»نال شرف الانضمام للقوات المسلحة بعد أن غير مساره مثل الكثير من أبناء جيله، تخرج من الكلية الحربية عام 1970 لتحرير سيناء وتغيير الواقع المؤلم لكل أسرة مصرية فقدت شهيدا في حرب لم تشارك فيها قواتنا المسلحة حتي صدر قرار لها بالانسحاب» هذا ما بدأ به اللواء جمال الدين محمد كحيلة حديثه، وقال إنه تخرج في سلاح المشاة، بعد اتفاقية روجرز ووقف إطلاق النار فاستغلت القوات المسلحة التوقف لتنفيذ عمليات التدريب للمعركة ببناء حائط الصواريخ بأيدي ضباط الدفاع الجوي بمشاركة بعض الشركات المدنية لصد هجمات العدو الاستفزازية. يتابع: خلال هذه الفترة كنت قائد سرية مدافع مضادة للطائرات بإحدي الوحدات بفرقة بالجيش الثاني الميداني، ويوم 5 أكتوبر كان الوضع علي الجبهة هادئاً وفي حالة سكون، وكانت الإمدادات مازالت تتدفق علي الجبهة دون أن نعرف ميعاد العبور »ساعة الصفر» لتحرير سيناء وصباح يوم 6 أكتوبر في تمام الساعة 12 ظهرا تم استدعاء كل قادة السرايا إلي نقطة الملاحظة لقائد الكتيبة الذي أسعدنا قائلا: »الساعة جات يا رجالة اللي منتظرنها وهانعبر الساعة 2 القناة وعايزكم تعبروا هذا الساتر وتزلزلوه وربنا معاكم وخلوا بالكم من جنودكم». يضيف: بمجرد سماع هذا الكلام دمعت عيوننا من الفرحة وأسرعنا إلي جنودنا لتلقينهم الأوامر حتي لاحظنا الطائرات تعبر القناة من فوق رؤوسنا والمدفعية تدك حصون العدو ونحن نردد صيحة »الله أكبر» وكانت مهمتي اقتحام القنطرة شرق وتحريرها، وفي يوم 8 أكتوبر تم رفع العلم المصري عليها باعتبارها أول مدينة تم تحريرها، وعقب حدوث الثغرة لم أشارك مع قواتنا المسلحة، لأنني كنت في القطاع الشمالي وبعد انقطاع معرفة أخباري رجعت إلي أسرتي بعدها بشهر ونصف. وعن أهم المواقف التي يتذكرها أثناء الحرب، يقول: ارتفاع الروح المعنوية للجنود كانت سبب النصر، رغم تفوق العدو في معداته، لكننا خير أجناد الأرض كما وصفنا رسولنا الكريم (صلي الله عليه وسلم)، متذكرا استشهاد بعض زملائه الذين تمنوا الشهادة بعد أن روت دماؤهم سيناء لتحريرها، فهؤلاء لهم الفضل فيما نجني ثماره اليوم.