رمسيس الثانى وأمنحتب الثانى استعانا بالجواسيس خارج الامبراطورية المصرية قبل حروب التوسع صورة الشهيد ياسر عرفات تتصدر قسم السموم القاتلة ..وإدارة المتحف ترجح قتله عمدًا صديق سورى استقبلنى في مدينة كانت عجوز حتى سنوات قليلة مضت برلين عاصمة ألمانيا الموحدة ايام قليلة تجولت في شوارعها ومحلاتها ومقاهيها ..بعيدًا عن شمس غابت طوال الرحلة ..ومطر يتساقط فى تواصل وكأنه مارش عسكرى ..وقطع الثلج الأبيض التى تحيلك إلى مشهد مصرى غاب عنا ..حينما كان يجلس المنجد يجلد القطن بعصاه ..فتتطاير قطع القطن البيضاء . وبعيدًا عن برلين عاصمة الدولة الأوروبية الأقوى ..فلهذه المدينة وجه شاب لمدينة عجوز ..حطمت أسوارها ..وارتمت في أحضان الجيل الجديد الزاحف إليها من كل مكان ..الحكومة هناك منحت تسهيلات كبيرة لمن يبدع ..غضت الطرف عن تطبيق القوانين بصرامة ..منحت تسهيلات ضريبية، فقصدها مئات الآلاف من الشباب. برلين عكس أغلب مدن أوروبا و كل ألمانيا ..المحلات بعضها يسهر حتى اقتراب منتصف الليل ..المطاعم والمقاهى يسمح فيها بالتدخين "عادى " .. بل في بعضها يستطيع أحدهم تعاطى المخدرات ..خاصة تلك المملوكة لجاليات شرق أوسطية . صديقى قال سوف نتناول العشاء في مطعم مصرى ..وراح يجرى اتصالا بإدارة المطعم ..وبعد حوار طويل باللغه الألمانية لم افهم منه شيئًا إلا أن هناك مشكلة ..صديقى السورى قال لى لن نستطيع الذهاب قبل أربعة أيام ..المطعم محجوز بالكامل حتى موعد طائرتي ..كنت سعيدًا بنجاح المصريين في برلين ..رغم ندرتهم مقارنة بالأتراك الذين يشغلون مناطق كاملة . أمضينا يومنا وفي صباح اليوم التالى كنا على موعد في مول برلين وعلى الناحية الأخرى من الطريق قبل أن أعبر إلى المول ..لفت انتباهى عددًا من تلاميذ المدارس يقفون في طابور لدخول أحد المبانى ..وكانت لافته على أحد المبانى ..هنا متحف ألمانيا للجواسيس ..ثوان قليلة كانت كافية لأخذ نفسى ادفع 12 يورو ثمنًا لتذكرة الدخول ..خلف الأبواب الإلكترونية بهو كبير على جانبيه سجل بتاريخ المخابرات في العالم منذ البدايات ..في السقف علقت ثلاث وسائل تسجل التطور في هذا المجال الغامض ..بداية من الحمام الزاجل حتى طائرات الاستطلاع بدون طيار . مفاجأة مذهلة على اليمين في البهو ..فرعون مصرى يحتل اول صور المتحف ..أمنحتب الثانى ..مكتوب أسفل صورته " في عام 1419 قبل الميلاد ..وفي سبيل حفاظ المصريين القدماء على امبراطوريتهم كقوة عسكرية عظمى وحروبهم في كل مكان ..كانوا يحتاجون إلى معلومات موثوقة عن أعدائهم ..وكان يتم ذلك عبر إرسال الجواسيس باستمرار ..لقد صنعوا أول شبكة استخبارات في التاريخ .." صورة لتمثال أمنحتب الثانى تزين الجانب الأيمن لبهو متحف الجاسوسية الألمانى..امنحتب الثانى ..هو ابن تحتمس الثانى والملكة حتشبسوت .. ويعتقد أنه حكم في الفترة من 1427 إلى 1401 ق.م وحافظ الفرعون المصرى على الامبراطورية الآسيوية مستخدمًا قوته العسكرية العظمى في سحق أي تمرد، ففى السنة الثالثة لحكمه أرسل حملة إلى بلاد تخسي في شمال سوريا وكانت أول الحروب التي شنها على آسيا، وعثرت البعثات الأثرية على نقوش في أمدا والفنتين وفي أرمنت يفخر فيها أمنحوتب الثاني بقتله أمراء التخسي السبعة، وقاد في العام السابع من حكمه حملة إلى فلسطين بدأها ببلاد رتنو فأخضع أمراءها، ثم بلدة شماس أدوم واستولى عليها في مدة قصيرة ثم عبر نهر الأرنت واستولى على العديد من البلدان والقرى. اتجه بعدها إلى مدينة قادش التي ما أن علم أهلها بوجوده حتى ذهبوا يعقدون معه يمين الولاء والطاعة، وبعد ذلك اتجه إلى فينيقيا وعاد منها بغنائم كثيرة. وفى العام التاسع لحكمه أرسل حملة ثانية إلى شمال فلسطين لإخماد ثورة قامت فيها فهزم أهلها هزيمة نكراء، وأخذ منهم أسرى يقدر عددهم بتسعين ألف أسير، ووصل بجيشه إلى نهر الفرات بالعراق، ونتيجة لانتصاراته أسرع إليه أمراء آسيا محملين بالهدايا ومدينون بفروض الولاء والطاعة.