في مثل هذا اليوم السادس من أكتوبر 3791، كانت مصر علي موعد مع الزمن، كانت قد اتخذت أخطر قرار في تاريخها المعاصر، والذي مثل نقطة التحول العظمي في مسار الأمة ومستقبل الشعب والدولة، وذلك باختيارها النهوض لتغيير الواقع، وتحدي الهزيمة، وبدأ العبور إلي النصر لتمسح عار النكسة، وتعيد كرامتها وعزتها وحرية أراضيها. في صباح هذا اليوم منذ أربعين عاماً، كانت ساعة الصفر قد تحددت في الثانية بعد الظهر، باعتبارها ساعة الفصل والمصير لشعب رفض الاستسلام لذل الاحتلال، وجيش وطني شجاع قرر خوض معركة الكرامة والشرف واسترداد الأرض، وتلقين العدو درساً قاسياً لا ينسي علي مر السنين والأعوام. وإذا كنا نعيش اليوم أحداثاً جساماً، في ظل ثورة الثلاثين من يونيو والخامس والعشرين من يناير، التي غيرت الواقع السياسي والاجتماعي في مصر كلها، بمبادرة الشباب وتحرك الشعب كله وحماية قواته المسلحة، ...، فإننا كنا في مثل هذه الأيام منذ أربعين عاماً نعيش أحداثاً جساماً أيضاً غيرت بالقطع واقع المنطقة ومستقبلها. كنا في تلك اللحظة نقف علي أعتاب زلزال أكتوبر الذي هز المنطقة والعالم، وأحدث متغيرات جسيمة وعديدة علي المستوي الاقليمي، أثرت لسنوات طوال ولاتزال تؤثر حتي الآن في الشرق الأوسط وما حوله. ومنذ هذا التاريخ، أصبح السادس من أكتوبر ولسنوات طويلة بعده وحتي هذه اللحظة، يوماً للنصر، وتاريخاً للعزة والكرامة، وباعثاً علي الفخر لقواتنا المسلحة ولكل أبناء مصر، ...، وسيظل للأبد نجماً ساطعاً في سماء المنطقة، يضيئها بنور الفداء والتضحية والولاء للوطن مهما اشتدت الظلمة. واليوم وبعد مرور هذه السنوات نستشرف آفاق النصر في أكتوبر بنوره الساطع عبر بوابات الزمن، ليعيد إلينا وقائع تلك اللحظات الخالدة في تاريخ مصر، التي بددت مرارة الألم ومشاعر الإحباط وغيامات اليأس، التي كانت قد فرضت نفسها علي الشعب والأمة في أعقاب ظلمة النكسة عام 7691. وذكري نصر أكتوبر تأتينا اليوم كعلامة فارقة علي جبين مصر، وشاهد حي علي صلابتها وقوة إرادتها، وإيمانها الكامل بقدرة أبنائها علي حمايتها واستعدادهم الدائم للدفاع عنها والتضحية بأرواحهم في سبيلها. (وللحديث بقية)