مجموعة من الشباب، لديهم خبرات فنية متنوعة ومختلفة، يؤمنون بأهمية الفن والثقافة كجزء أساسي في حياة الناس، كما يؤمنون بقدراتهم علي التأثير في مجتمعهم، لذا يعملون علي التغيير بشكل إيجابي، ويساعدون الناس كي يعبروا عن أنفسهم من خلال الفن. في شارع نفرتيتي المتفرع من ميدان لبنان بحي أرض سلطان بمحافظة المنيا، تجد مقر "ألوانات" المشروع الذي يتولي مسؤوليته مجموعة من الشباب، ومن خلاله ينظمون مهرجانات فنية ثقافية بعنوان"مهرجان ألوانات بالقري"، يستهدف أهالي القري من مختلف الأعمار، سواء أطفال أو شباب أو كبار، بهدف نشر الوعي الثقافي والفني بين الفئات المهمشة، التي لا تجد أدني اهتمام في هذا الإطار. وتتضمن مهرجانات "ألوانات" تعليم الرسم والموسيقي والغناء، وإقامة حفلات موسيقية هادفة، ومسرحيات، واكتشاف المواهب في التمثيل والغناء وكتابة الشعر والتصوير والرسم، وغيرها من الفنون. ماركو عادل، مؤسس "ألوانات"،يقول:"نحن مجموعة شبابية مستقلة لنا مواهب مختلفة في شتي الفنون، وهدفنا هو تأهيل الفئات المهمشة والقضاء علي الجهل والتطرف عن طريق الفن وجعله جزءًا أساسيًا في حياة المواطن العادي، فللجميع حق التمتع والتعرف علي الفنون المختلفة، وجعل الفن جزءًا من الحياة اليومية". ويضم مركز "ألوانات" مكتبة للقراء تتناسب مع ميولهم واتجاهاتهم العصرية، ويواصل تنظيم الأنشطة التي تؤسس لجيل مبدع ومختلف ولديه وعي ثقافي وفني وإحساس بالحياة وبكل الفنون، إضافة إلي الإلمام بالمهارات المتنوعة والابتكارات. ويحاول شباب "ألوانات"، أن يجعلوا الفن جزءا مهما من الحياة اليومية، فكل أمانيهم أن تكون مصر كلها"مليانة فن وثقافة"، ويقولون عن أمنيتهم هذه: "إحنا هنبدأ علي قدنا في بلدنا المنيا، علي أمل إننا هنكبر في يوم ونوصل لكل حتة في مصر". "ألوانات" قدمت عروضها في أكثر المناطق تهميشًا بالمنيا، مثل منطقة عشش محفوظ بأبوهلال، المعروف عنها أنها معقل للتطرف والعنف والتهميش، لكنهم تحدوا ذلك، وقالوا: "حبنا وإيماننا بالفن والثقافة هو ما دفعنا لإسعاد أهالي هذه المنطقة وخلق البهجة والفرحة عليهم، من خلال تلوين الجدران والرسم عليها، توجهنا إلي المنطقة واستقبلنا الأهالي بكل حب وفرحة". ولا تقتصر المشاركات في"ألوانات" علي طلاب الجامعات أو الخريجين فقط، بل يفتح المركز أبوابه لكل الهواة باختلاف اتجاهاتهم وألوانهم، رافعًا شعار"مهما كان سنك هتلاقي لنفسك مكان". ولم يتوقف طموح "ألوانات" فارتفع وتخطي كل التوقعات بالإعلان عن افتتاح أول مدرسة بالصعيد لتعليم أرقي الفنون "الباليه"، ويقول ماركو عادل:"افتتحنا أول مدرسة "باليه" بشكل احترافي في صعيد مصر، بمقر المجموعة،وتضم نحو 150 طفلًا،حيث توجد قاعات باليه،يتم فيها تدريب الأطفال من عمر 4 سنوات، وحتي 16 عامًا،باشتراك رمزي،لكل مستوي"،مضيفًا:"نحلم منذ نشأتنا،بتكوي نفريق "باليه" من أبناء محافظة المنيا،يصل إلي العالمية، بعدفترة إعداد وتدريبات قويةعلي يد مُتخصصين، مشيرًا إلي أن مثل هذه الأنشطةكانت غيرموجودة في محافظةالمنيا، والصعيدبأكمله كان محرومًا منها،وظلت الأجيال محرومة من تلك الفنون الراقية".