وبعد العام التاسع لحكمه توجه أمنحتب الثاني إلى الاهتمام بشئون البلاد الداخلية . لم يكن امنحوتب وحده الذى تصدر بهو المتحف الألمانى ..كان إلى جواره فرعون مصرى آخر ..هو رمسيس الثانى الذين قالوا أنه من بين الفراعنة الذين استخدموا الجواسيس للحصول على معلومات الأعداء ..احساس بالفخر واحدى مشرفات رحلة تلاميذ إلى المتحف تقف وتقرأ للأطفال المكتوب عن الملك المصرى ..ولم افهم ما تقوله ولا اعى معنى اسئلة الأطفال لها ..لكن علامات الإعجاب من الأطفال الالمان زادتنى فخرا . إلى جوار الملك أمنحتب ..فرعون آخر من بلادى هو رمسيس الثانى ..ومكتوب اسفل صورته ..في 1274 قبل الميلاد خرج رمسيس الثانى إلى الحرب ضد الحثيين..وكاد يقع ضحية معلومات كاذبة تم الحصول عليها من جنود ألقي القبض عليهم .. وأنقذه معلومات حصل عليها بعدما اعتقلت مخابراته جواسيس الحيثيين ورغم ما وثقه الألمان في متحف ريما هو الفريد من نوعه في العالم ..الذى يفتح ابوابه للجمهور دون أى قيود ..عن اصل عالم المخابرات إلا أن هناك نقوشا على معابد الأجداد تشير إلى استخدام التجسس كأسلوب تأمين الإمبراطورية المصرية قبل 5200 سنة .عكس ما وثقه متحف برلين أن الفراعنة هم من استخدم علم المخابرات قبل 3200 سنه . عمومًا يسجل المتحف حضارات أخرى استخدمت اساليب مختلفة للحصول على المعلومات عن الأعداء ..كالحضارة اليونانية لكن جميعها جاءت متأخرة عن القدماء المصريين بأكثر من ألف عام . أما الطابق الثانى للمتحف فهو مخصص لجواسيس العصر الحديث ..منذ بدايات القرن العشرين حتى اغتيال ياسر عرفات .. جولة مثيرة للغاية حتى في وسائل العرض الحديثة ..تستطيع معرفة التفاصيل عن وسائل التجسس عبر الصورة أو الصوت ..وفي هذا المتحف يسجل الألمان كل ما حصلوا عليه من وسائل تجسس واشهر الجواسيس بداية من إخفاء الأدوات والمعدات في كل شيء تتخيله ، تهريب أجهزة ارسال في "كعب" حذاء ..تحويل "شمسية" عادية الى بندقية لتنفيذ الاغتيالات ..أوراق الكوتشينة تحولت بفعل عقول تسهر لتبتكر إلى وسيلة لتمرير الشفرات بشكل يصعب كشفه . ربما تمضى ساعات أمام وسائل العرض المتطورة ..حيل وافكار تذهب العقل ..من فكر في هذه الطرق من التخفى والتمويه ..وحتى الاغتيالات ..ولم أكن انسى المشهد العبقرى من فيلم مستر اكس ..وهو يفتح الجيتار لنجد بداخله مدفع رشاش ..وجدت هذه الحيلة سبق استخدامها في عالم الجواسيس ..ولا أدرى اين بدأت في العالم السرى للمخابرات ، او من خيال كتاب السيناريو في السينما . أى عربى يتجول في الطابق الثانى المثير ..سيتوقف بالتاكيد أمام قسم السموم ..التى تستخدم في الإغتيالات .. ..سبب واحد يجعلك تقف أمام إحدى اللوحات التى تحمل صورة الزعيم الفلسطينى الراحل ياسر عرفات ..ومكتوب عليها الزعيم الفلسطينى ياسر عرفات الحائز على جائزة نوبل ..ومن المحتمل أن يكون قتل بالسم . وجود صورة أبو عمار في قسم القتل بالسم في متحف المخابرات الألمانية يعد تعزيزا لتقارير كثيرة اشارت إلى تورط الموساد في قتل عرفات بسم البولونيوم 210