أثار نقص حقنة «RH» التي تحقن بها السيدات بعد عملية الولادة، خوف وقلق العديد من الأمهات والآباء، والأطباء أيضا، خلال الفترة الحالية؛ لأهميتها الكبرى في منع تشوه الأجنة، والإجهاض، والولادة المبكرة. ورغم أن «RH» كانت تباع في الصيدليات، إلا أنها اختفت فجأة، وأصبح المكان الوحيد لتواجدها، الصيدلية التابعة لهيئة المصل واللقاح. وتعاني السيدات في الحصول على الحقنة من الهيئة، التي تشترط إحضار العديد من الأوراق الرسمية، أبرزها شهادة مختومة بشعار الجمهورية «النسر» أو ختم المستشفى التابع لها السيدة، ودون تقديم الشهادة المذكورة يمتنع موظفو الهيئة عن صرفها، رغم احتياج الكثيرون لها في أسرع وقت؛ لأهميتها الكبري في منع تشوه الأجنة، الإجهاض، والولادة المبكرة للسيدات الحوامل. أكدت الدكتورة سهير إكرام، أخصائية أمراض النساء والتوليد، وجود نقص حاد ل«RH»، ويجب معرفة السبب؛ خاصة أنها حقنة مستوردة، لافتة إلى أهمية حقن السيدات بها بعد الولادة ب72 ساعة علي الأكثر؛ لمنع حدوث إجهاض أو تشوه في الأجنة بعد ذلك. وأضافت إكرام ل«البديل» أن عدم حقن السيدات ب«RH» بعد الولادة مباشرة يعرض حياتهن للخطر، الذي قد يصل إلى الوفاة، مؤكدة أن أهمية الحقنة تكمن في تلافي الأجسام المضادة التي تتكون لدي المرأة الحامل بسبب وجود أجسام سالبة بجسدها، في الوقت الذي تتكون به أجسام موجبة لدى الزوج، ومنها تكون الأجسام لدي الجنين موجبة، فتحدث حالة من اختلاط الدم بين الجنين والأم، ما يؤثر سلبًا علي صحتها، وتتكون لديها أجسام مضادة تؤدي إلي الإجهاض وتشوه الأجنة إذا حملت مرة أخرى، وتعرض حياتها للخطر أيضا. وقال الدكتور عبد الله حسان، أخصائي أمراض النساء والتوليد، إن حقنة «RH» أصبحت مثل الكنز في بعض الصيدليات، التي تستغل عدم توافرها وبيعها بأضعاف ثمنها، مما حول الأمر إلى تجارة أكثر منه مصلحة عامة. وحمّل حسان الحكومة سبب الأزمة؛ بعد قصر بيع الحقنة علي صيدلية هيئة المصل واللقاح فقط، رغم أنها كانت تباع في جميع الصيدليات، مؤكدا أن العديد من المواطنين يذهبون إلى الهيئة ولا يستطيعون الحصول علي «RH»؛ نظرًا لنقصها، أو بسبب الإجراءات الروتينية، رغم أهمية حقن السيدات بها بعد الولادة مباشرة؛ لتلافي حدوث أي ضرر لهن أو الأجنة أيضًا. واختتم أخصائي أمراض النساء والتوليد، بأن بعض الحالات تستدعي صرف القحنة بعد 10 ساعات علي الأكثر من الولادة، وأي تأخير قد يعرض حياة الأم للخطر، ما يعني نقص «RH» في الصيدليات كارثة على الجميع.