بيريس: نفرج ولا نصفح استقبل اللبنانيون عميد الأسرى سمير القنطار ورفاقه الأربعة بعد تحريرهم استقبالا رسميا وشعبيا حافلا، حيث ارتدوا الزى العسكرى سائرين على البساط الأحمر. وكان القنطار ورفاقه قد عبروا الناقورة إلى لبنان في سيارات الصليب الأحمر وتم تسليمهم إلى حزب الله اللبناني، الذي تسلم الأربعاء أيضا رفات عدد من مقاتليه ممن لقوا حتفهم في الحرب التي خاضها ضد إسرائيل في يوليو/تموز 2006.. صفقة تبادل الأسرى والرفات بين حزب الله وإسرائيل. وترجع الجثث التي تسلمها حزب الله للشهيدة الفلسطينية "دلال المغربي" التي قادت عام 1978 عملية فدائية أسفرت عن مقتل أكثر من ثلاثين جندياً إسرائيلياً، وسبعة من المقاومين اللبنانيين الذين قتلوا في الحرب الأخيرة مع إسرائيل. عملية الرضوان وقد تسلم ممثلو الصليب الأحمر الدولي جثث "الشهداء" عند منطقة الناقورة الحدودية جنوبي لبنان؛ وسارت كل الإجراءات الخاصة بصفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل وفقاً للجدول المحدد لها. سمير القنطار بالزي العسكري أثناء الاحتفال به وفي إطار الصفقة ذاتها، سلّم حزب الله الصليب الأحمر جثتي الجنديين الإسرائيليين إيهود جولدفاسر وألداد ريجيف اللذين أسرهما قبل عامين؛ وقام مسئولو اللجنة الدولية بإجراء فحوص الحمض النووي التي أثبتت أن الجثتين تعودان بالفعل إلى الجنديين الإسرائيليين. وعرض تلفزيون المنار التابع لحزب الله مشاهد للصندوقين الأسودين اللذين كانا يقلا جثتي الجنديين الأسيرين. ووفقا للاتفاق الذي جرى التوصل إليه بوساطة ضابط مخابرات ألماني عينته الأممالمتحدة، أفرجت إسرائيل عن عميد الأسرى اللبنانيين سمير القنطار- الذي حُكم عليه بالسجن مدى الحياة إثر هجوم نفذه عام 1979 في إحدى البلدات الإسرائيلية- وأربعة سجناء آخرين. وتسلم إسرائيل رفات 200 عربي قتلوا أثناء محاولة التسلل لشمال إسرائيل، ويعيد حزب الله رفات جنود إسرائيليين قتلوا في جنوب لبنان. ويدعو الاتفاق أيضاً إسرائيل للإفراج عن عدد من السجناء الفلسطينيين في موعد لاحق. وقد أطلق حزب الله على عملية تبادل السجناء اسم "عملية الرضوان" تكريماً "للحاج رضوان" أو عماد مغنية القائد العسكري بحزب الله الذي اغتيل في سوريا في فبراير/شباط الماضي. وغطت شوارع البلدات والقرى في شتى أنحاء جنوب لبنان أعلام حزب الله، وعلى طول الطريق السريع الساحلي من قرية الناقورة الحدودية إلى بيروت. بيريس: نفرج ولا نصفح وقد مهد الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس الطريق الثلاثاء أمام بدء عملية تبادل السجناء بالعفو رسمياً عن القنطار؛ وقال بيريس في بيان إنه "اتخذ هذا القرار الصعب" رغم ما وصفه "بالألم الذي لا يطاق؛ وأن هذا القرار لا يشكل بأي حال صفحاً عن القنطار".. لكنه يأتي في إطار التزام إسرائيل بإعادة جنودها للوطن. ووافق مجلس الوزراء الإسرائيلي الثلاثاء بأغلبية اثنين وعشرين مقابل ثلاثة وزراء على التصديق على اتفاق التبادل، بينما احتج الوزراء المعارضون للقرار على مبادلة سجناء على قيد الحياة برفات جنود إسرائيليين. (رويترز / د.ب.أ / أ.ف.ب)