات قطاع السياحة خلال العام الماضي بنسبة 30% مقارنة بعام 2010، حيث بلغ حجم العائدات نحو 8.8 مليار دولار فقط مقارنة مع 12.5 مليار دولار حققها القطاع في 2010. كما تراجع عدد السياح الوافدين إلى مصر بنسبة 33% خلال 2011 وانخفض عدد الليالي السياحية إلى 114 مليون ليلة مقارنة مع 141 مليون ليلة في 2010، كما تراجع معدل الإنفاق اليومي للسائح إلى 72 دولار يوميا مقارنة بنحو 85 دولارا في 2010. وقال أمين عام اتحاد الغرف الفندقية والسياحية لمحافظة جنوبسيناء، عادل شكري، إن الفترة القادمة لن تشهد أي تغيير في الأنشطة السياحية المتعارف عليها في مصر، وإن ما أثاره بعض قادة التيارات الدينية كان مصاحباً للحملات الانتخابية فقط، وبمجرد انتهاء هذه الحملات لم نسمع أي تصريح سلبي، خاصة أن أصحاب هذه التصريحات سقطوا في الانتخابات. ولفت شكري إلى أن جماعة الإخوان المسلمين وزراعها السياسي، حزب الحرية والعدالة، يتمتعون بالذكاء الذي يجعلهم لا يقتربون من هذا القطاع الذي يعد عنصراً مهماً من عناصر الدخل القومي المصري، ولذلك جاءت تصريحاتهم الأخيرة مبشرة. وأكد أن الأحداث التي تشهدها مصر تزيد من معدلات التراجع في القطاع الذي من المتوقع أن ينهار فجأة وفي أي وقت لأن المقدمات موجودة وكافية لانهياره. وقال مدير المبيعات بشركة روكا ترافيل، إن الشركات لن تلجأ لتغيير أنشطتها، فهل سيتم إلغاء السياحة الوافدة حتى تقوم الشركات العاملة في هذا النشاط بتغيير نشاطها، والمشكلة ليست في التصريحات التي يطلقها بعض قادة التيار الديني، ولكن بعض وسائل الإعلام تستغل هذه التصريحات بشكل يؤثر سلباً على السياحة، إضافة إلى حالة عدم الاستقرار الأمني والسياسي. وفي المقابل، أكد رئيس شركة نيفرتي ترافيل، أحمد البكري، أن بعض الشركات العاملة في قطاع السياحة بدأت بالفعل تغيير أنشطتها، والموضوع تجاوز التصريحات السلبية التي كانت تصدر عن بعض قادة التيارات الدينية، لأننا أمام أزمة كارثية تتمثل في عدم الاستقرار الأمني والسياسي. وأوضح البكري أن الأحداث الدامية والتجاوزات التي يشهدها الشارع المصري هي أحد أهم أسباب تراجع قطاع السياحة، وتساءل: ماذا نتوقع لقطاع السياحة في ظل قيام شريحة من العمال بإغلاق هويس الأقصر وترك الآلاف عالقين دون أن يكون هناك توجه حكومي لمساعدتهم في مواجهة العمال الذين يطالبون بالتثبيت.