في ظل استمرار مشكلة نقص الأدوية مع تصاعد أزمة الدولار في السوق المصري، اختفت من الأسواق بعض الأدوية الخاصة بالسيدات الحوامل منها حقنة »کH» التي تستخدم خلال الشهور الأخيرة من الحمل لإنقاذ الأم من الوفاة والجنين من التشوهات، والكارثة أن ذلك دفع بعض ضعاف النفوس إلي ترويج حقن مغشوشة في الأسواق لها آثار خطيرة تهدد صحة الجنين والأم. الكثير من السيدات يلاقين معاناة شديدة في البحث عن هذه الحقنة إنقاذا لجنينها ولحياتها، وللأسف لا توجد في الكثير من الصيدليات، لذلك يلجأ الكثير من السيدات إلي الحصول عليها من أي شخص حتي بدون أن تتأكد السيدة من مصدر الحقنة، وتتأكد من وجود ختم وزارة الصحة علي الحقنة من عدمه، لذلك يستغل بعض ضعاف النفوس العاملين في الأدوية المهربة الحاجة الملحة لبعض السيدات في الحصول علي الحقنة ويقومون بإدخال حقن مغشوشة يتم تداولها في الأسواق غير مسجلة بوزارة الصحة ولا يوجد ختم الوزارة عليها مما قد يودي بحياة الأم وحياة جنينها. الدكتورة هالة عدلي حسين، رئيس الشركة المصرية لخدمات نقل الدم »فاكسيرا»، طالبت السيدات الحوامل بالتأكد قبل شراء حقنة »کH» من وجود رقم تسجيل وزارة الصحة، وحذرت السيدات الحوامل من وجود بعض الحقن المغشوشة في الأسواق والتي تكون غير مسجلة بوزارة الصحة أو تحمل ختم الوزارة والتي قد تهدد حياة المرأة الحامل. وأضافت أن خطورة عدم منح بعض السيدات هذه الحقن قد تؤدي إلي مشاكل لدي الطفل ووجود تشوهات به، وقد يؤدي علي الجانب الآخر إلي وفاة المرأة الحامل نتيجة عدم منحها هذه الحقنة. تحليل»کh» تقوم بإجرائه كل سيدة أثناء الحمل لكي تتعرف علي نوعه إيجابي أم سلبي ومدي توافقه مع جنينها، وحول أهمية إجراء هذا التحليل يقول الدكتور محمد عبدالحميد أخصائي أمراض النساء والولادة إن التعريف العلمي ل »کH يعني بروتين موروث يوجد علي سطح خلايا الدم الحمراء، وإذا كان الدم يحتوي علي هذا البروتين فإن الکH يكون إيجابيا، وإذا كان دم الأم لا يوجد به هذا البروتين فإنه يعتبر سلبيا. ويضيف: في بعض الأحيان تختلف الأم عن الجنين في هذا التحليل ويكون هناك نوع من عدم التوافق بين الأم والجنين، وهذا يحدث عندما تكون الأم تحمل »کH» سلبيا والطفل »کH» إيجابيا، مؤكداً أن المشكلة الكبري تكون أثناء الولادة عندما يختلط دم الجنين بدم الأم، لأن أثناء الحمل عادة لا يختلط دم الأم بدم الجنين، وبالتالي لا توجد مشكلة . ويتفق معه في الرأي الدكتور حسن محمد استشاري أمراض النساء والولادة قائلاً: أي امرأة تحمل »کH» سالبا ووالد الجنين يحمل »کH» إيجابيا فهناك خطر من حدوث عدم التوافق، وهناك مجموعة من الأعراض التي قد تظهر نتيجة عدم التوافق بين الأم والجنين، فعندما تهاجم الأجسام المضادة للأم خلايا الدم الحمراء للطفل، فإنه يحدث تدمير خلايا الدم الحمراء للطفل. يتابع: تشير إحصائيات عالمية إلي أن حوالي 13% من الزيجات تعاني من موضوع عدم التوافق، ويستغرق الجسم لتطوير الأجسام المضادة وقتا طويلا، لذلك عادة لا يتأثر الأطفال البكر، ومع ذلك يجب أن تحصل الأم علي توعية قبل