القتلة لايؤمنون بالإنسانية، يسعدهم رؤية أجساد ضحاياهم تأكلها النيران، يسود لونها، وتنسلخ...، اعتقادهم دائمًا أن الحق هوالقوة، والبطش، وأن طالب الحق فاجر، وتاركه مطيع...، يعشقون الدم، يرون أنفسهم وكأنهم جيش من الحشرات البديعة تلمع في الظلام، هم عقاب الرب أنزله من السماء علي كل من يعصي أوامرهم. إن كان للماضي قتلة فإن حاضرنا لا يخلو منهم، كأنها دورة محكمة، تعيد حوادثها بنفس ممارسات التعذيب والتنكيل والقتل. هل تختلف قصص تعذيب قريش للمسلمين الأوائل في مكة عما كان يفعله الإخوان في رابعة، حينما سرقوا وأتلفوا المنشآت العامة، واستعانوا بمولدات خارجية، لاستخدامها فى الإضاءة ومكبرات الصوت وشيدوا الخيام، واحتلوا مسجد رابعة والمستشفى الذى خلفه، وأعدوًا فرفا لتعذيب معارضيهم داخل المستشفى، فما الفرق مثلًا بين تعذيب قريش للصحابي بلال بن رباح رضى الله عنه بحرمانه من الطعام والشراب وتجريده من ملابسه في أشد ساعات النهار حرارة ثم يطرح على ظهره فوق الرمال الحارة التي لو وضعت فوقها قطعة اللحم لنضجت، ثم يوضع فوق صدره صخرة كبيرة ويقول له سيده أمية بن خلف الجمحي ستظل هكذا أو تكفر بمحمد فلا يفتأ يردد أحد أحد، وما قاله عم محمد البواب الذي يسكن في حجرة تحت السلم مساحتها "متر x متر" هو وزوجته وأولاده بعدما ذهب ابنه ضحية لاعتصام خوارج العصر الإخوان المجرمين، حكى والد شهيد سلخانة الإخوان وقتها قائلًا: "اتسحر معانا يوم الجمعة الماضية وبحلول الثانية والنصف تركنا ليشترى بعض المتطلبات فاختفى، وأخذنا نبحث عنه ثلاثة أيام متتالية دون جدوى، حتى وجد أحد أهالي العمارة التى نعمل بها صورته بالصحف بعدما قتل، فذهبنا للقسم وأرسلوا معنا بأحد رجال المباحث لنتعرف على جثة ابنى الذى وجدته ب "بطن مفتوحة وفيه فتحات بدماغه وأبشع مشاهد التعذيب". وما فعلوه أخيرًا مع الدكتور يونس قنديل، الأمين العام لمنظمة مؤمنون بلا حدود، عندما عثرت السلطات الأردنية عليه في غابات العاصمة الأردنية عمان وعلى جسده آثار تعذيب، عقب اختطافه نحو 24 ساعة، فيما تزال الجهات الرسمية تجري التحقيقات لمعرفة الجناة ومن يقف وراءهم، بدأت القصة بجملة تحريضية، أطلقت شرارتها ديمة طهبوب، عضو البرلمان الأردني عن مقعد الإخوان، بعد أن طلبت من وزير الداخلية الأردني إلغاء مؤتمر تنظمه مؤسسة "مؤمنون بلا حدود"، التي يشغل قنديل منصب الأمين العام لديها، بزعم أن المؤتمر مخالف لأحكام الشريعة الإسلامية، بعدها تم اختطاف المفكر الدكتور قنديل وإجباره على النزول من سيارته من قبل 9 أشخاص مقنعين، لينصاع لهم بعد تهديده بالأسلحة الخفيفة، وجرى اصطحابه إلى غابة في منطقة اتوستراد الزرقاء بالقرب من محطة تنقية المياه، وعثر عليه مربطا ومعذبًا أبشع تعذيب، بحرق لسانه وكسر أصابعه، وجرحه بمناطق متفرقة من جسده، والكتابة على ظهره بالسكين، كأشارة ترهيب وترويع لكل الباحثين بالشأن الدينى. هذه هي حقيقة الإخوان، أعداء الأوطان، تاريخهم وواقعهم يشهد بدمويتهم، وإثارة الفتن، ومعاداة رجال الشرطة والجيش، ولكن...، "يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ". [email protected]