تفتح ملف الجنود الإسرائيليين المفقودين في مصر لأول مرة علي صفحات الجرائد المصرية، وتميط اللثام عن حملات البحث والتنقيب الإسرائيلية عن رفاتهم، وطبقًا للتقديرات الإسرائيلية فإن عدد الجنود المفقودين في مصر تجاوز ال 25جنديا منهم 16جنديا إسرائيليا فقدوا منذ حرب السادس من أكتوبر، فضلاً عن جنديين منذ حرب الاستنزاف، وأربعة جنود آخرين من حرب عام 1967 إلي جانب المفقودين الإسرائيليين ضمن طاقم المدمرة إيلات بمياه البحر المتوسط قبالة سواحل بورسعيد والبالغ عددهم 16جنديا. دشن الجيش الإسرائيلي موقعًا خاصًا للبحث عن مفقوديه، ومن خلال رصد هذه المواقع الإلكترونية والبحث فيها، استطاعت "صوت البلد" وضع خريطة مفصلة للمفقودين الإسرائيليين في مصر، والتي لا تزال تبحث عنهم بشكل مكثف وآخرها قيام وفد إسرائيلي مكون من خمسة خبراء بالبحث عن رفات الجنود في إحدي المدارس بمحافظة الإسماعيلية وربما يكون السر الخفي الذي يدفع إسرائيل للبحث عن رفات جنودها في مصر، ليس فقط نجاح إحدي بعثات البحث في العثور علي رفات جنديين إسرائيليين بمدينة المنصورة بل إن هذا الأمر يكمن في عقيدة كل يهودي، حيث يزرع فيهم الفكر اليهودي ضرورة البحث عن موتاهم ودفنهم في مقابر العائلة مهما كلفهم الأمر وهو ما تحثهم عليه التوراة دائمًا، التي تشتمل علي آيات كثيرة يفهم منها أن أعضاء جماعة إسرائيل تصوروا أن "الموت ضرب من ضروب العودة إلي الأسلاف والانضمام إليهم" "سفر التكوين/33/49 عدد 13/27 ومن هنا نشأ الاهتمام بمكان الدفن، إذن أصبح من الضروري أن يدفن اليهودي بجوار أسلافه، والديانة اليهودية في عهدها الأول لم تعن بخلود الروح ولم تذكره بحرف، وما نشأ فيها ذلك إلا بعد دخولها في دور جديد من الأجيال التالية. ويعد عدم دفن الجثمان عقوبة قاسية تلحق بصاحبه، وحسب المصادر الإسرائيلية في السلطات المصرية س فقد سمحت لإسرائيل وطبقًا لما تنص عليه اتفاقية تبادل الأسري بين الجانبين بالبحث عن رفات جنودها المفقودين في منطقة القناة منذ منتصف عام 1979 وفي عام 1991، وحسبما ذكرت صحيفة هاآرتس العبرية فقد عرضت تل أبيب اقتراحًا علي القاهرة يقضي بقيام شركات خاصة مصرية بالبحث عن رفات 19جنديا إسرائيليا، فقدوا منذ حرب السادس من أكتوبر، وذكرت الصحيفة أن تل أبيب تمارس المزيد من الضغوط علي مصر من أجل تكثيف العبث عن رفات جنودها، وحسب ما ذكرته مصادر صحفية عبرية فإن هناك اجتماعات ومشاورات دورية عقدت بين مسئولين مصريين وإسرائيليين أعرب فيها الجانب الإسرائيلي عن رغبته في الحصول علي رفات جنود إسرائيليين قتلوا في حرب 1967 وأكتوبر 1973.. مشيرة إلي أن الطرفين يبذلان دائمًا أقصي جهدهما من أجل العثور علي تلك الرفات وتحديد أماكنها عن طريق الخبراء والخرائط المتوفرة، وأنه من بين الرفات بقايا طيارين وجنود مشاة من القوات البحرية الإسرائيلية قد فقدوا علي شواطئ مصر الشمالية. ومن خلال تحليل المواقع التي سقط فيها الجنود الإسرائيليون خلال الحروب مع مصر، يمكننا رسم خريطة تقريبية بأماكن وجود رفاتهم، والتي تقوم بالفعل إسرائيل بالبحث فيها، نبدأ أولاً بسيناء حيث إن المفقودين فيها ثلاثة من الجنود الإسرائيليين بوسط سيناء سقطوا خلال العدوان الثلاثي علي مصر، وهم: عيفد شمعون، وتغيب في 31 أكتوبر عام 1965، وشالوم إتياس وتغيب في نفس اليوم، ويعقوب مزراحي تغيب في يوم 1 نوفمبر 1965 وهناك اثنان آخران سقطا خلال حرب 1967، هما الحنان رايزنر وتغيب في أول ديسمبر 1967، وإسحاق آرتس وقد تغيب في نفس اليوم، إلي جانب ستة آخرين سقطوا خلال حرب السادس من أكتوبر، وهناك اثنان من المفقودين في الضفة الشرقية من القناة وهناك جثة طيار إسرائيلي سقطت طائرته في منطقة أنشاص بمحافظة الشرقية خلال حرب أكتوبر، وأرسلت إسرائيل أكثر من وفد للبحث عن رفاته، وأجروا حوارات مع سكان المنطقة الذين شهدوا حادث سقوط الطائرة، لكن بدون جدوي وفي منطقة الزعفرانة بالإسماعيلية تبحث إسرائيل عن رفات ثلاث جنود قتلوا علي يد الجنود المصريين خلال حرب اكتوبر. من جانبها أشارت مصادر إعلامية عبرية إلي وجود غضب برلماني مصري لقيام خبراء إسرائيليين مؤخرًا بالبحث عن رفات الجنود الإسرائيليين الذن قتلوا خلال الحروب مع مصر قائلة: إنه علي الرغم من عدم وجود تأكيدات رسمية لوجود وفد إسرائيلي في مصر لهذا الغرض، لكن العميد احتياط يعقوب عاميدور أحد المساهمين في البحث عن رفات الجنود الإسرائيليين المفقودين في مصر قال بأن الجيش الإسرائيلي يواصل عمليات البحث عن جنوده المفقودين في مصر، وأنه حال التوصل إلي نتائج جديدة مستقبلاً سيتم الكشف عنها فوريا، وأشار الموقع العبري في نهاية تقريره إلي قيام عدد من الوفود الإسرائيلية بعمليات البحث في منطقة سيناء خلال السنوات الأخيرة الماضية عن رفات الجنود الإسرائيليين والتي كانت تتم بالتنسيق الكامل مع الحكومة المصرية.