ليس بالضرورة أن تكون فنانا مشهورا، أو ممثلا بارعا، أو رياضيا محترفا، أو مذيعا متميزا، حتى تطالك الإشاعات من أشخاص يتقنون فن الكذب المغلف والمزين بعدة أشكال،قد يصفك البعض بالمجنون، أو يمس بشرفك وينعتك بأقبح الصفات، والبعض الآخر يسقط عنك صفة الآدمية ويحولك إلى جني يسقطون عليه جميع مصائبهم. هناء من بين الأشخاص التي لعبت الإشاعة في حياتها دورا قاسيا، شابة في عقدها الثاني، تتمتع بجمال ملفت لنظر، وبأناقة واضحة لا يمكن إنكارها، مما جعل سكان حييها يضعونها بمثابة علامة إستفهام في صفحة ذاكرتهم، محاولين إيجاد جواب أو بالأحرى أجوبة، تشفي غليل فضولهم الزائد حول مكان عملها، بسبب أناقتها وتناسق مكياجها. يجب أن أظهر بشكل أنيق تقول هناء ل"الاسماعلية بريس" بحكم عملي كمضيفة استقبال فأنا هي واجهة المؤسسة التي أعمل بداخلها، ويجب أن أكون في أبهى حلة، وإلا ما جدوى أن أشتغل هذه المهنة، لكن أناقتي وتأخري في الرجوع إلى البيت ليلا بحكم وظيفتي جعل " أصحاب النفوس الخبيثة" يعتقدون أني فتاة من فتيات الليل ووصفوني بالعاهرة، ولازالت هذه الإشاعة تلازمني إلى حد الآن، لا يزعجني ذلك تضيف هناء ل" الإسماعلية بريس" بالعكس كلما أتذكرها أضحك بأعلى صوتي وأتأمل عقلية هؤلاء الأشخاص التي لا يمكن وصفها إلا بالساذجة والعقيمة. أحمد تذوق هو الآخر طعم سخافة الإشاعة، لكن بدرجة أفظع حسب قوله، أشتغل كمدرب رياضي في إحدى النوادي، وأتميز بطابع إجتماعي حيث يعجبني أن أتواصل مع الكل، لكن هذه النعمة تحولت إلى نقمة بالنسبة لي، فقد تغيرت نظرة الناس لي، في البداية لم أعرف السبب لكن عندما قمت بتحرياتي، علمت أنهم يلقبونني ب "زير نساء ومنحل أخلاقيا" جن جنوني حينها، لكن مع مرور الوقت حاولت تجاهل الأمر، ماذا عساي أن أفعل وأنا أقيم وسط أشخاص وصلت بهم درجة التفاهة إلى مقياس لا يصدق. وحسب المختصين، فإن الإشاعة تتطلب عقلية خاصة، سواء تعلق الأمر بمروج الإشاعة أو من متلقيها، لأنها تكون مبنية على القمع والخوف وانعدام التواصل، تؤدي إلى التراكم داخل نفسية الأشخاص، مما يولد نوعا من الإنفجار الذي يأخذ أشكالا كثيرة من بينها الإشاعة التي تعتبر شكلا من أشكال التعبير عن الرأي، ووسيلة يلجأ إليها مروج الإشاعة لإيصال رسالة إلى جهة ما.