لم أذهب إلي شرم الشيخ لحضور مؤتمر الشباب، لكن شرم الشيخ ووقائع المؤتمر مباشرة جاءت إلينا، عبر الإعلام وبعض القنوات الفضائية المصرية، التي نقلت الجلسات صباحا ومساء خلال أيام المؤتمر، وهو ما يستحق التحية والإشادة بالفعل.. حوار مفتوح وحر بين الشباب والرئيس، حوار غير مسبوق في جرأته وانتقاداته ومتابعة الرئيس جلساته جميعا.. نقل الصورة مباشرة وكاملة، ربما صحح مفهوم حول الشباب المشاركين بالمؤتمر، واختيارهم علي الفرازة، ليقولوا كلاما بعينه، ويرسموا صورة محددة.. لكن ما بدا خلال النقاشات والحوارات الممتدة، يكشف مساحة الحرية التي حكمت رؤية المؤتمر.. ولعل ملف الشباب المسجون ظلما، علي خلفية قانون التظاهر المعيب، كان علي رأس أولويات القضايا المطروحة من الشباب في المؤتمر.. وكانت استجابة الرئيس السريعة بالعفو عن الشباب السجين، ما لم تثبت إدانتهم في جرائم عنف أو اتهام بإرهاب (هاتولي قائمة وهفرج عنها بالقانون) ولا يحتاج الأمر لقائمة بأسماء محددة، بقدر احتياجه لمراجعة دقيقة وموضوعية وعادلة لقوائم المساجين جميعا دون تمييز... ورغم شجاعة الكاتب إبراهيم عيسي في طرح قضية حبس الكتاب والصحفيين بسبب آرائهم (في ندوة يحضرها الرئيس) فقد جانبه الصواب في المطالبة بالعفو عن إسلام بحيري، هو الذي قضي مدة العقوبة كاملة، مدة الظلم كاملة وزاد عليها أيضا، ليخرج بعد شهر واحد من محبسه (دون حاجة لعفو).. لكن بالتأكيد مجرد طرح قضية حبس إسلام بحيري، وحبس الكتاب والصحفيين أمر بالغ الأهمية، لمناقشة جادة حول حرية الشباب في التفكير والتعبير والإبداع، وإطلاق خياله، خاصة وأن عنوان المؤتمر (انطلق.. ابدع)..