مصريون يطالبون بالكشف عن المقابر الجماعية للجنود الذين قتلتهم إسرائيل بسيناء مبنى محافظة الإسماعيلية قالت مصادر مطلعة إن الوفد الإسرائيلي الذي قام بزيارة لمحافظة الإسماعيلية مؤخرا قام بعمل حفر ومجسات في ثلاثة مواقع بالمحافظة بحثا عن رفات جنود إسرائيليين قتلوا في معارك بين الجيش المصري والإسرائيلي بهذه المنطقة. وقالت المصادر إن الأعمال تمت في مناطق المدرسة الصناعية للبنات وجراج مجلس المدينة و أسفل متحف الدبابات والمواقع الثلاثة تقع بقرية أبو عطوة علي بعد 10 كيلو مترات من مدينة الإسماعيلية. وأضافت أن أعمال الحفر والمجسات لم تسفر عن وجود أي رفات للجنود الإسرائيليين بالمنطقة. وتابعت المصادر أن الجانب الإسرائيلي أبلغ السلطات المصرية بأنه حدد هذه المواقع الثلاثة عن طريق الأقمار الصناعية وأنه قد يكون بينهم بعض القادة العسكريين. وعلي صعيد متصل استمرت احتجاجات الشعبيين بمحافظة الإسماعيلية علي الحفريات الإسرائيلية داخل القرية، وأعلن برلمانيون ومحليون اعتراضهم علي دخول عسكريين إسرائيليين بصحبة أجهزة الأمن للبحث عن جثث لجنود إسرائيليين مدفونة في فناء المدرسة منذ معركة الدبابات الشهيرة التي أقيمت بالمنطقة في أكتوبر 1973، وقال إبراهيم الجعفري - النائب بالبرلمان عن جماعة الإخوان المسلمين - إن ما حدث يعد استفزازا لمشاعر المصريين الوطنية وانتهاكا للسيادة الوطنية وأكد شهود عيان أن سيارات مدرعة ومصفحات بها العشرات من رجال الأمن المصريين وبعض الأجانب غير المعروف جنسيتهم تبين فيما بعد أنهم إسرائيليون اقتحموا المدرسة وطلبوا من مديرها إخلاء المدرسين لحين القيام بأعمال تأمينية دون الإفصاح عن ماهيتها. وقال مصدر أمني إن ثمانية عسكريين إسرائيلين غادروا الإسماعيلية في حراسة أمنية مشددة عقب قيامهم بعمل مجسات في منطقة الدبابات بالإسماعيلية للبحث عن رفات جنود إسرائيلين يرجح أنهم ماتوا بالمنطقة أثناء الحرب بين مصر وإسرائيل. ويقول المحامي محمود سعيد لطفي الذي أقام دعوي قضائية لصالح 20 أسيرا مصريا قتلتهم إسرائيل إن مصر يمكن أن تتخذ نفس الإجراء وتطالب إسرائيل بالبحث عن جنودها الذين قتلوا داخل الأراضي الإسرائيلية لأنه ليس هناك في القانون الدولي أو اتفاقية السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل ما يمنع ذلك. وقال إنه يستعد الآن لإقامة دعوي قضائية جديدة ضد الحكومة الإسرائيلية مطالبا بالتعويض للأسري المصريين الذين قتلتهم إسرائيل خلال حرب 1967. وأضاف أنه ينوي إقامة الدعوي هذه المرة باسم جمعية أهلية غير حكومية حيث رفضت المحكمة الدعوي الماضية باعتبار أنه لا يجوز لفرد أن يقيم دعوي ضد حكومة في دول أخري. وطالب بضرورة البحث عن جثث الأسري المصريين الذين قتلتهم إسرائيل خلال حربي 1956 و1967 ودفنوا داخل مقابر جماعية معروفة بمناطق مختلفة من شمال سيناء، فيما أكد شهود العيان أنهم شاهدوا الجنود الإسرائيليين وهم يقومون بقتل وحرق الأسري المصريين أحياء. وأكد وجود نحو 11 مقبرة جماعية للجنود المصريين في مناطق مختلفة بسيناء، وطالب «بالتنقيب عن هذه المقابر واستخراج جثث الأسري للتحقيق وبيان كيف تمت عمليات قتلهم». ويقول الحاج محمود السواركة وهو أشهر أسير مصري لدي إسرائيل حيث سجن داخل إسرائيل لمدة تزيد علي 22 عاما إنه يعرف أماكن العديد من المقابر التي دفن بداخلها الجنود المصريون وإنه يمكنه استخراج رفاتهم الآن. وأضاف أن الإسرائيليين في منطقة أبو صقل بمدينة العريش قاموا بجمع أعداد كبيرة من الجنود المصريين ثم قاموا بدفن أجسادهم داخل الرمال بحيث لم يظهر منها سوي الرقبة ثم قاموا بحرق وجوههم حتي الموت وهم أحياء. وتابع: في واقعة أخري تم وضع الجنود المصريين علي الأرض ثم قامت العربات الإسرائيلية المجنزرة بالسير عليهم. وأضاف أن هناك مقابر بمنطقة النبي ياسر دفن فيها جنود مصريون بلباسهم العسكري وأحذيتهم. وحذر صلاح الصايغ النائب البرلماني عن حزب الوفد من تكرار هذه الزيارة إلي مصر وإلي المنطقة. وقال الصايغ إن إسرائيل بها العشرات من المقابر الجماعية المدفون بها الأسري المصريين في حرب 1967 ولم تطالب السلطات المصرية بالكشف عن المقابر في الوقت الذي بارزتنا وسائل الإعلام الإسرائيلية بفيلم تسجيلي يكشف جرائم الجيش الإسرائيلي ضد الأسري المصريين في سيناء أثناء حرب 1967 ودفنهم أحياء بعد أن أطلقوا عليهم الرصاص وهم يتألمون. وشهدت منطقة أبو عطوة بالإسماعيلية أعنف معارك الدبابات بين الجيش المصري والعدو الإسرائيلي استشهد فيها 19 من أبناء الإسماعيلية، ووصل عدد الدبابات التي استولي عليها الجيش المصري في المعركة لنحو 7 دبابات ومدرعة واحدة. وقتل فيها عدد من الجنود الإسرائيليين وأسر فيها العشرات منهم.