احمد الامام افزعتني حالة التلهف التي سيطرت علي قيادات الاخوان وذراعهم السياسية حزب الحرية والعدالة وبدوا جميعا غير قادرين علي كبح جماحهم للسلطة وتعطشهم للامساك بمقاليد الحكم ووضع اللبنة الاولي في مشروع الخلافة الاخوانية الذي طالما حلم به مؤسس الجماعة ومرشدها الروحي الامام حسن البنا .. الاخوان ملأوا الدنيا صياحا قبيل الاستفتاء علي التعديلات الدستورية واتهموا كل من يطالب بوضع الدستور اولا بالخيانة والعمالة والعمل ضد صالح البلاد حتي نجحوا في تمرير التعديلات الدستورية بالصورة التي ارادوها وتكررنفس السيناريو قبل انتخابات مجلس الشعب عندما رفضوا اي تأجيل للانتخابات رغم ان العقل والمنطق كانا يؤكدان ضرورة وضع الدستور اولا حتي تتضح فيه صلاحيات البرلمان الجديد واصروا علي اجراء الانتخابات قبل ان تلتقط القوي السياسية الاخري انفاسها وحصدوا الاغلبية الكاسحة باعتبارهم الفصيل السياسي الاكثر جاهزية الغريب ان تهافت الاخوان علي السلطة دفعهم بعد شهر واحد فقط للمطالبة بتشكيل حكومة ائتلافية وسحب الثقة من حكومة الجنزوري ويبدو ان لهفتهم في الفوز بالحقائب الوزارية انستهم ان الاعلان الدستوري الذي صوتوا لصالحه ووافقوا عليه لا يمنحهم الحق في سحب الثقة من الحكومة واستكمل الاخوان مسلسل التملص من كل التعهدات ..فبعد ان اكدوا انهم لن يقدموا مرشحا للرئاسة صدعوارؤوسنا في الايام الماضية بمواصفات المرشح الرئاسي الذي سيدعمونه وسيحصل علي بركات المرشد ..مرة يقولون لا نريده بخلفية عسكرية ومرة يؤكدون انهم لا يوافقون علي مرشحا اسلاميا وثالثة يقسمون انهم لن يدعموا اي مرشح محسوب علي مبارك ونظامه ..وناقص في الايام القادمة يطلعوا يقولوا عايزين مرشح عيونه خضرا وشعره اصفر! كل هذه التصرفات ليست غريبة علي من يعرف تاريخ الاخوان جيدا ولكننا لم نتوقع ان يكشفوا اوراقهم بهذه السرعة والسذاجة ويعلنون علي الملأ انهم رجال دنيا قبل ان يكونوا رجال دين !