سألني حماري قائلا: - ما رأيك في شرط الإنجليز أنهم لن يخرجوا من مصر قبل ثلاث سنوات؟ - تكلم أنت أيها المشغوف بالسياسة.. وقل ما رأيك في هذا الشرط؟ - نحن معشر الحمير لم نقبل يوما أن نوقع بإمضائنا علي أن توضع القيود في أرجلنا واللجام في أفواهنا والبرادع على ظهورنا بالتراضي أو بالاتفاق ولو نصف ساعة؛ هذا شرط لم يرض به حمار، ولكن؛ ربما كان للآدمي نظر آخر إذا قال: سيدي سأعتقك بعد ثلاث سنين لأني أقول له .. وبعد ثلاث سنين ستسمع كلمتي في الأمر.. أما خلال ذلك فلتكن لي على الأقل حرية السخط عليك .. لن تظفر منى بموافقة لخنقك حريتي ولو لزمن محدود .. لك أن تخنقني الوقت الذي تراه .. ولكن لي أن أقول إني غير راض .. وهذا أدنى ما يجب أن احتفظ به من حق في الحرية أو الكرامة. -هذا رأيك بصفتك حمارا .. أما أنا فمن سوء الحظ أو من حسنه لست إلا آدميا من فصيلة الآدميين! توفيق الحكيم