في مثل هذا اليوم السادس من أكتوبر 1973 كانت مصر علي موعد مع القدر في لحظة فارقة من حياتها،..، كانت قد حزمت أمرها وتوكلت علي الله العلي القدير، وقررت خوض معركة المصير واسترداد الكرامة. كانت مصر الدولة والشعب والجيش تعي وتدرك باليقين انها قد اتخذت اخطر قرار في تاريخها المعاصر، وانه يمثل نقطة تحول عظمي في مسارها ومستقبلها بما يعنيه من اصرار لتغيير الواقع وتحدي الهزيمة، والعبور الي النصر وتحرير الأرض. ومع الساعات الأولي لصباح هذا اليوم الخالد في ذاكرة الامة، كانت عيون وقلوب وافئدة قادة مصر وصناع نصرها، تنتظر ساعة الصفر التي تحددت في الثانية بعد الظهر، باعتبارها ساعة الفصل والمصير لشعب رفض الاستسلام لذل الهزيمة وعار الاحتلال، وساعة الحسم لجيش وطني شجاع قرر خوض معركة الكرامة والشرف، واسترداد الأرض، وتلقين العدو درسا قاسيا لاينسي علي مر الزمن وتوالي السنين والأعوام. وإذا كنا نعيش اليوم احداثا جساما في ظل المعركة التي نخوضها من اجل التنمية والخروج من الأزمة الاقتصادية التي نعاني منها، في ذات الوقت الذي نواجه فيه جرائم الارهاب ومؤامرة قوي الشر وجماعة الافك والضلال،...، فإن الضرورة والحكمة تحتم علينا أن نتذكر بكل العزة والفخر، أن مصر سبق لها الانتصار علي واقع أكثر صعوبة وأشد ألما ومرارة مما نحن فيه اليوم،...، وذلك في السادس من أكتوبر 1973، عندما هبت كلها بعزيمة واصرار للعبور والنصر، فكان لها ما أرادت وغيرت الواقع وصنعت واقعا جديدا للمنطقة بارادة ووحدة الشعب وصلابة قواته المسلحة التي هي درعه وسيفه في الماضي والحاضر والمستقبل أيضا.