الجنوب اليمنى يفاجئ العالم بقدرته على الاستقلال وتهاوي الجيش اليمني أمام رجال القبائل الجنوبية

فاجأ أهالي جنوب اليمن المراقبين للشأن اليمني من خلال إعلان معظم مناطق الجنوب محررة من الاحتلال اليمني على حد وصف الأهالي.
وانطلقت الجمعة 20 ديسمبر هبة شعبية جاءت رداً على مقتل زعيم قبلي جنوبي برصاص جنود الجيش اليمني , وأعطت قبائل الجنوب مهلة للجيش اليمني بإخلاء المعسكرات وتسيلم قتلة الزعيم القبلي سعد بن حبريش إلا أن الجيش اليمني تجاهل دعوات رجال القبائل قبل أن تنتهي المهلة يوم الخميس.
ومنذ بدء الساعات الأولى ليوم الجمعة قطعت الاتصالات بكافة أشكالها عن الجنوب لمدة تزيد عن 16 ساعة متواصلة قبل أن تعاد جزئيا.
وبعد دقيقتين فقط من بدء تدشين الهبة الشعبية الجنوبية شهد مبنى أمن المنطقة الجنوبية بمدينة التواهي بعدن انشقاقات في صفوف الجنود الشماليين المسيطرين على المبنى , وشهد محيط مبنى السجن في مدينة المنصورة اطلاق رصاص بشكل عشوائي من قبل مدرعات الجيش اليمني.
وانتشر الجيش اليمني بشكل كثيف في معظم طرق مدينة عدن , ومع الصباح بدت عدن خالية من البشر سوى جنود الجيش اليمني الذين قطعوا الطرق بين المديريات , وشهد شارع الشهيد مدرم بمدينة المعلا بعدن إقامة خطبتي وصلاة (جمعة الهبة الشعبية) , شارك فيها الالاف من أبناء مدينة عدن وأكدوا دعمهم للهبة الشعبية التي كانت قد دعت لها قبائل حضرموت وقوى الثورة الجنوبية.
وشارك المصلون بمسيرة ضخمة تحركت إلى ساحة العروض بمدينة خورمكسر وسط عدن , ولاحقاً فرض الجيش اليمني طوقاً أمنيا على مدينة عدن القديمة مانعاً الدخول والخروج منها وإليها.
وفي مدينة الشيخ عثمان العصب التجاري لعدن شلت الحركة تماماً وأغلقت المحال التجارية أبوابها , وحاول الجيش اليمني اقتحام المدينة .
وفي المنصورة أطلق الجيش اليمني الرصاص على الأهالي الذين يحاصرون مبنى الشرطة وسقط الطفل عمر محمد البيتي شهيداً بالإضافة لعدد من الجرحى بينهم طفلان ,واعتقل الجيش اليمني ثلاثة شبان جنوبيين أثناء مرورهم على النقطة الأمنية التي يقيمها جنوده على مدخل مدينة البريقة , ورفعت أعلام دولة الجنوب على مباني الشرطة وإدارات الأمن في مدينة عدن ولاحقاً اقتحم الجيش اليمني مدينة المعلا وأطلق الرصاص على المساكن والأهالي بشكل عشوائي مما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى بينهم امرأة.
وفي حضرموت ثاني كبرى مدن الجنوب أعلنت معظم مناطق حضرموت مناطق محررة من الاحتلال اليمني , ومنذ الدقائق الأولى للهبة تسلمت اللجان الشعبية ورجال القبائل معظم المباني الحكومية والمعسكرات التابعة للجيش اليمني بعد ,وغادر الجنود اليمنيون الشماليون ثكناتهم , وشهدت بعض المناطق مواجهات بين رجال القبائل والجيش اليمني انتهت بسيطرة رجال القبائل وفرار جنود الجيش اليمني , وكأنت أبرز المواجهات التي انتهت بسيطرة رجال القبائل على النقاط الأمنية المقامة في القطاع النفطي رقم 14 في المسيلة بحضرموت , وسقط 11 قتيلا من جنود وعشرات الجرحي من جنود الجيش اليمني إثر المواجهات مع رجال القبائل.
وشهدت مدينة سيئون إغلاق أسواق القات الذي يجلب من الشمال وسقطت الإذاعة والمباني الحكومية بأيدي الأهالي , وفي مدينة المكلا عاصمة حضرموت حاصر الأهالي مباني الشرطة والأمن وأطلق الجيش اليمني الرصاص على المتظاهرين وشارك مقيمون شماليون باطلاق النار على المتظاهرين مما أدى لسقوط الشهيد عمر علي بازنبور بالإضافة لجرحى آخرين , قبل أن يتمكن الأهالي من السيطرة معظم المباني الحكومية وإدارات الأمن في حضرموت.
وشهدت حدود الجنوب ترسيماً كاملا مع الشمال من قبل القبائل الجنوبية الذين أقاموا النقاط الأمنية وسمحوا للشماليين بمغادرة الأراضي الجنوبية باتجاه الشمال , وأعلنت يافع وردفان والضالع مناطق محررة كاملة من الاحتلال اليمني على حد تعبير أهالي تلك المناطق , وطالب جنود اللواء ال 33 التابع للجنرال علي محسن الأحمر –مستشار الرئيس اليمني – طالبوا الأهالي أن يسمحوا لهم بالخروج الآمن مقابل إخلاء معسكرهم وتسليم أسلحتهم.
وفي لحج الواقعة إلى الشمال من عدن سقط الشهيد عبد السلام المعطري شهيداً برصاص قناصة تابعين للمتنفذ الشمالي علي اليمني , وسيطر الأهالي بمعية رجال القبائل على معظم مناطق المحافظة وأعلن عن تحريرها.
وفي شبوة أعلنت المحافظة محررة من الاحتلال اليمني في حين بقيت أجزاء بسيطة من عتق العاصمة تحت سيطرة الجيش اليمني وتجرى حاليا المفاوضات بين رجال القبائل ووسطاء لتسليم المعسكرات للقبائل الجنوبية.
وشهدت المهرة مسيرات أكد فيها المشاركون استعدادهم للهبة الشعبية فيما أعلنت قبائل المهرة أن تشكل سنداً لبقية القبائل الجنوبية في مرحلة التحرير والانعتاق من الاحتلال اليمني.
ومن المتوقع أن تشتد الهبة خلال الأيام القادم , ويقول مراقبون أن اسقاط الجنوب بهذه الطريقة السليمة يشكل بداية استقلال الجنوب وقيام الدولة , وتوحد الجنوب الشمال عام 1990 إلا أن الشمال سرعان ماتراجع عن الوحدة باعلانه الحرب أواخر أبريل 1994 , وبعد ثلاثة أسابيع أعلن الجنوب فك ارتباطه مع الشمال , وانتهت الحرب بدخول الشماليين بمشاركة تنظيم القاعدة وقوات أخرى إلى مدينة عدن في يوليو 1994 وهروب القادة السياسيين للجنوب , ومنذ ذلك اليوم يقول الجنوبيون أنهم يخوضون نضالاً ضد محتل همجي.