في واحدة من أهم وأخطر الحوارات الإسرائيلية خلال الفترة الأخيرة، كشف اللواء احتياط متقاعد "شلومو غازيتط رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، عن معلومات مهمة في حوار له مع صحيفة يديعوت أحرونوت. وكشف جازيت، الذي تولي منصب رئيس هيئة الاستخبارات الإسرائيلية بعد حرب 1973 مباشرة، عن سر السياسي الإسرائيلي الشهير الذي نجحت مصر في تجنيده، وهو النجاح الذي كشفه جازيت دون أن يكشف المزيد من تفاصيله. وقال جازيت إن أحد الضباط الإسرائيليين برتبه مُقدم وقع في الأسر لدى المصريين - وكان أكبر شخصية إسرائيلية تقع في الأسر- وتفاجأ زملاؤه عندما عاد إلى إسرائيل بأنه يتملص من الخضوع لجهاز كشف الكذب بل وهرب أيضًا من التحقيق معه في الشاباك بدعوى أنه فوق مستوى الشبهات، فضلا عن صعوبة إجباره على القيام بذلك في ظل وجود قانون إسرائيلي يمنع ذلك. واعترت الشكوك جهاز المخابرات الإسرائيلية أن يكون تم تجنيد هذا السياسي، الذي ظل اسمه سريًا طوال الحوار، للعمل كجاسوس لصالح المصريين. وقد تم انتخاب ذلك المُقدم لاحقًا ليكون نائبًا في البرلمان الإسرائيلي، وعمل غازيت جاهدًا لسد طريقه السياسي، ومنع تعيينه في لجنة الخارجية والأمن بالكنسيت والتي يمكن لأعضائها الاطلاع على مواد سرية وحساسة. بالإضافة إلى ذلك كشف غازيت النقاب أيضًا عن حادثة وقعت خارج الحدود الإسرائيلية. فقد حدثت خلافات قوية في الرأي، خلال مؤتمر القمة العربي عام 1965 في المغرب، بين الرئيس المصري عبد الناصر والملك حسين، ويقول غازيت إن هذه الخلافات أدت إلى تبادل المشادات الكلامية بينهما، موضحا أنه تمكن من تسجيل هذا الخلاف وإرساله إلى إسرائيل التي رأت أن هذا الخلاف يؤكد التباين العربي وعدم الاتفاق حيال التعامل مع إسرائيل. ونوه جازيت أيضًا أنه عام 1985 أرسله شمعون بيريس لعقد مفاوضات سياسية مع ياسر عرفات، ولكن لم يعرف عن ذلك أحد، ولا حتى وزير الخارجية الإسرائيلي إسحاق شمير، وأمر بيريس غازيت ألا يعرف شمير عن تلك المحادثات السياسية، وأن يوضح له أن هدف التفاوض مع عرفات هو تبادل الأسرى والمفقودين فقط.