الولادة حتي لا يتأثر أول مولود لها بعدم التوافق، مضيفاً أن استخدام الأم لهذه الحقن المغشوشة قد يؤدي إلي آثار سيئة إما وفاة الأم أو تشوهات للجنين . في موازاة ذلك، يقول الدكتور عمرو عبدالعال (طبيب صيدلي): نحن لا نتعامل إلا مع الأدوية المسجلة بوزارة الصحة حماية لأرواح المرضي، لكن في حال الحصول علي الأدوية المستوردة فإن هناك رقابة شديدة من وزارة الصحة علي الأدوية المستوردة تجنبا لدخول أي أدوية مغشوشة، لكن هذا لا يمنع بعض الممارسات الخاطئة ودخول بعض الأدوية المهربة التي تكون مغشوشة والتي يكون لها آثار سلبية علي المريض ، لذلك يجب علي وزارة الصحة تشديد الرقابة علي منع دخول الأدوية المهربة. وأشار إلي أنه علي أي امرأة حامل عدم استخدام هذه الحقنة إلا بعد التأكد من وجود ختم وزارة الصحة عليها حماية لها ولجنينها من التشوهات أو الوفاة، مؤكداً أن أي شخص يدعي أنه يستطيع الحصول علي الحقنة يجب عدم منحه الثقة إلا بعد التأكد من مصدرها وختم وزارة الصحة عليها. وأوضح أن الأزمة الحقيقة التي يعاني منها السوق النقص الحاد في الأدوية، في ظل ارتفاع أسعار الدولار وعدم القدرة علي شراء الشركات للأدوية نتيجة ارتفاع أسعار الدولار، مشيرا إلي ضرورة أن تعمل الحكومة علي حل الأزمة الحالية لنقص الأدوية والعمل علي إنتاج الأدوية محليا، لأن المريض لا ذنب له في الأزمة الحالية ، خاصة في ظل نقص عدد كبير من الأدوية والتي يترتب عليها عدم القدرة علي حماية المريض في المقام الأول والتي قد تتوقف حياته علي جرعة دواء يتم إعطاؤها له. يتفق معه في الرأي الدكتور أحمد بدوي (طبيب صيدلي) قائلا: لابد من تشديد الرقابة علي كل الأدوية المستوردة من أجل حماية المرضي، لافتاً إلي أن هناك فئة من الناس لا تحترم القانون وتعمل في مجال الأدوية المهربة والتي تعمل علي جلب بعض الأدوية المغشوشة والتي تكون مجهولة المصدر، خاصة في ظل الأزمة الكبيرة التي تعيش فيها مصر خلال الفترة الحالية نتيجة ارتفاع أسعار الدولار بشكل كبير، والنقص الحاد في الكثير من الأدوية، لذلك هناك فئة من ضعاف النفوس التي تستغل هذه الأزمة في تحقيق الربحية علي حساب المرضي من خلال العمل في الأدوية المغشوشة. وأضاف: أنه لابد من تشديد الرقابة علي الأدوية التي تدخل إلي البلاد لحماية المرضي من أي أدوية مغشوشة قد تودي بصحتهم وحياتهم . وأوضح أنه يمكن الوقاية من عدم التوافق عن طريق إعطاء الأم حقنة من الجلوبيولين المناعي خلال الأشهر الثلاثة الأولي من الحمل، حيث إن هذا المنتج يحتوي علي الأجسام المضادة في الدم لعامل »کH»فإذا كان الطفل لديه»کH» إيجابي، فإن الأم تحصل علي الجرعة الثانية بعد 48 ساعة من الولادة . علي المستوي الرسمي، يقول الدكتور خالد مجاهد المتحدث باسم وزارة الصحة إن الوزارة تبذل جهدا لتوفير كل الأدوية الناقصة من خلال التواصل مع الإدارة العامة للصيدلة حفاظا علي المواطنين, وطالب السيدات الحوامل بضرورة التأكد من وجود ختم من وزارة الصحة علي حقن»کH» الموجودة في الصيدليات، قبل استخدامها، وحذر السيدات من استخدام أي حقن خلاف ذلك.