في مثل هذا اليوم الخامس من أكتوبر عام 3791، كانت مصر علي موعد مع الزمن، حيث لم يتبق سوي أربع وعشرين ساعة فقط علي أخطر لحظة في تاريخها المعاصر، لحظة فارقة في مسار أمة ومستقبل شعب ودولة، لحظة البدء في تحدي واقع الهزيمة المر، والعبور إلي النصر، الذي يمسح عار النكسة، ويعيد لمصر كرامتها وعزتها وحرية أراضيها. وفي مثل هذا اليوم منذ ثمانية وثلاثين عاما كانت ساعة الصفر قد تحددت في الثانية من بعد ظهر اليوم التالي السادس من أكتوبر، باعتبارها ساعة الفصل والمصير، لشعب رفض الاستسلام لذل الاحتلال، وجيش وطني شجاع قرر خوض معركة الكرامة والشرف، واسترداد الأرض، وتلقين العدو درسا قاسيا لا يمكن أن ينسي علي مر السنين والأعوام. وإذا كنا نعيش اليوم أحداثا جساما، في ظل زلزال ثورة الخامس والعشرين من يناير، التي غيرت الواقع السياسي والاجتماعي في مصر كلها، بمبادرة الشباب والتفاف الشعب حولها، وإيمانه بها، وحماية قواتنا المسلحة الباسلة لها،..، فإننا كنا في مثل هذه الأيام منذ ثمانية وثلاثين عاما نقف علي أعتاب زلزال أكتوبر الذي هز المنطقة والعالم، وأحدث متغيرات جسيمة وعديدة علي المستوي الاقليمي أثرت سنوات طوالا، ولاتزال تؤثر حتي الآن، في الشرق الأوسط وما حوله. ومنذ هذا التاريخ، أصبح يوم السادس من أكتوبر، ولسنوات طويلة من بعده، وحتي هذه اللحظة، يوما للنصر، وتاريخا للعزة والكرامة، وباعثا علي الفخر لقواتنا المسلحة، ولكل أبناء مصر،...، وسيظل للأبد نجما لامعا في سماء المنطقة، يضيئها بنور الفداء والتضحية والولاء للوطن، مهما اشتدت الظلمة. واليوم وبعد مرور هذه السنوات، نستشرف آفاق نصر أكتوبر بنوره الساطع عبر بوابات الزمن ليعيد إلينا وقائع تلك اللحظات الخالدة في تاريخ مصر، التي بددت فيها مرارة الألم، ومشاعر الاحباط، وغيامات اليأس التي فرضت نفسها علي الشعب والأمة في أعقاب ظلمة النكسة عام 7691. وغدا، تأتينا ذكري يوم النصر بشموخه الرائع كعلامة فارقة في جبين الأمة المصرية وكشاهد حي علي صلابتها، وقوة إرادتها، وإيمانها الكامل بقدرة أبنائها علي حمايتها واستعدادهم الدائم للدفاع عنها، والتضحية بأرواحهم في سبيل تطهير أرضها من كل معتد أثيم يدنس ترابها الطاهر.